البارت الثالث عشر

5.7K 167 19
                                    

فهد بعشق فاض من عينيه قبل أن يلقي نفسه من سور الشرفة: بحبك.
و من ثم اختفي جسده و سكنت جميع الأصوات إلا من صراخها: فهههههد.
ركضت باتجاه الشرفة و هي تنتفض ذعراً و مالت بجذعها لتراه واقفاً بجوار شجرة مستنداً بكتفه عليها تنفست الصعداء و أردفت بغضب: تصدق بالله إنت بني ادم غتت غور ياض من هنا.
فهد و هو يتسلق السور بكل مهارة و خفة: لسانك طول اووي و قريب جداً هقصهولك بنفسي.
صمت قليلاً ثم أردف قبل أن يختفي من أمامها: سلام يا زوجتي المستقبلية.
دلفت إلي الغرفة و ما زالت دقات قلبها تقرع كالطبول وضعت يدها موضع قلبها و أردفت: ايه بتدق كده ليه ما هو نط السور زي القرد أهو و محصلهوش حاجة اهدي شويه.
سمعت صوت يزن من الخارج: ربنا يشفيكي من الهبل يا حبيبتي نامي يا شهد و اتغطي كويس.
ضحكت بخفوت و أردفت: عاجبك كده يا زفت ضحكت يزن علينا و مالو بكره كل ده يطلع علي عليك يا ابن السوهاجي.
ثم نامت بسلام.

بعد ساعات قليلة استيقظت شهد علي المنبه فركت شعرها بضجر و زفرت بضيق و نهضت توضأت و صلت فرضها و ارتدت ثيابها و نزلت للأسفل.
شهد بسرعة و هي تجلس علي طاولة الطعام: السلام عليكم بسم الله.
و شرعت في تناول الطعام بسرعة ضحك يزن عليها بشدة و أردف: بالراحة هتتخنقي من الأكل.
ما كاد يُنهي كلامه حتي سعلت بقوة اقترب منها بقلق و ربت علي ظهرها برفق و أردف بقلق و هو يناولها كوب من الماء: بالراحة بس اشربي.
ثم هتف بعتاب: ينفع كده قولتلك كلي بالراحة الأكل مش هيطير.
شهد بخجل منه: خلاص بقا يا يزن أنا أسفة.
يزن بعتاب: لاء مش خلاص يعني لو كان حصلك حاجة هعمل إيه أنا دلوقتي.
أمسكت وجنتيه بشدة و هي تهتف: يا توتو يا اتي كميلة انت خايف عليا.
يزن: بس يا بت انتي بتتعاملي مع ابن اختك و بعدين يلا عشان أوصلك في طريقي.
نهضت مسرعة و أردفت: يلا أنا جاهزة.
ضربها يزن خلف رقبتها و أردف: يلا يا قردة هتكبري امتي بس.
شهد بتذمر: أنا مش قردة و بعدين علي أساس العقل بينقط منك اوي يعني.
يزن: محدش يغلبك في الكلام خالص يلا قدامي.
سارت خلفه بغرور مصطنع و هي تهتف: تربيتك يا كبير.
ركبت بجانبه و هي تهتف بجدية: انت مش ناوي تاخد خطوة بقي.
تنهد يزن و أردف: ناوي بس مستني الوقت المناسب.
شهد: وقت مناسب إيه ملك عندها ٢٥ سنة و انت مش محتاج تكون نفسك مستني إيه بقي مستني لحد ما يجي واحد ياخدها منك و علي فكرة ملك مش هتستناك كتير دي دكتورة كبيرة و ألف مين يتمناها و ممكن أي واحد من الألف دول ياخد خطوة و يتقدملها.
غضب بشدة و ظهر ذلك جلياً في عروق يديه و رقبته النافرة حتي خافت منه شهد و أردف بنبرة مخيفة: ملك ليا و مش هتكون لحد غيري و اللي هيقرب منها همحيله كلمة "ذكر" من البطاقة و إياكي تعيدي الكلام ده تاني.
شهد برعب: يزن إنت عامل كده ليه انت بتخوفني كده.
يزن بهدوء: مش قصدي بس انتي مش عارفة ملك بالنسبالي إيه.
شهد و هي تنزل من السيارة: اهدي شوية مش كده انت كده هتخوفها منك.
يزن: انشاء الله.
انطلق لعمله بينما هي دخلت للمشفي و فور دخولها استقبلها طاقم العمل كاملاً فشهد شخصية محبوبة بين الجميع و كانت كلماتهم بين " نورتينا يا دكتورة / المستشفي من غيرك ضلمة يا دكتورة / ألف سلامة عليكي يا دكتورة " قابلت تهانيهم ببسمة بشوشة و من ثم دلفت لمكتبها وجدت به بعض الملفات فتحتها كانت لعمليات اليوم لديها يوم حافل اليوم فتحت أول حالة درستها جيداً فقد بقي علي العملية أقل من نصف ساعة و من ثم ذهبت لغرفة التعقيم تعقمت و ارتدت الملابس و توجهت لغرفة العمليات سألت بعملية و هي تعدل من وضع قفازات يدها: المريض اتخدر.
أجاب واحد من المتواجدين في الغرفة: أيوة اتخدر و زمان المخدر انتشر في جسمه.
أُطفئت أنوار الغرفة بالكامل و بقي ضوء خافت فوق رؤوسهم باشرت عملها بحرفية شديدة و هي تتأكد بين الحين و الأخر من نبض القلب و معدل التنفس و أخيرا بعد ساعتين من العمل المتواصل انتهت العملية بخير و نجحت خرجت من الغرفة و هي تنزع ذلك الماسك الطبي فتسارعت نحوها إحدي السيدات هاتفة: طمنيني يا دكتورة ابني كويس.
أجابت ببسمة بشوشة و هي تربت علي يدها الممسكة بإحدي يديها: اطمني يا أمي ابنك زي الفل الحمدلله العملية نجحت و هينقلوه علي أوضة عادية دلوقتي و هيفوق من البنج كمان نص ساعة.
السيدة بلهفة: بجد يا بنتي ربنا يخليكي لأهلك و يسعدك في حياتك و يديكي علي قد نيتك يارب.
قبلت رأسها و أردفت: ربنا يخليكي لينا يا ست الكل عن إذنك أنا أروح أكمل شغلي.
السيدة بدعاء: ربنا يوقفلك ولاد الحلال يا بنتي و يسعدك دنيا و أخرة يارب.
ابتسمت بهدوء و رحلت متوجهة لمكتبها أغمضت عينيها و نظرت في الملفات وجدت هناك ثلاث عمليات أخري هذا اليوم زفرت بحنق و: هو أمجد داخل عليا حامي كده ليه ده أنا حتي المفروض كنت في أجازة.
و ما كادت تتناول رشفة من مشروب الشوكولا الساخن حتي وجدت طرق علي باب الغرفة أجابت: اتفضل.
ممرضة: دكتورة لو سمحتي عاوزينك في أوضة العمليات بسرعة في حالة ولادة و علي أخرها.
نزعت ردائها الطبي و هرولت للخارج تعقمت سريعاً و هرولت باتجاه العمليات وجدت سيدة في حدود العشرينات من عمرها تصرخ و تبكي من الألم و هي تعض يد شخص جوارها تبين أنه زوجها أردفت شهد مطمئنة إياها: اهدي يا مدام إنشاء الله خير.
السيدة بصراخ: ااااااه خرجوه من هنا أنا بكرهك يا سامر عااااااااا.
سامر بصراخ: حرام عليكي خرمتي ودني عمالة تصوتي فيها اهدي شوية يا عالية.
عالية ببكاء: مش قادرة ااااااه.
شهد: إهدي حضرتك لازم تساعديني خدي نفس بالراحة و طلعيه.
عالية: هوووف هوووف هيييه ااااااه.
سامر: ااااه.
شهد: ايه انت كمان هتولد و بعدين إيه فيلم ice اللي بسمعه ده.
سامر: ما هي اللي بتعض إيدي.
عالية بصراخ شديد هذه المرة: ااااااااااه.
التقطت شهد الطفل مسرعة و نادت إحدي الممرضات: خديه بسرعة امسحيله الدم و شوفي مؤشراته الحيوية.
التفتت لتغادر فصرخا بها معا: انتي رايحة فين.
فزعت قائلة: ايه هو مش كده خلاص و لا ايه هما علمونا كده فيه حاجة بعد كده أجبلكم اتنين لمون مثلا.
سامر: هما مقالولكيش إنهم توأم.
شهد بصدمة: توأم.
عالية بصراخ: انتي لسه هتذبهلي اااااااااه.
هرولت ناحيتهم ثانية و تمت ولادة الطفل الأخر بسلام وسط صرخات الزوجين معاً ضحكت عندما تذكرت هذا الثنائي المجنون.
دخلت مكتبها بإرهاق بعدما انتهت حالات اليوم تهاوت علي الأريكة بتعب تلتقط أنفاسها و أردفت: منك لله يا أمجد الكلب عالبهدلة اللي انت مبهدلهالي دي.
ظهر صوت من العدم يقول: تؤ تؤ تؤ تؤ ينفع كده بتحسبني عليا ليه هو أنا كنت لسه عملتلك حاجة.
انتفضت بحدة صارخة: انت ايه اللي جابك هنا و إزاي تدخل مكتبي بالطريقة دي.
أمجد بخبث و نظرات قذرة: داخل عشان أشوفك و لا إيه.
شهد بحدة: إطلع بره بدل ما ألم المستشفي بحالها عليك.
قهقه عالياً و أردف: اصرخي محدش هيسمعك لأن ببساطة مفيش حد في المستشفي غيري أنا و انت يا جميل.
شرع في الإقتراب منها فأردفت برعب: انت عاوز مني ايه ابعد عني يا حيوان.
صفعته علي وجنته فأردف بجنون: إيدك ناعمة اوي أخيراً لمستيني إعمليها تاني.
شهد برعب أكبر: انت أكيد مجنون إنت مش إنسان طبيعي أبداً.
تحدث بجنون و صوت عالي: أيوة مجنون مجنون بيكي بكل حاجة بتلمسيها لبس العمليات مكتبك المج بتاعك كل حاجة بحب ألمس أي حاجة إنتي بتلمسيها.
شهد: ابعد عني يا حيوان يا مجنون يا زبالة يا قذر.
جذب حجابها بشدة و أردف من بين أسنانه: لاء هتغلطي هيبقي حسابك تقيل اوي معايا و هزعل منك.
جذبها بشدة أكبر و أكمل: و لما أنا هزعل انتي كمان هتزعلي و هتتعبي كمان فاهمة.
صرخت بألم من قبضته: ااااه سيب شعري يا حيوان.
ثم صرخت: يا فهـــــــــــــــــــــــد.
صفعها علي وجنتها و أردف بجنون: مين فهد ده هاه مين فهد يا **** يا زبالة انطقي مين ده.
لكمة قوية من مقبض حديدي كان كل ما تلقاه و أردف فهد بغل من بين أسنانه: فهد ده اللي هيعيد تشكيل هيأتك يا روح أمك.
لم يكد يفتح فمه حتي انهال عليه فهد باللكمات و الركلات يقذفه بكل ما تطوله يدله و هو يسبه بأفظع الشتائم و لم يتركه حتي فقد وعيه و قد امتلأ وجهه بالدماء و لم تعد ملامحه واضحه و كسر ذراعه التي تجرأت و لمست شهده ثم توجه ناحية شهد المنهارة و أردف بنبرة حانية: هشش إهدي محصلش حاجة أنا هنا.
شهد ببكاء حار: لو انت مجيتش كان زمانه كان زمانه.
لم تتحمل و انفجرت باكية بشدة شد علي قبضته و أقسم أن يذيقه العذاب ألوان ثم تحدث بهدوء: الحمدلله إنتي بخير دلوقتي.
أكمل بمزاح: مش لو كنتي مراتي كان زمانك في حضني دلوقتي و ب…
صرخت بفزع: عااااا قليل الأدب انت بتقول ايه.
فهد بمشاكسه: ما انتي اللي زي القمر بخدودك و وشك اللي كله أحمر ده اللي أنا هاكله كله بس مش دلوقتي.
خجلت من مقصده و تمتمت بحنق: قليل الادب.
قهقه باستمتاع و أردف بوقاحة: هو أنا لسه عملت حاجة دي قلة الأدب لسه جاية قدام.
ضحكت بخجل و توجها معاً للخارج و بينما هم في السيارة تكلم فهد بجدية: انتي إيه اللي  كان مقعدك في المستشفي لغاية دلوقتي.
شهد بهدوء: كان عندي عمليات كتير النهاردة و لسه كنت مخلصة العملية لقيته داخلي المكتب بعدها بشوية لقيتك في المكتب مش عارفة هو مكتب ده و لا ميدان عابدين.
ضحك بهفة علي تشبيهها و كان الصمت ملازم لهم بقية الطريق.
وصلوا البيت و من ثم نزلوا من السيارة دلفوا سوياً للداخل و بعد قليل من الوقت الذي تكلم فيه الجميع مع بعضهم البعض أردف فهد: إيه رأيك يا عمي في الكلام اللي قولتهولك الصبح.
زين: و الله يا ابني أنا معنديش مشكلة بس نشوف شهد.
شهد: موضوع ايه؟!!
فهد بخبث: خطوبتنا و كتب كتابنا آخر الأسبوع يا خطيبتي العزيزة.
شهد 🙂🙂🙂

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

إزيكم يا قمرات الفصل مش طويل عارفة بس أنا حابة أقولكم الفصول الجاية توقعوا أي حاجة.
enjoy sweets😘😘😘

طفلة قلبت كياني  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن