الحلقه السابعة عشر

497 34 2
                                    

غياب عز والطفلين عن حياه جعلها كالورده الذابله تستاق لترتوى برؤيه طفليها وعز

أتى قريبها الخبيث بصحبة والدته وزوجته لزيارة والدة حياه أكثر من مره ولم يخفى عن والدة حياه محاولته ووالدته التقصى عن سر غياب عز والطفلين وإصرارهما أن هناك خلافا بين حياه وزوجها وينويان الطلاق كما لاحظت زوجته تصرفاته الغريبه وإدعائاته الباطله عن الحياه المنعمه التى تحياها معه وظنت أنه يفعل هذا ليظهر أمام والدته بمظهر جيد لكنها بدات ترتاب بأمره فنظراته الماكره إلى حياه البلهاء لم تريحها مطلقاً

- هو إحنا أغراب ياختى ماحنا عارفين اللى فيها دا الكل بيتكلم بس أنا رأيى متتهاونيش ف حقها آه لازم تاخد نفقتها كامله
- إنتى بتطلعى حواديت على بنتى عاوزه حالها يميل زى بنتك
صكت أسنانها غيظاً مما تقول ثم حاولت إغاظتها لتشعر بالراحه
- وبنتى مالها دى زينة الستات جوزها مهنيها وشايله ف عينيه وبيخاف عليها مالهوا الطاير
- آه ياحبيبتى مانا عارفه والحته بحالها تشهد بس إحنا معندناش حاجه إسمها طلاق بنربى بناتتا من بيت أبوها لببت جوزها لقبرها مش ولو مش مصدقه هوريكى
ثم نظرت إلى حياه الشارده ووكزتها لتنتبه : قومى هاتى تليفونى نكلم عز نطمن عالعيال
عادت الحياه لوجهها الذابل وركضت للداخل سريعا لتأتى بالهاتف فعض ذاك الخبيث شفاهه غيظاً فمهما قال وفعل مهما تلاعب بعقلها لازالت لا ترى سوى عز ونظر إلى وجه والدته الممتعض فيبدو أن رغبتها فى التشفى بحياه ووالدتها لن تنالها
أتت حياه بالهاتف لوالدتها ووقفت بجوارها تنتظر بلهفه فهاتفت والدتها عز وفتحت مكبر الصوت
- أيوه ياعز يا إبنى وحشتتى والله
- وحضرتك أكتر والولاد مبيبطلوش يسألو عنك
خفق قلب حياه بشده فقد إشتاقت لصوته الدافئ كثيراً
- معلش يا إبنى خدت حياه منكم اليومين دول
- دا كلام برضو ياطنط إما كانتش تخدمك ف مرضك وسفر عمى يبقى لزمتها إيه لهو إنتو بتتعبو ف تربيتنا وإحنا صغيرين عشان لما تحتاجونا ف شيبتكم نطنش
أدرك أن هناك من يستمع لتلك المحادثه وعلى الأغلب ذاك السمج ووالدته التى إكتشفت والدة حياه أنهما من أعمى عينا حياه بكذبات ملفقه حول حياه لا وجود لها فقط ليتشفيان بحياه ووالدتها لأن هذا الأبله لازال ناقماً لإختيار حياه لعز ورفضه له كذلك والدته الغيور الحقود التى تمقت والدة حياه وتغار منها وتريد تدمير حياه كما تدمرت حياة إبنتها المدلله وكم أستعرت نار غيرة عز لهذا السبب وكم أراد الفتك بحياه تلك الغبيه تستمع لأعدائها وتضر عائلتها وبدلاً من أن يهدأ غضبه منها إزداد
- ربنا يباركلك ف عيالك يا إبنى
- تسلميلى يا طنط وعلى فكره هما مشتاقينلك أوى
- وهما وحشونى أوى فينهم
- للأسف ناموا من الهد والجرى طول النهار
- معلش مفيش نصيب أبقى أكلمهم الصبح خد كلم إنت حياه
لم يستطع الرفض كما أنه رغم غضبه يشتاق لصوتها أما عنها فقد أخذت الهاتف وركضت إلى الشرفه ووجهها التى تهجم حين علمت بأن الطفلين نائمين ولن تستطيع محادثتهما تحول إلى كتلة سعاده حين تفاجأت أنها ستحدث عز
نظرت والدتها إلى ضيوفها الغير مرغوبين بتحدى وبسمه ثقه جعلتهما يستشيطا ويقررا الرحيل
فى حين كانت حياه لا تصدق أنها تحادث عز
- عز وحشتنى وحشتنى أوى بقى كده أهون عليك طب أنا غبيه ومتخلفه تقوم تحركنى منك ومن عيالى مصعبتش عليك
- وعيالك الصغيرين مصعبوش عليكى مصعبش عليكى دموع جوعهم مصعبش عليكى فارس وهو عاملها على روحه ومبهدل ورحمه بتحاول تساعده وعاجزه تنضفه ولا تغيرله لما غرقته وجتته نشفت من البرد هانوا عليكى مش هقولك هنت عليكى أنا اللى الظاهر عيشرتنا مكنتش فارقه معاكى
- أنا أسفه ياعز حقك عليا الشيطان غلبنى والعند ركب راسى أنا غبيه وأستاهل ضرب الجزم إرجعلى ياعز رجعلى عيالى وأنا وعد عمرى ما هخلفه هعيش خدامه لك باقية عمرى توبه ياعز توبه أمشى ورا كلام حد غيرك توبه أسمع لغيرك أبوس إيدك إرجع أنا إستويت
صوتها الباكى المرتجف وما أخبرته به والدتها من هذلانها وحزنها وحالتها التى بدأت تجعل والدتها تلين بقسوتها عليها جعلته يتراجع عن عناده قليلاً رغم أنها تستحق كل هذا وأكثر
- خلاص ياحياه راجع
- بجد والنبى راجع إمتى بكره ولا النهارده دلوقتى أنا مستنياك
إمتزجت شهقاتها بضحكها ولم تعد تستوعب سوى أنه عائد إليها سترى طفليها وأنهت المكالمه ودخلت ترقص فرحاً وتخبر والدتها أنها ستنام لترى عز والطفلين وكم كانت تبدو بحاله غريبه جعلت والدتها ترتاب بأمرها وتبعتها تسألها إذا كانت بخير
- كويسه أوى أوى ياماما عز وولادى راجعين هشوف عيالى ياماما هشوفهم
أشفقت عليها ولم تتركها حتى نامت ودثرتها جيداً وقلبها يبكى لرؤيتها هكذا بينما من تسبب بهذا يغلى غيظاً هو ووالدته الحقود وقد نسى أمر زوجته التى برفقتهما تستمع لهما
- آه كله منك معرفتش تاكل دماغها زمان حلو كنت زمانك إتجوزتها وبقت خدامتى وكسرت مناخير أمها اللى شايفه نفسها وطالعه السما بعيالها
- يوووه ياماما مالزفت اللى إتجوزته كان واكل عقلها هيا وأبوها ولابد لها من قبل ما تتخرج
- آه يانارى مش كانت أختك أولى بواحد زى ده مهندس وقيمه وسيما وذوق مش الزباله اللى شبطت فيه ومنكد عليها على طول ومبيبطلش يضربها ومشغلها تصرف عليه وهو زى البغل لا منه ولا وراه فايده
- نصيبها بقى
- قصدك من خيبتها عيله فقر آه وقولت حياه هتطلق طلعت بتدادى ف أمها اللى عيانه بقى دى عيانه دى آه يامرارى دا أنا بيجرالى اللى بيجرالى مبشوفش وش أختك جوزها الواطى مبيرضاش يخليها تخدمنى ف عيايا
كانت زوجة إبنها تستمع لهما بصمت ولم ينتبها لها وقررت أن تفهم مايحدث

مامتى مجنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن