أنا على أتم المعرفة بالحقيقة المؤكدة التي تقول أن على الإنسان أن يُغير واقعه بالطريقة التي يراها مناسبة، أن يتوخى الحذر عندما يفعل من أن يؤذي أو يُحمّل نفسه أوزارًا لا طاقة له بها، وهذا ما يزيد المشقة، أن تختار الطريق الوعر لقلب الطاولة التي لطالما ثُبِّتت أقدامها على ظهرك النازف، في حين لم تُصدر أي صوت، رثائك الوحيد أنك كنت مسالِمًا في حين أوقد وجودك المُجرّدُ حربًا، لن يتماشى معك الواقع ولن تصبح الأمور تصب في صالحك أو في الصالح من تلقاء نفسها مادامت الغريزة الأنانية قائمةً في النفس البشرية.