رأس السنة

113 19 22
                                    


من وجهة نظر شخصٍ مرّ بالأسوأ والأفضلِ كُل على حدا، لم أجد في نهاية العام وبداية الآخر خلاصًا..!
لم يكن الأمر كما يتحدث عنه البعض ويبالغون في تقديره، كما لو كان منفذًا سحريًا للبدايات الجديدة، كما لو أن هناك أشخاص تنتهي معهم السنة وقد أنجزوا مخططاتهم وحققوا أهدافهم، أين يعيش مثل أولئك؟ أهم مثلنا؟ هل لديهم ما لدينا من وقت وايام صعبة وانطفاء واحباط وتقلبات مزاجية وظروف قهرية؟ أم أنهم يمثلون نسبة ضئيلة من سكان هذا الكوكب، ضئيلة حتى أنه لا يكاد يشار إلهم كفئة! قدوات لا يمكن بلوغها، مثل فأر يدور حول نفسه محاولا الامساك بذيله ولكنه لن يلمسه! الواقع ليس مثاليًا كما نتصور، فقد تبدأ سنة جديدة وأنت عالق بمنتصف مشكلة، أو غارق في الفراغ، هنا أنت لست مستعدًا لبداية جديدة مع نفس الشخص الذي كنت عليه قبل دقيقتين! الأمر ليس منطقي، المشكلة والعيب ليست في السنة! بعض العهود التي يأخذها البعض عند كل بداية تجعل من انهيارهم عند كل زاوية حادة أمرًا حتميًا؛ فهي تمنحهم أملًا زائفًا بأنهم سيتغيرون دون أدنى مجهود يُذكر، يواسون أنفسهم ببعض الأوراق والكتابة، والتخطيط، ولكنهم لن ينجزوا شيئًا، وفي النهاية سينقلبون على أنفسهم، ويتوقفون عن الإيمان بها.

لا يجب أن نقفز في نهاية العام من السعادة وننسى أين كُنا نقف، علينا المتابعة بهدوء من حيث تسير الحياة، ونتابع مع هذا الشخص المليء بالعيوب الناظِر لما لديه متأملًا باتساع ما يحيط به، ذو القلب الصلب يتجاوز بِحلم وتحلّم أوقاته الصعبة رويدًا، ويعيش في سلام آملًا أن يُتم الله عليه النِّعم، غير ناقمِ ولا مندفع ولا شارد.

فلسفة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن