أنا شخص قوي وذلك ما أعرفه عن نفسي، ولكني لم أولد بتلك القوة، ولم يبنها بي والداي، ولم أعش الظروف المستقرة التي تجعلني بكل هذا البأس، أنا شخصٌ بني من الهشاشة حيث كان كل ما بداخلي سهل التحطم، شخصٌ وصل إلى قعر الضعف من ثم حلق؛ ليغدو كما هو الأن، خضت في الأوقات لمظلمة حيث جربت اليأس وظننت أن النور لن يطلع علي أبدًا، وفي اللحظات المؤلمة كتمت صوت الأنين والذي كان ينخر في داخلي، أنا نشأت في أوقات كنت فيها تائهًا عن نفسي، لم أقدم الجميع علي ولم أكن خانعًا أو خاضعًا، بل كنت أسوأ من ذلك؛ فمما تعلمته إن لم تكن قويًا ستهرس، ولكن مفهومي كان منافيًا تمامًا عن القوة، لقد كنت أعتقد أنها علو الصوت لأخذ الحق، وأن يخافني الناس كي لا يتجرؤا على أذيتي، كنت أظن أن القوة تكمن في نزف قلوب الآخرين دون رحمة، وأنها الامبالاة بالكلمات السامة التي ألقيها من فمي، ظننتها أن تكسب احترام الجميع تحت ظل الخوف لا المودة، كنت الأضعف عندما ظننت ذلك؛ فبهذا جعلت الجميع يولي مني هاربًا أو يبقى إلى جانبي صابرًا، كنت وغدًا، ومثيرًا للشفقه، كل ذلك التظاهر كان؛ لإخفاء الشخص المنحني والجاثي على ركبتيه في داخلي، الشخص المتهالك والذي أوشك على الاحتضار ، ولكنني أدركت اخيرًا معنى القوة الحقيقية ومن ذلك الإدراك قررت النهوض، حيث وجدت نفسي والتي كانت تبكي بحرارة خلفي دون أن تصدر أي صوت في انتظاري كي التفت إليها، في انتظار أن أعانقها وأنتشلها من كل هذا البؤس، وهكذا أصبحت قوية يا سادة!