الحلقه الرابعه والعشرون

439 28 2
                                    

تجمعت العائله بمنزل والدة عز للإحتفال بعيد مولد والدته وبالكاد إتسع المنزل لكل هذا العدد فقد تمت دعوة عز وأخواته كلاً بزوجه وأصهاره لتبدى والدته كم هى مضايفه وكريمه وتعاونت بناتها وزوجتى إبنيها بالعمل سويا فى الطهو وتجهيز المائده والتنظيف بعد إنتهاء الإحتفال فقط للإحتفال بها  ولكن يبدو أن كرمها سقط على رأس إحدى بناتها (هناء) فقد نظرت لها حماتها
- مامتك شاطره أوى ياحبيبتى بس ياخساره منتش شاطره زيها
لكن والدتها لم يعجبها ما تقوله الأخرى ولو أنها صمتت لكان بصالح (هناء) فيبدو أن حماتها ألقت كلماتها لتستفز والدة هناء حتى تستطيع وضع هناء بموقف حرج
لكن يبدو أن هناء على درايه بمكائد حماتها لذا حاولت أن تمنع والدتها من الحديث بالغمز والهمس وتغيير الموضوع لكن لا والدتها الحمقاء أرادت التباهى ولم تنتبه لتحذير أحد
- لأ ياحبيبتى دى هناء مفيش ف شطارتها
- كده طيب يبقى العزومه الجايه بعد بكره عندها كلنا كده دى حتى لمتنا حلوه وشقتها برحه والقعده فيها هتبقى مريحه
إتسعت عينا هناء بذعر وحاولت إثناء حماتها عن الأمر لكن بلا جدوى بل زادت الطين بله فقد زوت حماتها جانب فمها ساخره
- عجايب دا مامتك بتقول عليكى شاطرة الشطار جرى إيه
لم تستطع والدتها الصمت كما لم تنتبه لما تنويه الأخرى : كلام إيه ده طب دا هناء أشطر واحده ف بناتى
- على كده تقدر تعمل العزومه لوحدها
- أومااال
سبق السيف العزل فلم تستطع هناء إمساك لسان والدتها ولم تستطع الفرار من خبث حماتها وحين عَلِمَ زوجها أدرك أنها مكيدة والدته ولم يستطع تغيير الدعوه للخارج فقد إستطاعت والدته إحراجه وساعدتها والدة هناء دون أن تدرى
- الله وتعزمنا بره ليه دى حتى مراتك شاطره ولا دا كلام وبس
- كلام وبس لأ ياحبيبتى بنتى مفيش ف شطارتها زى أبداً
فنظر إلى هناء بيأس فقد حاول إنقاذها لكن والدتها من أغرقتها فتنهد ورفع كتفيه بلا حيله فكادت هناء تبكى وحين غادر الجميع طلبت من زوجها المبيت مع والدتها الليله فوافق وما أن غادر الجميع ولم يبقى سواها ووالدتها وعز الذى توقع الشجار القادم ومعع زوجته وطفليهما الللذان غلبهما النُعاس وأدخلهما غرفته وجلس ينتظر إنفجار هناء فوالدته لم تتسبب لها بمشكله فقط هى حتى لم تدرك بعد الكارثه التى وضعت إبنتها بها
- ممكن أفهم حضرتك ليه قعدتى تتباهى بشطارتى قودام حماتى
- بكبرك ياخايبه قودامها
- بتكبرينى دا إيه إنتى غرقتينى
تدخل عز بهدوء : ياماما مكنش فى داعى تسايرى حماتها ولا تهتمى بكلامها إنتى عارفه إنها ست سماويه وبتصطاد المشاكل
- اومال اسيبها تعيب ف حق أختك
- لأ اعملى شاطره ودبسينى ف عزومه هتخرب بيتى  دا كنا خمسه ومش ملاحقين عالجرنأ دا كله هعمل إيه وأنا لوحدى جووى وراه شغل حتى لو خد أجازه ملوش خلق عالعيال وانتى مبتستحمليهمش وانا لو خدت يومين مش هخلص ودى بتقولك بعد بكره حرام عليكى حماتى مش هتسكت لو قصرت هتعملى مولد انتى بعملتك دى تبقى ناويه على طلاقى
صدمها ماقالته هناء وأخيراً أدركت الكارثه التى خططت لها حمات إبنتها وأسهمت فى تنفيذها بغباء فضربت على صدرها بكفها
- يامصيبتى
- دى مصيبتى أنا وأنا اللى هنغرس فيها لوحدى
جلست والدتها متهالكه تنظر لإبنتها بحزن : يا بنتى أنا مكنش قصدى أنا
لكن هناء لا طاقة لها لتحمل المزيد من أخطاء والدتها فقاطعتها بغضب
- إنتى السبب ف دا كله ميت مره نقولك بلاش منظره فارغه كان لزمتها إيه من الأول العزومه دى بتورى الخلق إن عيالك حواليكى طب مبدل ما تهتمى بالناس ورأيها شوفينا شويه اتقى ربنا فينا كام مره تدبسينا ف حاجات ملهاش لازمه وكام مره تضيعى حقنا عشان كلام الخلق بلاش كام مره ضايقتى حياه وبهدلتيها وافتريتى عليها مع انها عمرها ما اذتك ف حاجه وعمر ما عز قصر ف حاجه والعقربه مرات رامى واكله دماغك إلا ماشوفنا من وراها إلا الأرف وعمرها ما دخلت بيت واحده فينا الا ما خرجت بمصيبه بنى ادمه حقوده وحسوده وعمرها ماريحت رامى لكن بتعرف تنفخ فيكى بالقوى بتعرف تقومك عاللى بيحبوكى اهو اللى بتعمليه ف حياه بنشربه انا وإخواتى من حمواتنا اتقى ربنا فيها وبلاش واحده من دور عيالك تكره اللى حواليكى فيكى إيش حال اما كنتيش عارفه إنها غيرانه من حياه عشان عز اختارها ومعبرهاش إزاى
تأمنيلها بعد كده ازاى تسيبيها ف بيتك بعد كده ازاى تساعديها تأذى عز
إتسعت عينا حياه مما سمعته هى نعم تعلم حقد زوجة رامى لكنها لم تكن تعلم بأنها تفعل كل هذا لرغبتها فى زوجها فنظرت إلى عز الذى وجدته متجهم الوجه يصر أسنانه بغضب فلم يكن من المفترض لها أن تعلم بهذا بينما إستنكرت والدة عز هذا
- أنا كنت خايفه على رامى متعلق بيها أوى وحتى لما قولتله مصدقنيش وزعل منى وحتى لما بقى يشد عليها خوفت تطلق والعيال يتشردوا وعز دا راجلى وسندى إزاى تتهمينى إنى بأذيه دا ضى عينيا
- وأما هو كده مطينه عيشته ليه مهو لما تقرفى ف مراته بتقرفيه هو الحيه اللى بتبخ سمها ف ودنك عارفه إنها مش هتعرف تحرق دم عز إلا بحياه ومش هتعرف تقرف حياه غير بيكى ثم مفكرتيش ف عيال عز ليه زى ما فكرتى عيال رامى مهو لما حياه تطق وتطلق من تحت راسك عيالهم هيتبهدلو على الأقل هيا عصب بيتها مش زى الغندوره اللى وجودها ف الدنيا أذى وعيالها من غيرها حالهم هينصلح
- يابنتى أنا أأ
لم تجد كلمات تسعفها ولسوء حظها هناء أكثر من يعلمها جيدا وقد إمتلأ كأسها وفاض من أفعال والدتها وكل هذا بوجود حياه
زوت هناء جانب فمها ساخره : إنتى إيه ياماما أقولك أنا إنتى عشقك ف اللى ينفخ فيكى ويعيشك الدور الله يرحم ماكان رامى يعمل المصيبه وبدل ما تعقبيه ياكل مخك بكلمتين انتى الغاليه انتى الحبيبه دا مفيش منك دا انتى القلب والكلاوى وهوب تنسى كل حاجه وتاخديه بالحضن وتضحكى وتقوليله بتعرف تثبتنى لكن عز جد شايل شيلتنا كلنا مبيسكتش عالغلط ومبيعرفش ينفخ فيكى ومرات رامى بتعرف تكسبك لصفها وتبلفك بالكلام لكن حياه غلبانه حاضر ونعم وتخدم بذمه وضمير بس متعرفش تنفخ ف سموك
لم تجد ما يجعلها تهرب من هذه المواجهه فلجأت لعز تصطنع الحزن : شايف أختك بتبتستفنى إزاى آه مانا ربيتكم وكبرتكم عشان تذلونى أما تكبروا
- بلاش السكه دى ياماما هناء مش هتتأثر باللى بتعمليه ده حضرتك حطتيها ف وضع صعب وبصراحه إنتى فعلا محتاجه حد يفوقك لأنى لو إتكلمت هتقوليلى مراتك اللى مقوماك مع إنك عارفه ومتأكده إن حياه مهياش موقعتيه بس هو سؤال إيه اللى عرف هناء بحكاية مرات رامى معايا
أشاحت بوجهها عنه فتيقن أنها هى من أذاعت الخبر : وياترى مين تانى
فأجابته هماء بضيق : ماما لما قالت لرامى ومصدقهاش وزعل منها جمعتنا إحنا التلاته وقالتلنا فقولنالها تتكلم معاك يمكن تعرف تصلح بينهم
تجهم وجهه : يعنى سيحتى لأهلى من قبل ما أعرف ولولا ما قالولك بناتك وخوفك على زعل رامى مكنتيش فكرتى تعبرينى مش كده وكل واحده فيهم أكيد قالت لجوزها وبقيت حدوته على لسان الكل ولانش دريان
تدخلت هناء : لأ ياعز مع إن ماما مفكرتش ف ده بس إحنا إتفقنا إن مافى واحده فينا تطلع السر ده عشان الدنيا متولعش أكتر
- وهتولع إيه أكتر من كده إذا كنتى أول مازعلتى من أمك سيحتيلى قودام مراتى بقى مرضتش أعرفها عشان متشيلش وتفكر وتحرق دمها كل شويه وإنتى جايه بمنتهى البساطه تقوليلها
أنكست رأسها بخزى كذلك والدته بينما ظلت حياه تنظر له صامته وكأنه أحس بنظراتها فإستدار لها ليجدها مقتضبة الجبين تعاتبه بنظراتها التى أحزنته وقبل أن يتمكن من قول أى شئ وجدها تتجه نحو والدته تربت على كتفها بحنان جعل الأخرى ترفع رأسها وتنظر لها تنتظر منها التوبيخ فهذه فرصتها الذهبيه لكنها تفاجأت بها تستدير وتجلس أمامها وتمسك بيديها يعلو وجهها بسمة رضا
- إنتى زى ماما ومهما غلطتى ميتزعلش منك كفايه إنك ربيتيهم ومقولتيش يلا نفسى إستحملتى تعبهم ووجعهم ودلعهم كبرتيهم لما بقوا يملو العين ومهما أذتينى مقدرش أكرهك كفايه إنك أم عز وجدة ولادى وزى مانتى بتغيرى على ولادك مسيرى هبقى حما وأغير على ولادى متزعليش من هناء هيا بس زعلانه حبتين وهتروق وتراضيكى لما تهدى إحنا منرضاش زعلك أبداً
ثم نهضت ووقفت أمام هناء وإتسعت بسمتها : مش عيب عليكى أبقى أختك وتشيلى هم مش لو عزومه فوق العشرين دول لو ميتين بإذن الله هترفعى راسك وتكيدى اللى عاوز يشمت فيكى وأنا معاكى من بكره الصبح بإذن الله هجيلك هنقعد رتب كل حاجه سوا بحيث تبقى جاهزه وإنتى اللى عامله كله وحماتك خطتها تبوظ
نظرت لها بعدم تصديق : بجد ياحياه
- وأنا من إمتى كدبت عليكى
إحتضنتها هناء وهى تبكى وتدعو لها بينما نظرت لهما والدة عز بضيق قبض قلبها وتأملتهما لتكتشف بالفعل أن حياه منذ تزوجت من عز لم ترى منها سوءاً وتبعت خطى زوجة رامى لإيذائها بغباء وقررت ألا تعيد الكره مجدداً ولن تجعلها تستخدمها كبيدق بحربها مع عز كما ستخبر رامى أنها لازالت تثير المشاكل لعز وحياه فى حين ظل يتابع عز ما يحدث بحب يزداد بقلبه لحياه التى رغم تهورها السابق وجنونها أحياناً لكنها تثبت له دوماً أنه كان محق بإختيارها كزوجه له يأتمنها على قلبه وشرفه وحياته وأبنائه

مكثت هناء ليلتها مع والدتها ورجتها أن تسامحها لتطاولها عليها فإحتضنتها والدتها وأخبرتها أنها من يجب أن تطلب السماح منهم جميعاً فيبدو أنها أساءت إلى الجميع بينما إلتزمت حياه الصمت منذ أن غادرت منزل حماتها برفقة زوجها وطفليها

ترى ماذا ستفعل حياه؟
لاتنسوا التصويت والتعليق

إيمى عبده

مامتى مجنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن