الحلقه الثانيه والعشرون

490 36 2
                                    

عاد عز من العمل فوجد حياه تعانى مع فارس لتهدئته حيث تحمله على ذراعيها وتؤرجحه وتغنى له تهويده غريبه
- ياشمس ياشموسه هاتلى سنه لولى وحبيبى الصغيورى لاويلى بوزه ليه
رفع حاجبه متعجباً من غضبها فهى لا تغنى له بل كمده تهدده ورحمه تسير بجوارها تحرك رأسها لكلا الجانبين ويبدو الأسى على وجهها
- هو فى إيه؟
توفقتا فجأه تنظران له بغضب جعله بخاف منهما فحياه تنظر له بمقت كأنه عدوها بينما يبدو السخط واضحاً على وجه رحمه وهذا لا شئ فحين توقفتا إنفجر فارس بالبكاء بعد أن كاد ينام وكأن هناك من أيقظه بعنف من حلم وردى
حاول عز إستجماع شجاعته لأنه يشعر أن نهايته إقتربت : إييييه ممما مالكم إنتى  وهيا
صرخت حياه بيأس : بقالى ساعه بلف بيه على رجليا عشان يهدى ويبطل عياط لحد ما درعاتى ورجليا وضهرى إتقطموا وأول ما هدى وبدأ ينام جاى إنت بسهوله تصحيه كنت هتموت يعنى لو سكت دقيقتين ولا حبك فضولك دلوقت
- وأنا إيش عرفنى ثم فارس كبر وبينام لوحده اللى جرى خلاه يشبط ف الشيل تانى
- قدرى الأزرق ياخويا ماتسكت بقى خلينى أسكته
- إنتى كده بتدلعيه
- كده طب خد أهوه مش إنت أبوه شيل بقى
وضعت فارس الباكى بين ذراعيه بحده وإبتعدت تضع يديها بمنتصف خصرها وتشاهده بتشفى فلو ظن أن فارس كان يبكى فهو الآن منهار حرفياً يتلوى جسده بين يدى عز ويصرخ كأن عز إختطفه وليس أباه ويشير إلى حياه بكلا يديه ويصرخ بإسمها والأدهى أن رحمه تستعطف والدتها لتأخذ فارس فتنهدت حياه بقلة حيله وإلتقفت فارس من عز ونظرت له بضيق
- الأكل جاهز عندك كل ومتسمعناش حسك نهائى إنت فاهم
أومأ لها بالإيجاب رغم ذهوله مما يحدث وذهب لتغيير ثيابه بغرفته ولم يستطع تناول الطعام لإنشغال تفكيره بما يحدث بالداخل وهو لا يدرى به فبعد أن إختفت حياه والطفلين بالداخل إختفى أى صوت سوى صوت حياه وهى تغنى تلك التهويده الغريبه بصوره متكرره لما يقارب الربع ساعه ثم صرخت فى فارس بغضب
- تعبت ياحيوان من الوقفه آه مهو إنت متشال لكن لو إنت اللى شايل كنت إتكتمت
زاد صراخ فارس لكن صراخ حياه تعالى عليه : عاوز تصرخ يلا ااااااه جاااااى إتكتم أنا صدعت وتعبت متتهببى تسكتيه يازفته
إقتربت رحمه بحذر وجلست بجوار والدتها ووضعت كفها على رأس فارس : بث يافايث ماما تعبت نام دلوقتى والثبح هتجيبلك سوكولاته
- لأ أنا عايز ثنتى
- هتجيبلك ثنه سيكولاته
تدخلت حياه بينهما : أجيبله سنه شيكولاته إزاى يا هبله يابت الهبله
- كده وكده يعنى
- أولاً كده وكده دى معناها بنضحك عليه وبنضحك عليه يعنى بنكدب عليه والكداب بيروح النار والصبح هيولولنا على سنة الشيكولاته دى
نظرت لها رحمه بضيق حين عاد بكاء فارس : والثمس السموثه بتاعتك مث هتجيبله ثنه لولى الثبح وهيعيط بيضو وانتى كده بتكدبى عليه ياثت ماما
إتسعت عيناها فهى بالفعل تخبره بكذبات تمنع إبنتها عنها لكنها نسيت الامر حين رأت رحمه تتدثر بفراشها وتريد النوم
- هتسبينى لوحدى
فجلست رحمه مجدداً : وانا مالى إنتى ماما بتاعته مس أنا وبعدين هو نام أفضل أنا أعمل
نظرت حياه إلى فارس فوجدته قد نام باافعل فوضعته بفراشه وكادت تغادر حين سمعت رحمه تقول : أنا مس بكدب ياثت ماما إنت  ممكن تجيبى سوكولاته وتسكليها ثنه وتديها لفايس
ثم إستدارت بجسدها تنظر بالجهه الأخرى تعبر عن غضبها فتنهدت حياه بضيق وعادت تجلس بجوارها تمسح بكفها على رأسها وتقبل وجنتها : حقك عليا ياست رحمه بس غصب عنى أخوكى طلع عينى أنا آسفه لو كنت زهقت عليكى وإتهمتك بالكدب بس مكنش قصدى
إعتدلت رحمه وأحاطت رأس حياه بذراعيها الصغيرتين وقبلت رأسها : إنتى حبيبتى ياماما مس زعلانه منك وإبقى ثالحى بابا أثلك زعقتيله جامد
أومأ لها ثم دثرتها بفراشها بحنان وقبلت رأسها
- تصبحى على خير ياقلب ماما
تثائب رحمه وهى بالكاد تستطيع فتح عيناها من ثقل رأسها بالنوم : وإنتى من أهله ياماما
أغلقت حياه إضاءة الغرفه ثم خرجت تجذب خلفها الباب ببطأ ولم تغلقه كاملا حتى تسمع صوت أى منهما إذا إستيقظ وعادت إلى عز الشارد بطعامه ولم يمسسه فتذكرت كلمات رحمه عن كونها صرخت بعز ويجب أن تراضيه فجلست بجواره ووضعت يدها على كتفه
- حقك عليا أنا عارفه إنى زعقت معاك أوى بس والله غصب عنى كنت تعبانه أوى لو أقولك إن جسمى كله بيصرخ من التعب مبقاش بهول
- طب ممكن أفهم سبب المولد ده إيه
تنهدت بضيق : أقولك ياسيدى النهارده كان يوم فحت وردم غسيل ومسح وترويق وطبيخ ويييبه مولد وصاحبه غايب
- ميت مره أقولك قسمى وقتك بلاش كله ف يوم واحد وتتعبى بعدها
- أهو اللى حصل بقى
- آه وزهقتى عالعيال من تعبك مش كده
- لأ مش كده خالص أنا خلصت شغلى وقعدت أرتاح والعيال كانوا كلوا وجيبتلهم كل واحد جوفايه يقرقدوا فيها بس فارس شبط ف واحده جامده قولتله جامده على سنانك خد الطريه عملى فيها كبير وصمم على دى قولت أما يلاقيها جامده هيسيبها ويسمع الكلام لكن مخه جزمه وعنيد لقاها جامده عملى قوى وكمل لحد ما لقيته بيصرخ
- ليه بذره دخلت بين سنانه؟
- ياريت مكنش عمل المندبه دى كلها
- أومال إيه اللى جرى؟!
- سنته غرست ف الجوفايه مطلعتش راح نشها جامد راحت طالعه سنته ف قلب الجوفايه ولولا ما شاولى عليها مكنتش صدقت أصلا إن دى سنه مش باينه أساسا دا خلة السنانه أكبر منها
- عشان ضعيفه وكان بيسف شيبسى وكراتيه وحلويات بالهبل
إستنكرت إتهامه فقد كفت عن ذلك : مانا بقيت أخليهم ياكلو أكل صحى دلوقتى
لكنه أوضح لها : بس الأساس غلط وضعيف فالبنا عليه مهما كان قوى هيقع وكويس إنه لسه صغير كده اللى هتقع هيطلع مكانها واحده قويه وهيتجددوا على أساس متين يعمروا معاه
أزعنت لرأيه فهو على صواب وهى المخطئه : عندك حق
- يعنى المولد ده عشان كده
- آه فضل يصرخ عاوزنى ألذقهاله مكانها وهيا أساسا مكانها مش فاين فيه حاجه بقولك صغيره أد النمنمه أصلا ونزلت نقطتين دم بالعافيه بس هو زعلان مش وجع لأ عشان وقعت من مكانها
- مخ عيل ياحياه
- عيل جزمه طلع عينى ومش مقتنع إنها هتطلع تانى وفضلت ألف بيه ف الشقه حتى وأنا بجهزلك السُفره معتقنيش ورضى ينزل لحد ما وسطى إتكسر
أراد عز تخفيف وتيرة غضبها : وسطك ليه هو إنتى كنتى شيلاه عليه
- هاهاهاهييييى بايخه ياعز بايخه أوى كمان
- تصدقى إنتى ملكيش إلا عيالك يربوكى أنا غلطان إنى بحاول أراضيكى يلا نطفح أنا موت من الجوع
- ما تاكل حد حايشك
- أكل وإنتى عملالى مندبه إنتى وعيالك دا حتى رحمه شويه وكانت هتضربنا
ضحكت بخفه متناسيه ضيقها : تصدق آه كان فاضلها تكه وتولع فيا
- تستاهلى كلى يلا
________________

بصباح اليوم التالى بدأت سيمفونية صراخ جديده لفارس ولم تجد حياه حلاً سوى تنفيذ وعد رحمه السابق له فأتت فقطعة شيكولاته وشكلتها بالسكين على هيئة سنه صغيره وأعطتها له فظل ممسك بها يريد من حياه إلصاقها بفمه مكان السنه التى وقعت فأخبرته أنها لا تستطيع ذلك ووضعته على قدمها أثناء تناول وجبة الإفطار وظلت تدلله حتى لاحظت أنه نسى أمر السنه وإستمتع بدلالها له فتركته مع عز ورحمه ونهضت تهتم برفع المائده ثم ذهبت إلى المطبخ لتنجز باقى أعمالها فبدأ فارس بالتذمر وإظهار الحزن مجدداً فحذره عز
- لأ إسمع أنا مش ماما هلف وأشيل آه النهارده أجازتى ومش عاوز صداع من أولها
تدخلت رحمه علها تستطيع إرضاء كلاهما : خلاث سغله إثبوج بوب
لكن فارس رفض فنظر له عز متعجباً  : ليه مش دا كرتونك المفضل
- زهقت منه
- طب اجيبلك إيه
صمت قليلاً يفكر فهذه فرصته الذهبيه لطلب أى شئ من عز : اممم آه عاوو التش تش
- مين يا حبيبى
أوضحت له رحمه : قصده الدى جاى يابابا
- آه ودا عاوزه ف إيه هتتجوز وعاوزه يحيى فرحك
- يابابا لا الدى جاى اللى جوه
صمت قليلاً يحاول فهمهما حتى تذكر مشغل الصوت الكبير بغرفته الذى يدير إذاعة القرآن الكريم به والذى أطلقت عليه حياه إسم (دى جى) لتسهل على الطفلين نطقه أو لنقل لأنه يذكرها بمكبرات الصوت بالأفراح لكن لما يريد فارس هل يظنه لعبه؟
- ياحبيبى بس دا مش للعب
- عايف يابابا أنا عاوز أسمع مهيجانات
- نعم
- ثحبتى ف الحضانه قالتلى إنها ثمعتها ف الملاهى ويقصت مع أختها وإتثويوا كمان
- يافرحت أمك بيك وإنت بقى عاوز ترقص إنت وأختك وأنا أصوركم مش كده
- آه إثمعنى ثحبتى
- أصلا إنت ولد مينفعش تصاحب بنات ولا تقلدهم
- مليس دعوه
تأفف عز بيأس فلا فائده ترجى من الجدال معه: طيب أمرى لله  تعالى بس أما معنديش أغانى مهرجانات لا عليه ولا عاللاب
- نزلى من عالنت
- طب إنجر قودامى إنت وهيا أما نشوف آخرتها إيه معاكم

مر الوقت وحياه منشغله بالمطبخ وسمعت صوت موسيقى شعبيه لكنها ظنتها آتيه من منزل الجيران وظلت تتابع عملها حتى أنهته وغسلت يديها وجففتها ثم خرجت فلم تجد أحد بغرفة المعيشه فإتجهت إلى  غرفة الطفلين فوجدها فارغه أيضا وحاولت تكذيب أذنيها لكن الموسيقى صوتها يتعالى كلما إقتربت من غرفتها فهل يعبث الطفلين بمشغل الموسيقى وغيرا محطته الثابته لكن كيف فهو موضوع بمكان عالى عليهما لكن لا شئ مستحيل على طفليها ثم إنتبهت أن عز أيضا مختفى ففتحت باب غرفتها لتقابلها أصوات ضحكاتهم ممتزج مع الموسيقى وذُهلت حين وجدت عز يمسك بعصاه يلوح بها فى الهواء ويراقص الطفلين
حاولت إستيعاب ماتراه .. عز..... يرقص؟!!!!!
لكن عقلها لم يستوعب الأمر وظنت أن هذا تأثير جلوسه مع طفليها فقد أفقداه عقله لكنه حين لاحظ وجودها ظنته سيخجل لكنها صُعِقت حين وجدته يجذبها نحوه بطرف العصاه ويجبرها على الرقص معه وكم كانت خجله منه فهى لم ترقص أمامه من قبل لكن سعادته وتهليل الطفلين وهما يضحكان جعلاها لا تأبه بشئ وحملت فارس ترقص به وتلعب معه فتذمرت رحمه لكنها ضحكت بقوه حين وجدت يد عز ترفعها ليضعها على كتفه ويدور بها وقضوا معاً وقتاً مرحاً

لا خجل من المرح البرئ ولا داعى للشده الزائده فهى كالتسيب الزائد كلاهما كارثى فلا تكن على حازماً كريهاً ولا تكن من اللين ما يجعلك سخرية الجميع فخير الأمور الوسط
لا تنسوا التصويت والتعليق

إيمى عبده

مامتى مجنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن