يولد الانسان وهو يملك كماً محدداً من الطاقة، عليه أن يتكيف مع ظروف حياته حتى لا يستنفدها دفعة واحدة، كما واتباع نمط توفير خاص؛ لأن كل ردود الفعل التي يعطيها تستهلك جزءً من طاقته، وكذلك الخيبات التي يتلقاها، وعلى النظير أيضا المواقف الجيدة والمردودات الايجابية تضيف إلى المرء طاقةً تساعده على التقدم وتسانده للنهوض من جديد، وتوقد شعلة حياته كلما شارفت على الانطفاء، ولكن ما لا يعرفه الجميع، أن الاستغراق في العطاء الذي يُقابل بالخذلان بشكل متتالي، والتجاهل الذي يراكم السوء على القلب ويحقن الروح بالألم باستماتة، ومحاولة تقديم الأفضل بينما يحاول الأخرين دفنك تحت الأسوء، وكبح شرارات الغضب في صدرك في حين تكاد تنفجر باستمرار، يقضي على تلك الطاقة ويُعدمها، وإن اقتراب الإنسان من أن تُخمد الحياة في نفسه يقوده إلى الموت على قيد كل شيء حي؛ فزوال هذه الطاقة جحيم لا يشتعل، ولا يحرق، إنه قتلٌ للوقت فلا يمضي، وغياب الشخص عن حاضره وماضيه ومستقبله، وكأنه يقف في زاوية بعيدة عن نفسه ينظر إليها باشفاق وليس له حيلة في فعل شيء ولا حتى رغبة.- في حين تعتقد أنك قادر على إعطاء المزيد، يلتهمك هذا المزيد دون أن تشعر؛ لينتهي بك المطاف غير قادر.