منطقة الصفر
حيث لن تعتريك الدهشة مطلقاً..
مرحباً بالأحياء المارين من هنا، إنني أشارككم فلسفتي عن منطقة الصفر؛ كي تتفهموا بعضكم أو أشخاصكم الأعزاء عندما يَضِلون الطريق نحو أنفسهم.منطقة الصفر هي الأرض الجدباء لهرم المشاعر المختلفة بكل أشكالها، حيث يهبط الشعور إلى آخره فيصبح السيء والجيد على حد سواء عند الشخص نفسه، وتستوي في عيني المرء الحياة كلها وينقطع الحبل الوثيق بين الشعور والعقل فيغلب عليه تفسير كل ما يراه وينظر اليه او يسمعه ب"لا ادري هكذا اراه، لا اعرف سمعته هكذا، لا اعلم..،"
ولن يستطيع أن يقول أنا أحس أو أشعر أو حتى اعتقد فقد تلاشت كلها بعيداً.قد لا تجده يصدر أي استجابة حقيقية! وأعني أنك لن تشعر بمصداقية رد فعله؛ فهو لن يصل إليك؛ لأنه فقد اتصاله بنفسه أساساً.
لا شيء مما حوله قد يهزه من الداخل، لن يحزن لن يضحك لن يحقد ولكنه قد يبالغ بالغضب، وقد يكون رد فعله الوحيد؛ ففي بعض الاحيان سيغضب دون أن يجد في من أمامه ما يغضبه فقط هكذا يعبر عن استياءه، ولكن ليس وكأن أحدهم قد يدرك أو يُميز؛ فهو سيتظاهر بشكل غير واعٍ بأنواع المشاعر والاستجابات التي اعتاد عليها وهي محضُ زائفة.
إنه يطارد الأمل الذي يخبره أنه سيتجاوز الأمر وسيتبدل حاله للأفضل، بالرغم من أنه لا يؤمن بذلك؛ ولكن إقراره بعدمه قد يقتله ويكشف كل التغيرات التي حصلت له على السطح وهذا قد يبدو صادماً له؛ إلى الحد الذي يجعله يائساً؛ فبعض الذين يصلون مرحله الصفر قد يكونون من أعلى الهرم المشاعري المليء بالشعاع، سبقَ أن كانوا مناراً للآخرين ، وبعضهم من مختلف تلك الطبقات، وكأنه داء لا يميز بين ضحاياه فقط يرديهم تِباعاً.