إنه ليس مجرد قناع تضعه على وجهك، بل أشبه بدرع يغطي سائر شعورك؛ عله لا يخرج عبثاً في حركة يد أو كلمة أو نظرة تُظهر ضعفك وثورة غضبك، وهو ليس هدوءاً يتلبسك بل صمتٌ تعتمره على كل إنش في جسدك، وهو أسمى وأقوى مراحل الكتمان وكأنك تخمد ذلك الشعور الفائر كي لا يفوح حتى أمام نفسك، وعندها تكون نجحت في ارتداء القناع الحديدي، ستختلط بمن حولك دون أن يشك أحد في كونك تعاني، بل وقد يقصدونك طلبا للنصيحة، كيف يصبحون جامدين وغير مبالين مثلك، وستسمع عبارات المديح كثيراً عن كونك لا ترام ولا شيء يهزُ فؤادك، كما لو كنت لا تقهر، بينما كل الصدوع في داخلك قد جُوفت والحطام قد ترصرص على مشارف عينيك، ولكنك... حديدي!