الأزدراء| الاشمئزاز!

831 58 11
                                    


الازدراء والاشمئزاز مختلفان؛
فأنت عندما تشمئز من الشيء تكرهه وتبغضه، وتلك مشاعر قد لا تسيطر عليها، وقد تخرج بشكل لا إرادي منك!
ولكن الازدراء أذم وأحقر؛ فأنت تفعله بكامل وعيك ورغبتك، بالرغم من أنه ليس من حقك؛ فما الذي يسمح لك أن تشعر بأن شخصًا ما أقل وأصغر منك؟

قد يكون شخصًا به الكثير من العيوب، أو يكون قذف عليك الكثير من الأذى، أو ربما هو حقًا لا تشوبه شائبة، إلا أنك تجد في داخلك شعورًا بأنك أرفع منه مكانة أو مظهرًا، نسبًا، سلوكًا، طهرًا، دينًا، وعندها أنت ستهوي إلى دركٍ أقل مما تظن.

قد ترى تصرفًا مشينًا من شخص ما يجعلك تكبر في عينك بينما تحتقره بالعين الأخرى، إلا أنك لا تستطيع الجزم بأنك لن تقع في مثل هذ التصرف مستقبلًا!

قد ترى عاصيًا وتعتقد أن الله أكرمك ولم تكن مثله، بينما هو أُختُبِر ولا يمكنك أن تؤكد بأن دورك لن يأتي بعده!

قد تشمئز نفسك من الفعل وذلك طبيعي، وقد تكره الشخص عينه وذلك سيؤذيك ولكن لنقل بأنها طبيعة القلب، ولكن أن تنظر بعين التصغير لغيرك بسبب أشياء لم تصنعها أو لم تحققها بنفسك، أو حتى أشياء بالفعل نلتها بجهدك ولكنك لن تضمن أن الله لن يختبرك فيها، وكأنك لن تخطئ ولن تزيغ ولن تتعثر أبدًا، ذلك عين الجهل وأعلى مراتب الحمق!

فلسفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن