إستيقظ ( عز ) فزعا إثر صوت ( حياه ) المزعج
نظر إلى هاتفه ليرى كم الساعه فوجدها لازالت الثامنه صباحا واليوم عطله لما تفتعل هذا الإزعاج الآن
زفر الهواء بإستياء من أفعالها فقد أصبحت أقصى طموحاته فى الحياه النوم هانئ البال دون إزعاج ألا يكفيه ما يعانيه بالعمل
نفض الغطاء عنه وخرج من فراشه يتوعدها بأشد عقاب لكنه حين خرج من غرفته ورآها نسى ما جال بعقله من خطط غاضبه فقد كانت تبدو كمن هوى سقف منزلها فوق رأسها تجلس بأحد الأركان تنوح على حالها البائس فإقترب منها بحذر ظنا منه أن مكروها أصابها أو هناك من أفجعها فى فقيد ما حيث سألها بقلق : مالك يا حياه ؟ إنتى كويسه؟ حد جراله حاجه؟
فأجابته بصوت مجهد : تعبت تعبت يا عز خلاص دماغى هتطق
مسد بيده على رأسها بحنو وقد إزداد قلقه فسألها بهدوء : ليه ياقلبى؟
صرخت فى وجهه بغيظ : عيااااالك هيشلونى
فزع من صرختها المفاجأه فتراجع للخلف للحظه حتى إستوعب سبب جنونها فتنهد بنفاذ صبر : عملو إيه تانى
- أنا لسه مخلصه ترويق ومقصوفة الرقبه حبكت تطفح قودام التليفزيون عالأرض عالأرض يا عز عالسجاده اااااه هتشل يعنى لو سحبت الترابيذه قودامها وإترزعت عالكرسى كانت هتموت
كانت صرخاتها تعلو شيئا فشيئا وتزداد إنفعالا وهى تخبره بما حدث
إتسعت عيناه بصدمه ونظر حوله يبحث عن ساعة الحائط ووجدها الثامنه بالفعل لم يكن الهاتف به عطل فأحضر الساعه ووضعها نصب عينيها فتعجبت مما يفعل
- مالك يا عز؟
سألها بهدوء غريب : الساعه كام؟
نظرت له وكأنه من كوكب آخر : سلامة الشوف الساعه تمانيه
أعاد حديثها للتأكيد : تمانيه الصبح مش كده
- آه
ألقى بالساعه أرضا بقوه حتى كادت أن تتهشم ففزعت حياه من فعلته وسألته إذا كان بخير فصرخ بوجهها : هو اللى يعرفك يشوف خير أبداً ياوليه الخلق لسه مصحيتش وإنتى قاعده تولعى ف العيال وعامله مولد عالترويق ترويق إيه الساعه دى إنتى صاحيه من الفجر تهبدى ف الشقه ليه العيد النهارده ولا الوزير جاى يزورنا ولا أعرفش ياعديمة الرحمه مبهدله البت عشان بتاكل بدل ما تحمدى ربنا كل من عنده عيل بيشتكى من قلة أكله وإنتى بتطرشيها اللى كالته ياظالمه جوعتيها لحد ما قامت تدورلها على أكل دا بدل ما تفطريها هى وأخوها الأول وبعدها إبقى إتزفتى روقى
رفعت حاجبيها بدهشه : يوه مالك ياراجل إنفجرت زى أنبوبة الغاز كده ليه مش إنت وأمك اللى على طول ماسكنلى عالواحده أبقى طلعان عين أهلى ترويق ومسح وغسيل ولا تحسش ولا حتى كتر خيرك شكرا تعبتك معايا أى كلمه تبل الريق لاااا أبدا فالح بس أول ما أسهى عن أى حاجه ولا أكسل يوم ولا العيال يبهدلو الدنيا قبل ما ترجع من الشغل تتعفرت وتهلل وتشكينى لأمى وأمك وطوب الأرض ناقص تشكينى للبواب
كانت نبرتها الغاضبه تحكى ضيقها من عدم تقديره لكنه لم ينتبه وأجابها ببرود : مهو إنتى لو عندك مخ وبتنظمى وقتك كنت رجعت من الشغل لقيت البيت رايق ونضيف والعيال واكلين مستحميين نايميين ولا قاعدين يلعبو فى هدوء
صرت على أسنانها بغيظ وهى تستمع له حتى إنتهى فصرخت بوجهه : إنت مش فالح غير تلومنى وبس هدوء مين اللى عاوزهم يلعبو فيه ياكشى فاكرهم هاديين طول ما إنت غايب زى مابيبقو وإنت موجود دا مالهمد ياعنيا مالهد اللى بيهدوه طول اليوم دا الخلق كلها بتسمع صريخى منهم كل يوم وإنت مش موجود
أجابها بهدوء مستفز : أصلك ملكيش شخصيه معاهم
تنهدت بيأس منه : إنت مش كنت نايم إيه اللى صحاك روح كمل نوم أحسن
- وهو الواحد هيرتاح ولا هيشوف نوم بسببك
إبتسمت بغيظ وأجابته بهدوء مصطنع : حقك عليا ياروحى روح نام
ضرب راحتى يده ببعضهما وحرك رأسه يمينا ويسارا بقلة حيله فقد تفاقم الأمر وزاد عن حده
فى بادئ زواجهما كانت تهتم بنظافة المنزل ومظهره دائما وبعد الإنجاب إزداد هوسها بالنظافه خاصه أمام الضيوف وبالأخص عائلته لكن الآن أصبحت إنفعاليه بشكل مزعج ومخيف حتى طفليهما تمنعهم من أقل حقوقهما فى الإستمتاع من أجل أن يظلا بمظهر أنيق ويظل المنزل مرتبا
أنت تقرأ
مامتى مجنونه
General Fictionمواقف متعدده منها الدراميه ومنها المضحكة تحكى مشاكل المرأه مع أسرتها