طفلة قلبت كياني

البارت الرابع

اصبحت الرؤية مشوشة أمامها و تسارعت أنفاسها ثم وقعت مغشياً عليها.
كان هذا أخر ما تذكرته شهد قبل إغمائها استفاقت فوجدت نفسها في غرفتها وحولها كل من ملك و والدها ( زين الأدهمي) و والدتها (سارة السيوفي) و شقيقها ( يزن الأدهمي ) تأوهت بألم فور استيقاظها فاقترب منها شقيقها و ساعدها علي الجلوس قائلاً بلهفة: بالراحة يا حبيبتي بالراحة يا قلب اخوكي.
شهد بتعب: هو في ايه.
و فجأة هاجمت عقلها ذكريات البارحة بشدة فشحب وجهها بشدة و تطلعت لهيئتها في المرآة تتفقد هيئتها فوجدت بشرتها شاحبة ولكنها تخيلت بسمته المرعبة و عند هذه النقطة لم يستطع عقلها التحمل أكثر فشحبت بشدة و تسارع نفسها وارتخي جسدها بين يدي أخيها فوضعها بهلع علي الفراش و أخذ يصرخ بهم أن يحضروا عطر ليفيقها بينما قلبه يصرخ هلعا علي صغيرته نعم فهي ليست اخته فحسب بل هي صغيرته التي رباها علي يديه علي الرغم من أن الفرق بينهما لم يتعد الثلاث أعوام أي أن يزن في الثامنة و العشرين من عمره ولكنه يعتبرها ابنته المدللة و رؤيتها في هذه الحالة و هو لا يستطيع أن يقوم بشيء من أجلها تؤلمه و بشدة و أثناء تضارب أفكاره استطاع والده أن يفيق شهد فأخذت تبكي بهستيريا و تصرخ فأسرع هو بالإقتراب منها و أخذها في أحضانه و أشار لهم بعينيه أن يتركوهم قليلاً فخرج الجميع من الغرفة و بعد مدة من البكاء استكانت بين أحضان أخيها أخيرا فمازحها قائلاً: يعني ممكن لو سمحتي يا اختشي تسيبي القميص اصله غالي و الله.
ضربته بخفه و هي مازالت بين أحضانه فتأوه بتصنع: اه يا قاسية بقا بعد ده كله و تضربيني ده احنا بينا بابلي و شوكلاتات كتير و شيتوس نسيتي الشيتوس يا شهدي لاء اخص عليكي مكنش العشم اه مكنش يومك يا شيتوس.
انفجرت شهد ضحكا علي أخيها فقد كان يتكلم مثل النساء بنبرة مضحكة جداً.
أما يزن فكان أكثر من سعيد لأنه جعل شهده تبتسم نعم فهي شهده و طفلته و صغيرته التي يسعد بضحكتها ضمها بشدة إلي أحضانه و أضاف: اوعك في يوم تدمعي أو تبطلي تضحكي عيونك دي متخلقتش عشان تزعل أو تبكي ماشي يا شهدي.
أومئت بسعادة علي لقبها "شهدي" فهو يطلق عليها هذا اللقب و لا يحب أن يناديها أحدٌ آخر به.
أضاف بنبرة مضحكة و ابتسامة سخيفة: بس متضحكيش برا البيت مش تمشي توزعي ابتسامات لخلق الله و انا امشي أضرب كل اللي يبصلك كده هضرب مصر بحالها اصل شهدي تجذب أي حد و اللي هيبصلك هعلقك انتي.
شهد بغباء: الله و انا مالي يا مجدي.
يزن بتبرير مضحك: ما هو عشان انتي اللي موقفتيهوش عند حده ما انتي لو سيبتي عليه لسانك اللي زي المبرد ده ولا خلعتي اللي في رجلك خلتيه يعلم علي قفاه عشان يحرم يبص لبنت تاني انما ازاي لاء.
شهد بنفس البسمة الغبية: ما هو انا بتكسف يا يزن الله.
يزن بصدمة: يا نهار اسود شهدي و الكسوف في جملة واحدة ايه يا بنتي حركات البنات دي.
شهد وهي تجاريه: استغفر الله هو انا وش ذلك.
يزن: ايوة كده يا اسطاا.
شهد بقرف: قوم ياض اطلع برا يالا قوم اسطاا ايه اسطاا دي هو انا سواق توكتوك ولا ايه انا مش عارفة انت مهندس ازاي انت و الحيوانة اللي اسمها ملك فعلا لايقين علي بعض ما هو ده اللي خلاك تح......
وضع يزن يده علي فمها بسرعة: شالله يخليلك الايلينر بتاعك اتكتمي هتفضحيني.
شهد وهي تسحب يده من علي فمها: وسع يا حيوان انت و بعدين هو انا قولت حاجة غلط ما انتو فعلا لايقين علي بعض و تعالى هنا ايلاينر ايه ده اللي هحطه ده جمال طبيعي يا روحي.
يزن: بس يا بت ايه بلاعة و اتفتحت في وشي و بعدين هو فين الجمال ده ده انتي ناقصلك تقصي شعرك و تبقي شبهي.
شهد باستفزاز: بلاش اقولك كلمة تقصف بجبهتك الأرض هاه انت عارفني.
يزن: لا يا روحي يا ملكة جمال الكون يا أجمل المخلوقات.
ثم أكمل بخفوت سمعته شهد: ربنا يسامحني عالكذب ده.
شهد: سمعتك علي فكرة طب والله لاطلع أقول لملك يا ملك بت يا ملك.