إستمع عز لإقتراح حياه بدعوة زملائه لحفل تعارف صغير بالمنزل حتى يشعرون أنهم عائلته الثانيه ويعملون بجد وتفانى وياليته لم يستمع لها فقد أحضر كل فرد أسرته وأصبح المنزل كالسوق المزدحم وحمد الله أنه ترك الطفلين بمنزل جديهما الليله لأنهما يناما باكراً والحفل سيستمر لوقتٍ متأخر
ندمت حياه لفكرتها الحمقاء فبعض النسوه اللائى أتين برفقة أزواجهن للحفل لم يخجلن من حسدهن الصريح لها على جمالها وأناقتها وأناقة منزلها رغم صغر حجمه وحتى لم يتركن المنطقة التى تسكن بها بدون لمعة حقد واضحه بالرغم من أنها تعلم أن أزواجهن حالتهم ليست معدمه كما يدعين لكن ما جعلها تكاد تجن حقا حين تغزلن بعز ألا يخجلن كون أزواجهن بالمكان
حاولت حياه التماسك قدر الإمكان حتى إنتهت الحفله وحين غادر الجميع وقفت أمام عز ووجهها يحترق غضباً
- إسمعنى كويس لو حصل وإتهفيت ف دماغى وقولتلك نعمل حفله تانى إبقى إضربنى بالجزمه ولو عزمك أى حد من اللى كانوا هنا دول وهيبقى فيها الستات دى إتحجج بأى حاجه ومتروحش آه أنا مش مستغنيه عنك
قضب جبينه متعجباً: هو جرى إيه؟ حد ضايقك؟
إنفجرت فى وجهه كالقنبله : جرى كتييير كتير أوى دول نسوان عاوزه الولعه قاعدين يتغزلوا فيك كده عينى عينك ولا كأنى موجوده
أخفى بسمته بصعوبه : آه قولتيلى الحكايه غيره بقى
- آه وفيها إيه مش جوزى وبحبك واللى تبصلك هفقع عينيها أنا سكت بس عشان ضيوف ف بيتنا وكانت فكرتى السوده وعشان محرجكش مع زمايلك
إقترب منها ببسمه عاشقه وغمزها بمرح : سيبك إنتى منهم كلهم قولتى إيه ف الأول؟ وجوزك وإيه؟
لم تنتبه لتغيره المفاجئ وأجابته بتلقائيه : وبحبك إيه مش حقى؟!
- دا حقك وحقك وحقك كمان عارفه آخر مره قولتيلى بحبك كانت إمتى؟
بدأت تنتبه لنظراته ونبرة صوته وتورد وجهها وحاولت أن توارى خجلها بغباء : وأنا أفتكر إيه ولا إيه إنت راخر
- لأ لأ لأ إخص عليا يبقى أنا اللى غلطان ولازم ولابد أفكرك
______________باليوم التالى كان لديها الكثير من العمل بعد هذا الحفل المزعج وحين إنتهت جلست بالشرفه تلتقف أنفاسها فوجدت سناء فألقت عليها السلام لكنها لاحظت الغضب الذى يلفه الحزن بصوت سناء فسألتها عما بها فأجابته بألم
- رمضان قرب ولاهانش عليه يقولى كل سنه وإنتى طيبه وهيقول ليه ما عيد الأم جه وخلص وراح شهيص مراته وهادى حماته وأنا
ثم تنهدت بحزن : إلا ماهان عليه يتصل حتى
- إبنك؟
- آه بقى أكبر وأربى وأعلم وف الآخر دا جزاتى
- روقى بس عشان ضغطك ميعلاش
- وهو مين اللى جبهولى دا أبوه كان مهنينى آه ياحياه هتنقط بس لأ وربنا لأنقطله المقصعه بتاعته خليها تعمل مفنطه حلو ويبقى يشوف هتعمل فيه إيه لما متلاقيش حيلته ولا وراه
- قصدك إيه؟
- قصدى إنها عارفه إنه اللى حيلتى وكله هيروحله حاوطته كويس وفكرت إن أنا هبله هيستعبط ويقولى مش فاضى ومعييش وأنا أصدق وتاخده تفنجر على أهلها وتتباهى بيه
- بس حضرتك عرفتى إزاى؟ مش يمكن ظروفه وحشه بجد وبيتكسف يجى وإيظه فاضيه
- إنتى طيبه أوى ياحياه فاكره لما سافرت عشان بنت أخويا ولدت
- آه دا من قريب
- أهو بعد ما مشيت البيه راح يزور خاله ومعاه الهانم آه يسافر لخاله مادام هيلهف إيراد الأرض
- أرض إيه؟
- ورثه من أبوه خاله مأجره وعشان قولت ف الأول أنا مش عاوزاه أهى حاجه بتساعده طنش وبطل يدينى نصيبى وبقى يلهفه كله
- معلش مهو كله لولاده
- لو لولاده مكنتش إتقهرت ولو لمراته كمان مزعلش مهى مسؤله منه لكن يصرف على أهلها بتاع إيه؟ تتمنظر قودام دى ودى بفلوسه اللى بتفرقعها عليهم ليه؟
- مش يمكن ظلماه؟
- لأ دى الحقيقه البيه راح وقعد مع خاله والسنيوره بتاعته قعد مع الحريم تتباهى قصادهم بفستانها الغالى ودهبها الكتير وتحكى عن كرمه مع أهلها والكلام وصلنى لأ ومكفهمش اللى خدوه لأ بعتالى النهارده أخوها قال إيه مزنوق ومكشوف يجيلى باعتلى أخو مراته لحق فرقع فلوس الإيجار
- وحضرتك عملتى إيه؟
- كنت هتنقط قولتله يفوت عليا وقت تانى أهو أكون هديت وأعرف أرد عليه حلو هه والله عال الظاهر خايفين لبعدهم يخلينى أدى فلوسى لحد وميطلوش حاجه قالو نلف عليها واللى نطوله دلوقتى أفيد ولا يمكن زهقوا من الإنتظار وقالوا شكلها مش ميته دلوقت
- بعد الشر عندك
كم الحسره التى تتحدث بها جعل حياه لا تتكم بدموعها وقبل أن تتحدث سناء مجدداً سمعت سناء صوت جرس الباب يدق فنهضت بضعف : أما أشوف مين هتلاقيه أخو الهانم مش هتنام إلا والفلوس ف جيبها
- وحضرتك هتديهاله
- دا بعينها قومى يا بنتى شوفى اللى وراكى
- إتفضلى حضرتك أنا هلم الغسيل وأدخله
أومأت لها ثم دخلت لتجيب من بالباب والذى يبدو أنه يظنها ميته فقد نسى يده على جرس الباب ففتحت الباب بغضب يتزايد مع كل لحظه تمر وما أغضبها أكثر نظرة خيبة الأمل التى ظهرت على وجهه حين فتح الباب فيبدو أنها كانت محقه بظنها فحين تأخرت بالرد ظنها ميته ويبدو أنه إبتهج لهذا الظن فحين نظرت من عين الباب السحريه كانت البسمه الخبيثه تشق وجهه لكن حين سمع صوت الباب يفتح تحول وجهه الباسم لآخر ممعتض
- إتفضل يا إبنى
دخلت وتبعها لكانها كانت خائفه قد يقتلها أو يضغط على أعصابها حتى تموت قهراً ويتركها حتى تتعفن فأسرعت بكل قوتها نحو الشرفه فهنا لن يستطيع إيذائها فهناك الكثير من الناس بالشوارع والشرفات المجاوره
حين جلست جلس أمامها متعجباً أنها لم تستضيفه بالداخل لكن لايهم مادام سيأخذ المال لكنه قبل أن يتحدث وجد حياه تجمع ااثياب الجافه من على الحبل وجذبه جمالها فتسمرت عيناه عليها ولاحظته سناء فطرقت الأرض بعصاها الغليظه بقوه جعلته ينتفض وينظر لها متفاجئا بينما إنتبهت حياه لوجودهم وحين أرادت إلقاء السلام وفى نيتها الجلوس بالشرفه حتى تظل بجوار سناء حتى ينتهى هذا اللقاء خوفاً من أن تتعرض سناء لإرتفاع ضغط الدم بسبب هذا الزائر لكنها تفاجأت بسناء تأمرها بحزم أن تدخل منزلها ولا تريد رؤيتها سوى حين يرحل هذا الشخص فإنصاعت لها خاصه أنها أدارت رأسها نحوها وأشارت لها راجيه أن تغادر دون أن ينتبه الآخر
- ها خير يا إبنى إيه سبب الزياره
ظنها قد نسيت أو مريضة زهايمر دون علمهم : هو حضرتك نسيتى ولا إيه كنت جاى أخد الفلوس اللى إبن حضرتك مذنوق فيهم
- آه متأخذنيش يا إبنى أصلى كبرت وعجزت إنت كنت قولتلى كام
- مية ألف حضرتك
- يالهوى مية ألف بحالهم وأنا هجيبهم منين
- من معاش جوزك اللى بتقبضيه لوحدك وهو مبلغ كبير ودهبك وأرضك
لمعت عيناه المخيفه وهو يحصى ما لديها بحسد واضح جعلها تشعر بالغثيان : آه بس يا إبنى الأرض إيجارها كله إبنى اللى بيقبضه والدهب اللى كان حيلتى باعه عشان يتجوز أختك ولا هو نسى يقولك كلفته شبكه وشقه وجهاز وهيا مجابتش قشايه أصل على ما أذكر مكنش حيلة أبوك يجهزها والمعاش يادوب مكفينى أجيبله منين
صر أسنانه بغضب حين ذكرته بفقرهم فلولا أن إبنها الأبله سقط بفخ أخته لما تزوجت وتحسن وضعهم مطلقاً لفقرهم ورغم هذا لم يرضوا بل إزدادوا طمعاً
- بس حضرتك دى هيتحبس
- ياضنايا يا إبنى يتحبس وأختك مترهنش دهابها ليه وتفك ضيقة جوزك مش هو اللى جايبه ومن باب أولى هيا اللى تساعده
تأثرها جعله يأمل بالحصول على المال لكن حين تحول حديثها إلى ذهب أخته ضاع أمله لكنه حاول من جديد إقناعها
- حضرتك فاهمه غلط دا دهب قشره عشان منظرها قودام الناس
- بجد طيب إسمع بقى أنا ربيت وكبرت وعلمت وعملته راجل عشان ف الآخر تبرطع زبالة الخلق على قفاه ويرمينى روح قول للى بعتوك يشوفولهم حد غيرى يلهفوا فلوسه ومن هنا وجاى إيجار أرضى ملوش دعوه بيع وأدى دقنى إن طولته منى مليم ف حياتى ولا بعد موتى حتى ويلا هوينا بقى عشان صدعت
تركها وغادر يحترق بغضبه بينما عضت شفتها السفليه بغضب وإصرار على جعلهم يندمون وبعد دقائق وجدت حياه تناديها
- إنتى كويسه
- الحمد لله
كادت أن تتحدث لكنها فاجئتها بالسؤال : عز فين؟
- زمانه جاى ليه؟
- أما يرجع بالسلامه ويتعشى إبهتيهولى ضرورى
- حاضر بس هو فى إيه؟
- أما أنفذ اللى ف دماغى هقولك
أومأ لها حياه بصمت وإنتظرت عودة عز الذى لاحظ نظراتها له فسألها : مالك ياحياه؟
- بص هيا قالتلى أبلغك بعد العشا تروحلها بس أنا مش قادره أستنى
قضب جبينه متعجباً : هيا مين دى؟!
- طنط سناء
- ليه؟ خير؟
- معرفش بس إبنها حارق دمها وهو وأهل مراته وبصراحه أنا خايفه عليها وشكلها وهيا بتسألنى عليك قلقنى
- كده طب أنا رايح لها
- مش هتتعشى
- مش هتأخر على ما تجهزى السفره
أومأت له بصمت وجهزت الطعام وجلست تنتظره بقلق بينما أسرع هو إلى منزل سناء التى فتحت له الباب مرحبه
- حياه قالتلى إن حضرتك عوزانى
- آه يا إبنى تعالى
جلسا سويا وبدأت تقص له ما فعله إبنها وماحدث مع أخ زوجته الحاقد وقلقها من أن يصل بهم الأمر بالحجر عليها ليحصلوا على أموالها لذا فكرت بالتمتع بأموالها بحياتها ولن تترك له فلس وتريد هذا بأسرع وقت ممكن قبل أن يتمكن من التخطيط لأى شئ
- طب وأنا بإيدى إيه أساعدك بيه؟
- ركز معايا كويس الشقه دى هبيعالها
أشار إلى نفسه بتفاجؤ : أنا؟!! بس ياطنط أنا يعنى بصراحه مقدرش على تمنها كامل دلوقتى دا هيعملى عجز جامد هيأثر على شغلى
- ياواد أصبر للآخر أنا قولت هبيعهالك مقولتلكش ادفع حاجه
- آه قصدك بيع صورى عشان تأدبيه واما يرجع تبقى ترديهاله
- أرد مين ردت الميه ف زورهم هو المايل بينعدل أنت أولى الجار أولى بالشفعه وأهى هتنفعك لو ضاقت شقتك عليك تفتحهم على بعض وتوسع على عيالك بكره رحمه وفارس يكبروا وهيبقى كل واحد فيهم عاوزله أوضه ولا لو خلفتوا عيل كمان هتنفعك بالقوى القصد بص إحنا هنقدر تمنها ونكتب عقد بيع وشرا ونسجله لكن الفلوس اللى تقدر عليه إدفعه والباقى قسطه كل ما ظروفك تسمح ولو مت وإتبقى عليك فلوس إبقى طلعها صدقه على روحى تنفعنى ف آخرتى فكر ورد الصبح عشان من النجمه نكتب العقد ونسجله قبل ما يلحقوا يعملوا حاجه ودهبى هتيجى معايا أبيعه واللى هيطلعلى منه تأخدنى لشركه مضمونه أدفعهم واطلع بيهم عمره لرمضان أبقى نفعت نفسى أصله مش هيفتكرنى بالرجمه حتى والأرض هكلم أخويا يجيلى وأول ما يوصل هبعتلك ونتفق لو معاه تمن أرضى هسيبهاله ولو ميقدرش عليه إقسموها بالنص وحسابها هيبقى بينى وبينك زى البيت ومتعرفوش ونخلص كله بكره وأنا هعيش ف الشقه زى مانا لحد ما يأون أوانى وأسلم روحى لربنا هفضل أتونس بيكم وبعشرتكم الحلوه وبعدها إنت حر ف الشقه وأهو كده مش هيطول حاجه وأبقى إتمتعت بمالى ولو كان ليا عمر هحج بالباقى السنه دى ومش هخلى مليم ف البنك ولا هنا كل فلوسى أمانه ف رقبتك تشيلها معاك ومتعرفش مخلوق بيها ولو جرالى حاجه اللى يفضل منها إعمل بيه خير البنات اليتامى كتير عاوزين يتجهزوا ويتجوزوا والستات الغلابه اللى ملهاش دخل كتير والغرمات وأطفال الشوارع واللى عاجز مش قادر يشتغل واللى ممعهوش شهاده ولا صنعه ودايخ مش لاقى اللقمه هما دول الأولى بمالى متأثرش مع محتاج سامع ياعز
إختنقت الكلمات بحلقه فأومأ بصمت وقد تشوشت رؤيته إثر الدموع التى تجمعت بمقلتيه ورمش سريعاً ليخفيها ثم مسح عيناه وجثى على ركبتيه أمامها يقبل يداها لقد كانت أقرب له من والدته منذ أن سكن بهذا المبنى وكانت الناصح الأمين لزوجته والقلب الحنون لأبنائه
- أوعدك كل اللى إنتى عوزاه هيحصل ومعاكى من النجمه نتمم كل الإجراءات وإياكى تنسى ف لحظه إن ليكى إبن تانى ياأمى
تهلل وجهها ببسمه غارقه بالدموع : حلوه منك أوى ياعز
- إنتى أمى التانيه وأم حياه أقولك بعد ما نخلص كل حاجه هنفتح الشقتين على بعض ونعيش كلنا سوا
- لأ سيبنى على راحتى كده محبش أبقى عزول خليك تهيص بمزاج ياواد
أنهت حديثها بغمزه مرحه ضحك عز بملأ فاهه متناسيا حزنه منذ ثوانٍ قليله وطرق بكفه بقوه على فخذه من كثرة الضحك حتى هدأ ثم نهض وجلس يلهث على الكرسى
- منتش سهل ياسوسو أبداً
- أومال دا أنا كنت مجنناه آه ياواد ياعز وحشنى أوى
- تعيشى وتفتكرى يا أمى
نظرت اه متفاجئه فقد ظنته يواسيها لكنه كرر نفس الكلمه فأوما لها بالإيجاب دون أن تسأل
- من هنا وجاى هقولك يا أمى وحياه كمان
ثم صفع جبهته حين تذكر حياه : أوبااا دا زمان حياه بتشد ف شعرها من القلق
- روحلها وطمنها وعرفها كل حاجه بس أكد عليها يبقى سر
- طبعا ودى عاوزه كلام
أنت تقرأ
مامتى مجنونه
General Fictionمواقف متعدده منها الدراميه ومنها المضحكة تحكى مشاكل المرأه مع أسرتها