أخبر عز حياه أن لديه مشروع هام جدا هذه الفتره لذا يريد منها ان تتحمل غيابه وتضغط على نفسها قليلا وتكف عن افتعال الكوارث وبدأ بالفعل يتأخر عن ساعات عمله المعتاده ويسهر لوقت متأخر بغرفة مكتبه يجرى اتصالات هاتفيه ويصمم مخططات على حاسوبه المحمول وارادت حياه ان تكون زوجه حنونه فتصنع له مشروبات دافئه واطعمه خفيفه اثناء عمله بالمنزل لكن للأسف الشديد كانت النتيجه عكسيه فقد جعلته تلك المشروبات والاطعمه يغفو سريعا فترجاها ألا تصنع له شى سوا قدحا من القهوه ثم تنام سيكون حينها ممتنا حقا فسهرها يجعلها مرهقه ثائره تفتعل المشاكل مع الصغيرين اللذين يناما باكرا ويستيقظا باكرا فلا تجد الفرصه الكافيه للنوم بسبب سهرها مع عز ووافقته وهى تشعر بالغضب لانه لم يقدر جهدها المبذول لإسعاده
أتت له بالقهوه ذات ليله وكادت تمسك بمقبض باب غرفة مكتبه حين سمعت صوت نسائى ناعم فإتسعت عيناها ثم عضت على شفاها غيظا
- بقى دا الشغل ياسى عز وربنا لأطين عيشتك
مالت برأسها لتضع أذنها على الباب تسترق السمع لتلك المدلله
- وااو يابشمهندس انا اشتغلت مع مهندسين كتير محدش ريحنى وفهمنى بسرعه زيك
- افهم من كده إن التصميم عجبك
- دا تحفه كتير كنت بوصف طلبى ومحدش عرف يتخيله صح زيك انا سعيده جدا بالشغل معاك وبإذن الله مش هيكون آخر تعاون بينا
- دا شرف ليا
حينها لم تعد تحتمل حياه ودفعت باب الغرفه بعد ان ألقت القوه على الارض ودخلت تصرخ غاضبه فأغلق حاسوبه فورا
- كده عينى عينك طب اتداروا ولا استنى اما انام عشان كده بقى طلعتنى بقره ومبفهمش وخلتنى أنام بدرى مع العيال ومقعدش معاك طبعا هتعوزنى ف ايه انا يادوب المرمطون اللى جايبها لكن السنيوره للدلع مش كده
- بتخرفى تقولى ايه انتى
- طبعا بخرف وبشد ف شعرى مانا مجنونه وانت العاقل اللى بيمثل قودام الكل الطيبه وانت تعلب بتخنى يا ناقص يا واطى
ترك حاسوبه وتوجه لها غاضبا حين أدرك سبب جلبتها هذه المره وقبل أن يتحدث وجد الصغيرين يقفان بالباب يبدوان ناعسان خائفان إستيقظا فزعين من صراخها فتوجه نحوهما وجثا أمامهما يتحدث بهدوء ليهدأ من روعهما
- متخافوش دى ماما ف حالتها الطبيعيه روحوا اتفرجوا على كرتون له وعلو الصوت شويه شكل الليله دى هتطول
ربتت رحمه على كتفه بحنو : يبنا معاك يابابا
- آه والنبى يا بنتى ادعيلى انى مولعش ف أمك
أومأت له ثم إصطحب أخاها مبتعدان فسألها فارس : هما مس عايفين ان فى ناث نايمه
- ماما مبتحبس تتخانق الا اما الناث تنام
- تفتكرى ايه حثل ايه
- معيفس تعالى فرثه نسوف الكيتون بياحتنا
- تيجى نوطى الثوت ونسوف بيتخانقو ليه
- بلاس حيكات ماما دى بابا هيعيف وثاعتها سوية الحنية اللى سوفتهم دول هيقلبو علقة محتيمه
- على ريأيك
- بث احنا كده كده هنعيف
- اثاى
- من ماما
- هنسألها
- لا يا غبى مهيا يا هتطلع غلطانه ثى كل ميه وبابا يطنسها وميفهمهاس غلطها وتقعد تتخانق مع المواعين وتندم على اللى عملته ثاعتها هتحكى للمواعين ونثمعها ونعيف يا اما هيفهمها بابا غلطها وثاعتها هتقعد شهى تتحايل على بابا وتجبلنا سكولاته عسان نتحايل على بابا يثالحها وهتقعد تكلم نفثها انها غلطانه وتقر باللى عملته من غيى ما تحث فهمت
أومأ لها بالإيجاب وركضا يفتحان التلفاز قبل أن يغير عز رأيه ورفعا الصوت لكى لا يسمعا ما يقال
- انتى زودتيها عالآخر
- دا أنا برضو يابيه بقى انا نأمنالك وإنت بتستغفلنى
- تانى تانى انتى مبتوبيش
- مش مكسوف من نفسك دا انا قايدالك صوابعى العشره شمع يامفترى عايشه ليك ولعيالك وف الآخر تخونى
- اتلمى ف ليلتك يا حياه بلاش الجيران يسمعوا حسنا عالمسا كفايه العيال اللى قامت مفزوعه من صريخك الأهبل اللى مكنلوش سبب
- مكانلوش ايه سبب وخيانتك دى ايه
- انتى متخلفه انا بشتغل وبطلى طريقتك دى ولا نسيتى النوبه اللى فاتت اما عملتيلى كرومبو واتكبستى ف الآخر
- اه هتلاقيك فقستنى وانا هبله ورتبتها مع واحد صاحبك وطلعت انا بقره وصدقتك لكن المره دى ابدا
- هيا حصلت
- دى حصلت ووصلت ومش قاعدالك فيها ثانيه واحده
ثم تركته يحاول التحكم فى غضبه خشية من إرتكاب جريمه بحقها رغم أنها تستحق ثم تنهد بغضب وتبعها ليجدها تجمع ثيابها وثياب الصغيرين
- بتهببى ايه ف ليلتك
- سيبهالك تشبع بيها انت والغندوره بتاعتك
فاض به الكيل فأمسك بالحقيبه ونفضها أرضا ثم جمع ثيابه وهى تتابعه بعدم فهم يكسوه الغضب
- انت بتعمل ايه
- سيبهالك تولعى بيها وبدل ما تمرمطى العيال عالمسا ف التلج ده انا اللى ماشى
وضعت كلا يديها بخصرها : على فين العزم ان شاء الله
لم يجيبها وحمل حقيبته وتوجه الى غرفة المكتب ووضع الحقيبه وهى تتبعه ترى ماذا سيفعل ورغم ان هناك بصيص عقل جعلها تشعر انها مخطئه لكن الغباء غطى على أى شئ وجعلها تستمر فى متابعته بغضب فوجدته ياخذ الطفلين الى غرفتهما ثم اخبرها ان تنام مطمئنه فلن يوريها وجهه ثانيةً
أرت الإعتراض لكنها كانت مجهده وترغب بالنوم كذلك الطفلين فعمل عقلها للحظه جعلها تجد أن من الافضل أن توافقه الرأي
وبالصباح الباكر حمل عز حقيبته وغادر المنزل قبل أن تستيقظ حياه وحين استيقظت وجهزت الفطور ويبدو ان النوم افادها كثيرا فقررت ترك فرصه له لتوضيح الامر علها تكون مخطئه بحقه فعز ليس بهذا السوء لكنها وجدته رحل فثارت غاضبه مره أخرى وظنته سيعود إذا تجاهلته لكن مر إسبوع كامل ولم يعد وبكل يوم تزداد حزنا لغيابه وهى تعلم جيدا أن راسه الصلب لن يلين بسهوله ولن يعود من تلقاء نفسه كما أنها تعجبت أن والدته لم تنتهز الفرصه لتوبيخها هل هذا يعنى أنه لم يكن يبيت بمنزلها هل كان خائنا فعلا وبغبائها سلمته لأخرى كيف ستعلم بالطبع لن تتصل بوالدته لتسألها عنه لكن ماذا تفعل نعم ستهاتف أخته الصغيره تستدرجها بالحديث لكنها كالبلهاء ما إن هاتفتها استطاعت الاخرى الشعور بوجود شى ما خاطئ فسألتها وأفضت لها حياه فورا بكل شئ فطمئنتها ان عز بمنزل والدته فقد أخبرتها والدتها أنه يسكن معها لأنه يعمل على مشروع هام ويحتاج الهدوء بعيدا عن جلبة الاطفال لهذا والدتها هاتفتها واخوتها تخبرهم إذا أرادوا زيارتها فلياتوا بدون أبنائهم أو ياتوا بزيارات قصيره حتى يستطيع عز ان يعمل بهدوء ولو علم عز بهذا حقا كان ترك منزلها
أحست حياه بإرتياح لكنها تريد عودته فتبرعت أخته بمساعدتها لكى يعود إلى منزله وتعود هى لترك أبنائها مع امها أثناء ذهابها للعمل فمنذ أتى عز وهى تتذلل لوالدة زوجها يوميا أن تظل مع الصغار الذين لم تحتملهم ليومين وأجبرتها على طلب إجازه من عملها
أسرعت بزيارة والدتها بتوقيت تظن عز هناك به وليس بعمله وجلست معه بالشرفه يتحدثان واسترسلت معه بالحديث حتى أفاض بغضبه من حياه وأفعالها وحاولت إقناعه بمسامحة حياه لكنه هذه المره كان غاضبا بشده
- معلش ياعز غيرانه عليك
- مش كده دى مش غيره دا هطل معنى دخلتها تصرخ انها كانت بتصنت عالباب يعنى اكيد سمعت اللى كان بيتقال وواضح اننا كنا بنتكلم ف شغل ايه مخها قفل على انى بكلم ست لكن بنتكلم ف ايه مش مهم مش كده
- مهو يعنى الصوت كان مسهوك اوى
- الست صوتها كده اعملها ايه ودى طريقتها ف التعامل مع الناس لهو هيا فاكره ان كل الستات بتنطح زيها فى ناس الرقه ف طبعها وصوتها مش الهانم اللى لو فكرت تدلع تحسيكى هترجعى
حاولت كتم ضحكتها التى اختفت حين أدرك ما قالته منذ قليل : انتى قولتى ايه صوتها مسهوك وانتى إيش عرفك آه قولى كده انتى مش جايه تزورى ماما بقى الهان مشغلاكى مرسال اما حست بغلطها اما مخها المصدى اشتغل هه دا حتى مفكرتش انها تعترفلى بغلطها كالعاده جبانه تعمل العمله وتدور عاللى يلحق ينجدها لكن ابدا قوليلها المره دى مش هعديها كان ممكن شغلى يبوظ لولا انى قفلت اللاب فورا وقولت للست بعدها انها مشكله ف شبكة النت لو كانت سمعت الدرر بتاعة حياه كان بيتى اتخرب دا انا بجرى عالمشروع ده من شهر وفرصة عمرى اشتغل مع شركة الست دى الف واحد كانو بيعافروا عشان ياخدوا المشروع ده وانا قايلها اللى فارسنى انى قايلها انى عندى شغل مهم لكن غباوتها ملهاش حد
بدلا من تهدئته ثار اكثر ولم تستطع فعل شئ وبعد ان عادت إلى منزله خاوية الوفاض هاتفت حياه وأرادت إخبارها بإختصار انها بلهاء تستحق ما حدث لها لكنها فقط أخبرتها أنه غاضب ولن يعود بسهوله ويفترض بها ان تحاول بنفسها إصلاح ما أفسدته لأن الوقت يمر وستشعر والدته أن الامر طال وإذا علمت بانه بمنزلها غاضب من أفعال حياه لن ترحم حياه كانت صادقه بهذا لكنها أرادت تخويفها لتسرع بالتحرك قليلا وإصلاح ما دمرته بغبائها وقد يكون ذلها لطلب رضاه وخوفها مما قد تفعله او تقوله والدته درسا يجعلها تتأنى قبل إثارة المشاكل مع عز او غيره
لم تجد حياه حلا سوا أن تفيض بشكواها لوالدتها وكم كانت حزينه لكا مرت به وظنت والدتها ستتأثر وتقف بصفها وحينها ستجعل عز يأتى راكضا فكما تهاب والدته هو يحترم والديها كثيرا لكنها حين انتهت من سرد ما حدث ورفعت رأسها تنتظر حضنا حنونا من والدتها وجدت نعل والدتها بيد والدتها التى انهالت على رأسها ضربا به وظلت حياه تحاول الهرب من الضرب وطفليها انزويا خائفين واتى والد حياه سريعا ليرى سبب صراخها وبصعوبه بالغه خلصها من يد والدتها
- جرى ايه هببتى ايه خلتيها شايطه كده
- انا معملاش حاجه
صرخت والدتها وهى تلهث : انتى رتعملى حاجه ابدا ياقدرى الاسود دا محدش تعبنى ف دنيتى زيك دا ولادتك كانت مقرفه متعبتش ف عيل من عيالى أدك من يومك غبيه ومتخلفه انا عارفه عز عمل ف دنيته ايه عشان يتبلى ببقره زيك دا عيالك فى امل منهم عنك انخفى من قودامى
- بقى كده ياماما دا بدل ما تهونى عليا
- امشى يابنت الجزمه من وشى الساعه دى ومتورنيش خلقتك الا اما تصالحى جوزك وانتى اللى تروحيله تطلبى سماحه متروحيش تدوريلك على حد تستخبى وراه
- طول عمرك ف صفه هو انا مش بنتك
- مهو عشان انتى زفتتى حفظاكى انجرى غورى
- كده يلا يا ولاد
- لا يا روح امك انا مأمنش أسيبهملك لوحدك تنهطلى وتستغبى وتوديهم ف داهيه أما راجل البيت يرجل واطمن إن فى عاقل هيحميهم من غبائك أبقى أرجعهملك
- ايه لا دول ولادى دول بتوعى انا
- اما تجربى تقعدى لوحدك هتعرفى قيمتهم وقيمة ابوهم امشى لمعنديش الا عصاية المقشه
غادرت حياه وظنت الطفلين سيبكيان لكنهما لم يباليا لقد قضيا وقتا رائعا مع جديهما فى حين ظلت حياه وحيده ولم تحتمل الأمر ليومين فركضت حيث يعمل عز ورجته باكيه أن يرحمها ويسامحها فأشفق عليها وعلى حالها خاصه حين أخبرته بما فعلته والدتها فرغم كل شئ هو يعلم ان حياه متعلقه بطفليهما بشده ولا تحتمل بعدهما ويتذكر حين كان يكونا بمنزل والديها ويتأخر الوقت ويناما هناك وترفض والدتها إخراهما من المنزل بالليل لكى لا يتعرضا لزلة برد وتتركهما بمنزل والديها مجبره كانت تظل طيلة الوقت باكيه مشتاقه لهما وتنتظر الصباح بفارغ الصبر لتحضرهما وكم ارهقته حين ارادت فطامهما وهى تبكى بعدهما مع ان الطفلين كانا سعداء مع جديهما لانهما يحبانهما كثيرا وهى تعلم انهما بأمان ولن ينسى بكائها عند بداية الدراسه بينما كانا الطفلين متحمسين كانت حزينه لغيابهما لعدة ساعات بسيطه ولم تكن تقم بأعمالها المنزليه إلا حين عودتهما لتعمل على نغمات صراخها الصاخب يعلم انها متناقضه عاطفيه بلهاء فى كثير من الأحيان لكنه يحبها ولا يريد رؤيتها منهاره وعقاب والدتها هذه المره لقنها درسا قاسيا لذا عطف عليها وسامحهاهل حقا تعلمت حياه الدرس؟ هل أدركت أنها تفتقد العقل؟ هل ستتغير؟ لعلها تفعل سنرى عما قريب
متنسوش الفوت والكومنتإيمى عبده
أنت تقرأ
مامتى مجنونه
General Fictionمواقف متعدده منها الدراميه ومنها المضحكة تحكى مشاكل المرأه مع أسرتها