الحلقه الخامسة عشر

491 29 2
                                    

تجمعت العائله كامله بمنزل إحدى أخوات عز (رضوى) للإحتفال بمناسبة بإنجابها طفل جديد وكم كان زوجها سعيدا لكون الطفل صبيا فهذه الولاده الثالثه لها بعد إنجابها فتاتان ورغم أن لا أحد يهتم بنوع الطفل سوا والدة زوجها الحمقاء التى تُصر أن (رضوى) السبب ويجب أن يتزوج بأخرى لينجب صبيا إلا أنها حين أتى الصبى لم تبدو سعيده أبدا فكل ما أرادته هو التفرقه بين الزوجين لغيرتها من (رضوى) وعشق إبنها لها فقد كانت تريده أن يتزوج من لا يريدها لتظل تتحكم به ولم تعلم أنه سعيد بالصبى فقط لأنه لم يعد لها سببا يدفعها للتذمر من (رضوى) فهو الأدرى بوالدته ويعلم أنها تحقد على زوجته وتغار منها فحتى حين أخبرهم الطبيب أن زوجته حامل بصبى شككت والدته بالأمر وأصرت على رأيها أن زوجته لن تنجب سوا فتيات ولم تبالى بحديث الطبيب حين أكد لها أن السبب فى نوعية الطفل يرجع للرجل وليست المرأه
أرادت والدة عز أن تمكث إبنتها ببيتها حتى تتعافى من الولاده لكن والدة زوجها رفضت بشده مدعيه أنه من العار أن تترك(رضوى) منزلها فيمكنهم خدمتها بسهوله وهذا ما جعل  الجميع يرتاب بأمرها فأصرت والدة عز أن تظل برفقة إبنتها ولم تبالى بهذى الأخرى الذى جعلها تتيقن أنها تريد إيذاء إبنتها فالجميع يعلم بخبثها لكنهم صامتين فقط من أجل الفتاه العاشقه لإبن هذه الأفعى كما أن إبنها عاشق لإبنتهم ويفعل المستحيل ليجنبها أذى والدته لكنه ليس متفرغا دائما لهذه المشاجرات ووافق مرحبا لوجود والدة عز ليطمئن على زوجته وأبنائه بغيابه وهذا حتى نهاية الشهر فقط لأنه سيتم نقل مقر عمله بمدينه أخرى بالشهر القادم لكنه يخفى الأمر عن والدته لكى لا تمنعه أو تصطنع أى حيله لتظل زوجته هنا ويغادر وحيدا وهذه كانت نصيحة والده له فلم يخبر أحد سوا (رضوى) و (عز) فهو كبير عائلته ومن سيقنع والدته بالموافقه على سفر إبنتها لمدينه أخرى دون إثارة المشاكل وقد أكد على (رضوى) أن تتفوه لأحد بشئ وقد فعلت فهى حكيمه ذكيه تختلف تماما عن (حياه) البلهاء التى علقت ببلاهه عن عشق والدى الطفل الذى ظهر جليا فى خوف الزوج أثناء الولاده على زوجته رغم أنها ولادته الثالثه ونظرت إلى عز معاتبه
- إلا ما إتلهفت عليا كده
نظر لها عز مصعوقا من غبائها فحمات أخته تكاد تخنقها أمامهم دون شئ وهذه الكارثه تزيد نارها
- قومى با حياه قومى شوفى عيالك ليولعوا ف بعض
حينها نظرت حمات أخته لإبنها بعيون تقدح كرها : شايف راجل بيعرف يخرس مراته مش إنت مدلعها عالآخر
أحس بالحرج من حديث والدته : ياماما ودا وقته
- إهيه مش الحقيقه دا أنت إستنيت لحد التالت متعشم تجيبلك الواد وحلنى على ما تخاويه
تدخلت حياه بغباء يعبر عن مقتها مما تسمعه: إيه الكلام ده هو حضرتك من زمن أبو لهب الدنيا بحالها عارفه إن نوع الطفل من الراجل مش من الست ثم انتى قرفاهم ليه دا عيل واحد اللى خلفتيه لا خوتيه بواد ولا ببنت وسمعت إنك خلفتيه بفضيحه فضلتى تصوتى وتولولى أد كده ومرضتيش تخلفى غيره خايفه من الوجع مع إنك كنتى أد الدبه والواد جاى ضعفان مفيهوش نفس لحد ما إتجوز دا صورته ف الفرح حاجه تحزن كان معضم دا لولا مراته كان رد عمره إهتميت بيه وغذته وإنتى عايشه لبطنك وبس دا حتى جوزك بقى زى الأشباح منكده على أمه ومطلعه عينه على إيه دا كله لا مال ولا جمال ولا مضمون إفتكرى إنك هتقابلى ربنا إتكسفى على نفسك هتقابليه بأنهى وش محدش بيخلد وإنتى بقيتى جده ومهما أبدتى هتتكلى خفى عنهم أهو تلاقى حد يدعيلك بالرحمه يمكن ذنوبك تخف ويخف عنك العذاب
ثم خرجت لترى طفليها تاركه الجميع صامتين ضائعه كلماتهم بينما تنظر تلك الشمطاء فى إثرها مصعوقه فرغم مساوئها لم يواجهها أحدا صراحةً بحقيقتها البشعه كذلك زوجها الذى أحس بالضعف والغباء لتركه لها تفعل به كل هذا حتى وصل الأمر بفتاه بعمر إبنه أن تكون أشجع منه كم أراد أن يكون له عائله كبيره كم ترجاها لتنجب طفلا آخر ورفضت لم يتركها تتحكم وهى لا شئ من أجل إبنه الذى عانى من كونها والدته
هل كان يحتاج هذا البائس لمهانه علنيه من فتاه تعادل نصف عمره ليرى أنه أحمق تحمل تلك الشمطاء طيلة سنوات بسبب غباء والدته التى أصرت على تزويجه منها ففد كانت إبنة خالته المصون وظنتها ستكون طوع أمرها لكنها بدلا من ذلك تدللت وإغترت وجعلت والدته تدفع ثمن إختيارها لها فماتت الأخرى مقهوره نادمه لأنها لم تستمع لنصح الأخرين بما يخص ويجة إبنها فقريبتها آذتها أكثر من الغريبه ومهما شكتلها لوالدتها لم تنصفها يوما ودوما كانت تستغل صلة الدم بينهما لتجعلها تتغاضى عن أفعال إبنتها وقد ماتت وتركت الهوان لإبنها الأبله الذى بدلا من أن يستغل الأمر لصالحه ويحكم أمرها بشده تركها تفعل ما تشاء لكى لا تسبب له فضيحه بإسلوبها الفظ فى التعامل حتى أصبحت كالفيل العجوز ولم لديه القدره حتى على عقابها أو للحق أصبح يخافها فلو لطمته بيدها سيطير لذا لابد أن تتحول من منزل متحرك لإمرأه آدميه لكن كيف يفعل هذا فهى لا تفعل شئ بحياتها سوا تناول الطعام ومتابعة التلفاز ففكر بالكذب عليها وإخبارها أن راتبه تم تخفيضه وسيخفى جزء منه عنها يدخره لنفسه لا يعلم ما قد يراه منها وسيجبرها على تخيض كمية طعامها وإقالة الخادمه فتعمل بالمنزل ولا تجد وقتا بإيذاء الأخرين لكنها ستلجأ لإبنها لذا لا حل أمامه سوا الإنتظار حتى سفر إبنه وإخباره بخطته حتى يتجاهلها تماما ولا يرسل لها أى أموال
أفاق من شروده الطويل ليجد زوجته بدلا من أن تخجل من نفسها تستغل حديث حياه لزجر (رضوى) فتدخلت والدة عز : جرى إيه وبنتى مالها ولا إنتى ما بتصدقى اللى مرمتت بكرامتك الأرض مرات إبنى وأهى عندك أهه ياكشى تاكليها
نظر عز لوالدته بغضب : جرى إيه ياماما حياه مغلتطش وكلنا عارفين بس اللى حضرتك مش شيفاه إن ذنب ناس بيخلصو ناس
قضبت والداته جبينها متعجبه فلم يصمت هذه المره فها هى تتصنع عدم الفهم ككل مره لذا أوضح لها جيدا وهو يبدل نظراته بينها وبين حمات رضوى : مهو لو عندك ضمير مع حياه وبتعامليه زى بنتك مش قرفاها ف عيشتها كان ربنا رزق بنتك بحما عدله مش الحيزبونه دى
صرخت الأخيره مستنكره : أنا حيزبونه طب وربنا ما أختك قاعده على ذمة إبنى دقيقه
ثم إستدارت تأمر إبنها بحزم : طلقها
لكنه حاول تهدئتها ولم ينفذ أمرها فورا كما ظنت وقبل أن توبخه وجدت عز يقف أمامها متحديا : إسمعى ياست إنتى يوم ما جوزت أختى جوزتها لراجل وإتغاضيت عن سمعتك الهباب لكن ما دمتى بقيتى الراجل االى يؤمر يبقى متلزموناش وأختى هعيشها ملكه مش عيشة الأرف بتاعتك وهجوزها اللى يهنيها بجد راجل كلمته من دماغه مش إبن أمه ولعلمك مش هسيب لإبنك مليم من حقها ونفقتها هى وعيالها هتاخدها كامله
لم تبالى بما يقول لكن جملته الأخيره جعلتها تشعر بالقلق مع وجود ثلاثة أبناء ستكون نفقة رضوى كبيره كما ستطالب بالكثير لذا لن ترى فلسا من أموال إبنها كما سيحتاج لمعاونة والده لذا سيختفى الرخاء الذى تحيا به لكن لو تراجعت ستخسر هيبتها لكن الاسوأ أنه كانت غافله عن هذا فحمد الله أنها لم تصر وتزوجه من أخرى وإلا لتسولت المال بالطريق كم كانت عمياء ونسيت هذا وإنتظرت إعتراض أى أحد لكى تتمسك بكلمته وتتخلص من تهورها الأبله وقد كان ما أرادت حين تدخل إبنها
- رضوى مراتى ياعز وأنا مش عيل عشان أطلقها بالأمر وزى ما إتجوزتها برضايا مش هطلقها إلا
صمت ثم نظر إلى زوجته التى قضبت جبينها تنتظر ما سيقوله فتفاجأت به ينحنى يقبل جبينها ثم أردف : بموتى
أجابته رضوى سريعا بخوف بعد أن وضعت يدها على يده : بعد الشر عنك
تدخلت حماتها سريعا : بعد الشر عنك ياإبنى يقطعنى وأنا أقدر أوجع قلبك الله يغزيك ياشيطان
نظر لها الجميع مذهولين بينما كبت عز ضحكته بصعوبه فهو يعلم كيف تفكر هذه الأفعى فلا زوجها ولا إبنها الوحيد ولا حتى حفيدها الذى ظلت تطالب به يهمونها هى لا تهتم سوى للمال وهذا ما جعلها تتراجع سريعا عن قسمها
تنهد عز بإرتياح لأنه أخرسها وأنقذ بيت أخته من الخراب وأنقذ زوجته الحمقاء من عواقب حديثها الأهوج فلو تطلقت أخته لن يهنأ لوالدته بال حتى تهدم حياته مع حياه لأن كل ما حدث بسبب صراحتها اللاذعه التى لم يكن وقتها أبداً
مرت تلك العاصفه بسلام وقد وصلت الرساله فلن تتعرض رضوى لإزعاج حماتها لوقت طويل خوفا من تهديد عز وذلك سيجعلها تحيا بسلام حتى موعد سفرها برفقة زوجها وأبنائها بعيدا عن تلك الحقود

بعد أن إنتهت الزيارة نادى عز على أحد أبناء أخوته : روح يا ابنى انده لخالتك نبويه تجيب العيال عشان نروح
- خالتى نبويه مين؟!
- أم عيالى إنجز
أومأ له بالإيجاب وهو لا يفقه شئ ثم دخل يبحث عن حياه ووقف أمامها : خالو عز عاوز حضرتك بس هو حضرتك غيرتى إسمك إمتى
رفعت حياه حاجبيها متعجبه : مين اللى قالك كده
- خالو عز قالى إندهلى خالتك نبويه عشان تجيب العيال
صرت أسنانها غيظا من عز وهئ تشير لنفسها : أنا نبويه ماشى ياعز
ضحكت أخت عز الصغرى : اإحمدى ربنا إنها جت على كده
- على قولك بكره أبقى شلبيه
- لأ وإنتى الصادقه بكره تتنفخى دا لولا ستر ربنا كانت الدنيا ولعت وبدل ما الغلبانه تفرح بعيلها كانت هتطلق ومعتقدش ان ماما هتقف تتفرج أكيد كنتى هتحصليها
هنا فقط أدركت حياه الكارثه التى كادت أن تقع على رأسها بسبب تدخلها فيما لا يعنيه فالجميع يرى وظلوا صامتين لما تطوعت بدور البطل يبدو أنها سترى ليلة بلا ملامح مع عز

ندعو جميعا لحياه بالرحمه والمغفره مسكينه كانت صغيره لكن لسانها للأسف ليس صغير لكن السؤال هل ياترى لو نجت ستتعلم الدرس أم لا؟ أنا شخصيا لا أعتقد ذلك فما رأيكم أنتم؟ وماذا تتوقعون منها؟
لا تنسوا التصويت والتعليق

إيمى عبده

مامتى مجنونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن