عادت حياه بالصباح التالى برفقة زوجها وطفليها وهاتف عز مساعده لطلب يوم عطله معتذراً منه لتكثيف العمل عليه بالأونه الأخيره ووعده بمكافأه
كم أحست حياه بإرتياح حين عادت منزلها كذلك عز والطفلين فمنزلنا سكن لنفوسنا لكن المنزل ليس حجاره ليست حوائط يعلوها سقف المنزل بمن يسكنه بمن نحبهم ونحيا بهم من تسكن قلوبنا الراحه بوجودهم وتطمئن نفوسنا لكونهم بخير وبرفقتنا
فى الصباح التالى ذهب عز إلى عمله وعاد فى موعده ليجد الهدوء يغلف المنزل ورائحه طيبه تأتى من المطبخ فتوجه إلى هناك
- إيه دا بتعملى إيه ياحياه
أدارت وجهها نحوه ببسمه هادئه : بخبز
رفع حاجبه متعجباً : ليه العيش خلص ولا فلستى ولا ايه بالظبط
أجابته بهدوء على غير عادتها حين يسخر مما تفعله : أبداً أنا بس عجبنى نوع عيش قولت أجربه
- ربنا يستر المهم فى أكل ولا ضيعتى اليوم ف الخبيز دا ولا إيه
- لأ ازاى الأكل جاهز
- جاهز فين باللى بتعجنيه ده
- لأ دا أنا خلصت ودا آخر حاجه عبال ما تغير هدومك أكون حضرت السفره
- طيب
تعجب لهدوئها وبسمتها وتسلل القلق إلى نفسه هل هى مريضه أم الفضائيين إحتلو الأرض بغيابه وتقمصت إحداهن زوجتهتفاجئ بمائده طعام شهى كذلك الخبز الذى صنعته كان رائعاً
- تسلم إيدك بجد الأكل كله يجنن الصراحه حتى العيش اللى أول مره تجربيه
- تسلم وتعيش يا حبيبى أصلى جربت ف حبه صغيرين أوى بنفس الحاجات اللى ف الوصفه ولما طلع حلو قولت أكتر
- إزداد ارتيابه تجاهها فحتى حينما يحدث خلاف ويتصالحا لا تتغير تظل تتحفه بكوارثها
- حياه إنتى كويسه
- الحمد لله
- اومال العيال فين إيه ناموا
- لأ يا قلبى بيلعبو جوه
- بالهدوء ده مستحيل
- ليه؟
- إيه الهدوء والسلام اللى إنتى فيه ده إنتى متأكده إنك حياه
- أجيبلك البطاقه بتاعتى مالك ياعز
- مفيش الحمد لله
- انت لحقت كلت
- شبعت
غسل يديه وأسرع إلى غرفة الطفلين ليطمئن عليهما فتفاجئ بهما يلعبان بمنتهى الود
- هو فى إيه من إمتى بتتفقوا؟!!
- ماما قالتلنا متعملوس دوسه وبابا هنا وهجيبلكم سوكولاته
- آه يا إبن الطفسه اممم طيب اما نشوف آخرتها
ثم تركهما وغادر وعقله يبحث عن سبباً مقنعاً لتحول حياه هكذا فمن غير المعقول أن تتعقل بين ليله وضحاها لكنها هذه المره تعلمت الدرس بحق كما أنها سمعت عن وفاة عدة أشخاص تعرفهم بالمنطقه فى غضون الشهر الماضى الذى غابته وكم أحست بالصغر إنها تنهى حياتها بتفاهات ولاشئ يستحق ومهما حدث فحالها أفضل من غيرها بكثير كما أنها لازالت لديها الفرصه لإصلاح ما أفسدته قبل أن يواريها الثرى لن تزعج أحداً فقد يواتيها الموت بلحظه تريد أن ترحل بذكرى عطره لها حتى يترحمون عليها لا يدعون عليها ويفرحون للخلاص منها كل شئ يمر مهما تفاقمت المشكله فالعمر يمر وينتهى فلما ننهيه فى شكوى وإنزعاج وياللعجب وجدت سلامها النفسى وهدوئها الضائع حين تنبهت لهذا يوماً ما سترحل لذا ستحيا بسلام كعابر سبيل لتصبح ذكرى لطيفه بعقول الجميع ستستمتع بكل لحظه تمر بحياتها فقد لا تتكرر
أنت تقرأ
مامتى مجنونه
General Fictionمواقف متعدده منها الدراميه ومنها المضحكة تحكى مشاكل المرأه مع أسرتها