غضب

103 9 11
                                    




الغضب والاستياء لا يؤثران على مشاعرنا فقط بل وأنهما يغيران عقل الانسان ويحفّزانه أكثر من أي شيء آخر لتعبير -التنفيس- عنهما، بل وربما أن ترجمة جميع الافكار المتعلقة بالسلوك أو التصرف أو الانسان الذي نبع عنه الاستياء تتغير؛ لذا عندما نغضب نحتاج إلى الاعتراف بغضبنا وليس كبحه ثم علينا بتصفية الأفكار وتثبيت المعرفة المكتسبة قبل هذه المرحلة، مثل:

"الشخص الذي أساء أو أغضبني- صادق في طبعه، لطيف المعشر، لديه تفسير، أنا أشعر بأن تصرفاته أصبحت ملتوية أو بها ضغينة؛ لأني غاضب"

"التحدث معي بنبرة مرتفعة غير مقبول ويثير أعصابي؛ لأنني غاضب، أنا بطبيعة الحال استعمل وأتقبل هذه النبرة"

"لمس كتفي أو يدي يجعلني أثور في الشخص -الفاعل- لأني غاضب، عندما أكون هادئاً عادة أتقبلها"

"الشخص الذي أغضبني/ أساء يحبني، يهتم لأمري، أفعاله تبدوا لي شريرة؛ لأني غاضب! هو لا يقصد ما يفعله أنا أسيء فهمه بسبب فقداني للسيطرة على مشاعري"

"صديقي الذي أساء/ أغضبني يتضايق عند فعلي (كذا وكذا) علي تجنب ذلك أثناء خصامنا "ولا تنسوا الفضل بينكم"

في الحقيقة أننا نشعر بعكس ذلك بل وسوف تصبح مشاعرنا سيئة ومليئة بسوء الظن، سننهب اللحظات الجميلة وننظر إلى الخصام وكأنه أبدي؛ لذا الحديث مع أنفسنا بهذه الطريقة في مثل هذه الامثلة يحفظ الود.

عندما نحمل أنفسنا على تذكر محاسن الأشخاص مع الاستعاذة من الشيطان الرجيم الذي ينخس في مثل هذه المواقف، ويثير النفس ويحملها على الاساءة بدون الاستماع إلى الطرف الاخر والمبادرة إلى اساءة الظن به وتسويغ الاعذار للرد بأقبح مما نشعر خلال الموقف، سوف تهدأ الأمور ويكون هناك خط رجعة مشجن.

إن الطريقة الاساسية إلى كل ذلك هي محاولة فهم أنفسنا وتفهم أسباب الغضب، واحتواء الموقف عبر التفكير بحيادية واتباع اسلوب "ضع نفسك في مكانه" عوضاً عن الانغماس في المشاعر الناجمة، أو الاسترسال في أفكار الظلم ودور الضحية، سيساعدنا على استدامة الوداد بين المتحابة قلوبهم، والحفاظ على علاقات جميلة قد يكون مألها إلى النهاية ما لم يتحكم الفرد منا بنفسه وطريقة تفكيره.

فلسفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن