قتل الشعور أو إماتته أشبه بدخولك على مرج أخضر وبه أرانب بيضاء صغيرة ومغطاة بالفرو، تمسك في كل مرة أرنبًا وتداعبه بأصابعك وتدلله من ثم تحقنه ليتدفق السائل المميت ببطئ عبر جسده الرقيق، وتظل معه وتراقبه حتى تنقطع أنفاسه، وعندما تنطفئ عينيه تحمله إلى الأرض وتدفنه وتقف أمام ضريحه عزاءً ثم تنصرف، أنا هكذا! أمسك الشعور وإن كان جميلًا وبعد أن أُسممه أقف معه حتى النهاية، كل شعور في قلبي استحق الموت أنهيته دون أن يرف لي جفن، لا يعني ذلك أني سأخلو من المشاعر؛ فالأرانب في ذلك الحقل مازالت تتكاثر ولكنها لن تكون نفسها، لن أجرب الشعور نفسه مرتين ولكن يكفي أنه سيظل هناك شعور!