الحلقه الخامسه والعشرون

538 34 0
                                    

إنتهت ليله حفل عيد ميلاد والدة عز بمشكله كالعاده لكن هذه المره لم تكن المشكله لعز وحده بل لأخته أيضا ورغم ما حدث وعدتها حياه بمساعدتها لكن صمت حياه المطبق منذ عادت منزلها هذا جعل عز فى حالة قلق لا يعلم ما بها وحين وضعت الطفلين بالفراش إنتظرها بغرفة المعيشه لكنها لم تأتى فتوجه إلى غرفته لكنه سمع صوتاً آتياً من المطبخ فقضب جبينه وتوجه هناك فوجدها تخرج أطباق طعام من الثلاجه وتضعها على الطاوله ولم تغير ثيابها
- بتعملى إيه ياحياه؟
- هاكل تاكل معايا
- بالهنا والشفا أنا لسه متعشى
أومات له بصمت حينها تذكر أنها لم تأكل كثيراً بمنزل والدته ولم تكن أول مره فدوماً تأكل لقيمات صغيره ثم تعود لتأكل هنا ولو أنها هكذا منذ البدايه لظنها لا ترتاح بالأكل سوى بمنزلها لكنها كانت تتعامل بطريقه إعتياديه فى بادئ زواجهما
- انتى مكلتيش معانا ليه؟
- مكنتش جعانه
- ودلوقتى جوعتى
أومات له بصمت وشرعت تأكل بشراهه أكدت له أنها كانت جائعه بمنزل والدته ولك تأكل فهى منذ الصباح هناك ولم تتناول شيئاً فعض شفاهه غضباً منها فصمتها يقتله لم تواجهه ولم تعاتبه ولم تخبره بما يزعجها بمنزل والدته حتى أنها ظلت يوماً كاملاً بلا طعام وهذا ليس من شيمها فهى لا تتحمل الجوع فتركها ثم دخل غرفته ليغير ثيابه بأخرى مريحه وإنتظرها لكنها لم تأتى وقد مر وقت أكثر من كافى لتأكل فتنهد بضيق وخرج يبحث عنها بالمطبخ فوجدها أنهت طعامها وغسلت الأطباق وأغلقت الإضاءه فذهب إلى غرفة المعيشه فلم يجدها فظنها بغرفة الطفلين ظنها غاضبه وستنام هناك فتوجه هناك لكنها ليست هناك ياإلهى منزلهم صغير فكيف فجأه أحس وكأنه متاهه لكن الحقيقه أنها أنهت طعامها وخرجت فسمعت صوت فارس يريد أن يشرب فتوجهت له أسقته وإقتربت من رحمه فوجدتها مثله فسقتها ثم قبلتهما وغطتهما جيداً ثم خرجت من الغرفه بالتوقيت الذى كان عز يبحث عنها بالمطبخ ثم دخلت غرفتها وغيرت ثيابها ودخلت الفراش سريعاً فقد أنهكها التعب ونامت بلحظه وحين دار عز بالمنزل كله عاد إلى غرفته فوجدها تغط بنومٍ عميق فظنها تتهرب منه
- لا والله لحقتى تغيرى وتنامى كمان بالسرعه دى
لكنها لم تجبه فإقترب منها فوجدها نائمه بالفعل فقضب جبينه بضيق حياه لا تنام بهذه السرعه إلا إذا كانت مرهقه بشده وهذا يعنى أنها عانت الأمرين بمنزل والدته لقد لاحظ أن نكهات الطعام كله شبيهه بطبخ حياه لكنه إعتقد أنه يتخيل هل كانت الوليمه كلها على رأس زوجته يبدو أنه تهاون كثيراً مع عائلته حتى جعلوا زوجته خادمه لديهم دون أى إعتبار له
حاول النوم لكنه فشل بشده وظل عقله يفكر حتى تعب وبالنهايه نام قرابة الفجر وقد كان اليوم التالى عطله فأطال النوم وحين إستيقظ لم يجد أحد بالمنزل فظنها تركته لكنه وجد فطوره جاهز وبجواره ورقه تخطره بأنها ذهبت إلى منزل والدته لتساعد أخته كما وعدتها وستترك الطفلين عند والدتها حتى تنتهى ولا يقلق فبالمنزل طعام وكافة أشيائه مرتبه والمنزل نظيف فأحس بإنقباض قلبه بضيق فهى رغم كل ما حدث لم تقل شئ ولازالت على كلمتها مع أخته
فقد شهيته للطعام وتوجه إلى منزل والدته فلاحظ حزنها ورغم هذا لم يسألها السبب فغضبه منها يكبحه بصعوبه لذا سألها مباشرةً عن حياه
- حياه جت بدرى وخرجت هيا وهناء يتسوقوا وزمانهم راجعين
أوما بصمت ثم جلس ينتظر لمده لا بأس بها حتى دق جرس الباب فأسرع ليفتح فوجد حياه وهناء يجذبان خلفهما حقيبتى تسوق يبدوان ممتلئتان بشده ودخلا وكلا منهما تهالكت على مقعد تلهث طلبا للهواء فأسرع بجلب كوبى ماء لكلتاهما وبعد أن هدئتا لم تسأله حياه لما أتى بل وجدها تتوجه إلى الحقيبتين لتفرغهما بينما سألته هناء فأجابها وعيناه على حياه
- معرفتش أفطر لوحدى قولت أجى أفطر معاكم
تنهد بضيق حين لم يجد أى ردة فعل من حياه بل مستمره بما تقوم وكأنها لم تسمعه حينها وجد هناء تقول
- ومين سمعك دا أنا يادوب بجهز الفطار لقيت حياه جت ومرضتيتش تاكل قالتلى إنها فطرت بدرى فكلت حاجه سريعه وخرجت معاها والصراحه جوعت
لكن عينا عز لاتزال تنظر إلى حياه رغم أنه يتابع حديثه مع أخته : خلاص حضريلنا أكل كلنا وإعملى حساب حياه لازم تكون جاعت بعد التسويقه الجامده دى
لكن والده تدخلت وبدا ضيقها واضحا ويبدو أن تأثرها بما حدث بالأمس إنتهى بمرور الليل
- ياحلاوه ومراتك هتقعدلنا هانم وبنتى اللى تخدمها
لكن قبل أن يجيبها وجد حياه تحمل بعض الأكياس التى أفرغتها وتنظر إلى والدته : أنا مش جعانه أنا راحه أجهز الخضار عن إذنكم
تنهد بضيق ولاحظت هناء ما يحدث خاصه أن هناك مشكله إشتعلت بالأمس وحياه حين حاولت التحدث معها وهما بالسوق وجدتها لا تريد التحدث بالأمر مطلقاً فلحقت بحياه لكنها وجدتها تعود تحمل المزيد من الأكياس وتضعها بالمطبخ غير مباليه بأحد فتنهدت بضيق وبدأت تحمل معها الأكياس وتخرج منها الأغراض التى إشترياها وحين بدأت هناء تجهز طعاما كما طلب منها عز وجدت حياه تغسل الخضار وتضعه على الطاوله وتقطع الخضار واللحوم لتصبح جاهزه للطبخ وتضعها بأكياس نظيفه وتجهز خلطات الطهو وبدأت تطهو بعض الأطعمه بينما تناولت هناء لقيمات صغيره من الطعام الذى وضعته على المائده ونهضت سريعاً لتساعد حياه التى رفضت الأكل معهم فى حين لم يستطع عز تناول شئ وهو موقن أن حياه لم تأكل شئ منذ الأمس فتأففت والداته بضيق
- شايف عمايل مراتك ملهوجه البنت ومخلتهاش تاكل لها لقمه
- وانتى منتش شايفه ان مراتى شايله شيلة بنتك اللى دبستيها فيها وانها مكلتش لقمه من الصبح وشغاله من ساعة ما جت عشان تنجز ومطلبتش من بنتك مساعده مع ان الفيلم كله مطلوب من بنتك وحياه ملهاش دعوه
- آه مهو عشان أنا طيبه مش زى حمات أختك المفتريه
- مهو لو انتى طيبه مكنوش بناتك وقعو ف عقارب
إتسعت عينها بعدم تصديق لإتهامه لكنه تابع بضيق واضح : لهو إنتى فكرانى نايم على ودانى ولا داقق عصافير ومش هعرف أميز أكل مراتى دا إحنا متجوزين من سنين ياماما وعارف نفسها شكله وعك بناتك شكله إيه لأ وقعدتى طول الحفله تزغطى ف بناتك وعيالهم ورامى حبيب القلب ومشغلاها مخدم عليكم عشان كده حمات هناء لبستها ف الحيط واحده غير حياه كانت سابتها تغرق لكن حياه أصيله والظاهر إن الأصيل ف الزمن ده اللى بيتهان
إشتعلت غضباً بدلا من أن تخجل من نفسها : آه قول كده الهانم شعللتك عليا أنا عارفه من الأول إنها
قطعها بنفاذ صبر : إنها إيه ياماما دا إنتى معملتيش حساب ليا ولا لكرامتى ولا حتى عيالى فرقوا معاكى كنتى ممرمطاها وأنا مشغول مع ضيوفك اللى ملهمش أى لازمه ومهانش عليكى تدى عيل منهم لقمه حاف حتى كان أغراب وسط أهلهم وعشان ترتاحى حياه متكلمتش معايا كلمتين على بعض حتى بعد اللى عرفته إمبارح اللى لو واحده من بناتك مكانها كانت قومت الدنيا ياماما كفايه بقى
- إنت بتكلمنى زى ماكون ظالمه
- أيوه ظالمه وبالقوى كمان عيد ميلاد إيه اللى عملاه من إمتى بتعملى أعياد ميلاد دا لو عيد الميلاد ده كانت حياه اللى عملته كنتى فضحتى الدنيا مع إنك مش هتتعبى ف حاجه وأقطع دراعى إماكونتيش عملتى الحفله دى مخصوص عشان تقرفى ف حياه
تصنعت الحزن وحاولت التهرب منه فتأكد ظنه وقبل ان يتحدث وجد هناك تصرخ فركض نحو المطبخ وتعبته والدته فوجدا هناء تصرخ وتتألم فصرخت والدته بحياه
- عملتى إيه ف بنتى؟
- معملتش حاجه
- إنتى روحى منك لله ياحبيبتى يابنتى عملت فيكى إيه
هدأت هناء قليلاً ثم نظرت إلى والدتها : معملتش حاجه ياماما أنا اللى سهيت عن السكينه وانا بقطع الخضار وعورت صباعى
- ومقصوفة الرقبه دى متقطعهاش ليه
- ياماما كانت بتسوى الأكل عالنار
- تعمل الإتنين هيجرالها إيه
- ياماما مش كتر خيرها إنها بتساعدنى بعد ما دبستينى
وجدت حياه أنها رواية كل مره هناء تعاتب والدتها التى لا ترى خطئها أبداً وعز يغضب ويثور وينتهى الأمر ليعاد مجدداً بالمره المقبله لذا عادت تنهى عملها وحين أرادت والدة عز البحث عما تعاتب به حياه وجدت عز يثور ويعترض على أفعالها وكعادتها تخلصت من هذه المواجهه بالحزن والبكاء المصطنع لكن حياه لم تبالى بأى شئ وأنهت عملها وكادت ترحل لكن هناء أصرت ان تتناول معهم الطعام وشكرتها على تعبها فقد قامت بتجهيز الطعام بطريقه ستمكنها من إعداد الوليمه بساعتين فقط بالغد فأومأت لها حياه بصمت ورفضت تناول الطعام معهم ورحلت حتى دون أن تخبر عز الذى حين علم بمغادرتها أخبر والدته أنه إذا لم تحترم حياه لا تنتظر حضورها أى مناسبه أخرى فلن يسمح بمزيد من الإذلال لها
- جرى إيه لدا كله دا الحموات بيعذبوا نسوان ولادهم
- وإنتى تقلدى الوحشين ليه ثم إن على حد علمى تيته الله يرحمها كانت بتعاملك بالمعروف وعالعموم أنا ابنك مش هيا يعنى ميلزمكيش حضورها وخلى بناتك والحيه مرات رامى يرفعوا راسك بالإذن
تركها تغلى غضباً وظنته يهدد فقط حتى تمت وليمة إبنتها باليوم التالى ولم تحضر حياه بل ولا حتى عز ولم يعد يرسلها باليوم المقرر لها لتعتنى بوالدته ولا هو يأتى ولا يهاتفها ومنعها غرورها من أن تتصل به وظنت أن بناتها ورامى العزيز سيجبرونه على الرجوع لها لكنها تفاجأت بهم جميعاً يتملصون من الأمر فكلما تحدث أى منهم مع عز وجد والدته مخطئه بل وعاتبهم عز لتدخلهم الآن بينما ظلوا صامتين دوماً على ما يحدث وحين فكروا بحياه وجدوها غير مباليه بالأمر ومؤيده لرأى عز
- وأنا مالى أنا عبد المأمور يقولى شمال حاضر يمين حاضر مش عاوزنى أروح لأمه أروح بالعافيه ولا من حبها فيا هجرى عليها
بالرغم من أن حياه تفاجأت بقرار عز بالإبتعاد عن والدته لكنها لم تناقشه بالأمر وفضلت أن تظل على الحياد لا تتدخل حتى إذا ما تصالحا لا تكن هى الشيطان بينهما كما لم تسأله سبب هذا الخصام كما لم تعطه فرصه لمناقشه ما علمته بشأن غرام زوجة أخاه به فبأى عقل سيقص لها هذا لابد أنه خجل من هذه القصه وبأى حال هو يعشقها ويريدها والأخرى يمقتها ولا تحل له
ظلت تتابع حياه ما يحدث بهدوء جعل عز يصر على موقفه فصمتها يعنى أنها فاضت بها من عائلته كافه كما أنه درس لوالدته لتعلم حقا من حبيبها ومن يتملقها فقط فهو على يقين أن لا أخواته ولا زوجة أخاه سيتحملنها

بعد هذا لاحظت والدة عز أن أبنائها يتحججون بشتى الطرق لتملص منها فحياه كانت تخدمها وتجهز لها طعاماً يكفيها ويفيض حتى ياتى يوم زيارتها التالى فمن تأتى لها غير حياه لا تتعب بشئ بل يكن يومها للراحه  من كل شئ كما كانت حياه من تتحمل عزائمها المزعجه وتقم بكل شئ لكن الآن بدون حياه فليست أى منهم على إستعداد لتحمل ما كانت تقوم به حياه بصمت حتى حليفتها زوجة رامى التى أشعلت الفتنه دوماً بقلبها تجاه حياه كانت أول من هرب خاصه أنها بلا فائده فحياه بعيده عن مرمى سهامها وتحيا هانئه لذا فقد حملت غيظها وإبتعدت لكى لا تصبح كبش الفداء فبعد حياه ستبحث العجوز عن بديله ولن تجد سواها أمامها
حين وجدت والدة عز نفسها وحيده إضطرت لخدمة نفسها وكم عانت لهذا فمنذ زمن لم تعد تفعل شئ وجسدها إعتاد الراحه مما جعل أعمال المنزل تعذيباً لها حينها أدركت قيمة حياه خاصه بعد أن وجدت أحبائها هربوا من مسؤليتها حين أصبحت ثقلا عليهم وأدركت أنها لو مرضت لن تجد من يهتم بها وقد تموت وحيده ولا يعلم بشأنها أحد وستلقى ربها حامله ظلمها لحياه وعند هذه الحقيقه أدركت حقا أنها باعت الذهب بالتراب فحملت نفسها وذهبت إلى منزل عز تطلب سماحه هو وحياه فإستنكرت حياه الأمر ولم ترضى مذلتها وإستضافتها وأحسنت ضيافتها حينها أحسنت والدة عز لأول مره الفرق بين وجود حياه وغيابها وقررت منذ الآن فصاعداً ستكون حياه إبنتها بل أحب بناتها وليست زوجة إبنها ولن تسمح لأى إن كان بالإيقاع بينهما وكم أسعد ذلك عز وحياه

إن واتتك الفرصه لإصلاح الأمور فلا تتردد فلن تمنحك الحياه فرصاً كثيره فلا تعلم متى يأتى الأجل وإذا ما تمعنت النظر ستجد أننا نتعلق بتفاهات لا تستحق حمل ذنب من أجلها
لاتنسوا التصويت والتعليق

إيمى عبده

مامتى مجنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن