جلس عز بالشرفه يكاد يختنق من الضيق فقد أصبحت حياه تقود حياتها بدونه منذ أن عادت لم تعد تهتم لرأيه أو تطلبه إنها تستبعده من حياتها لقد تفاجئ حين طلبت مشورته بشأن مشكلة زوج خالتها لكنها لم تبدى أى ردة فعل لما قام به أو ما آلت إليه الأمور مما جعله فى حيره
وجد عصاه سناء توكزه فنظر بإتجاهها ليجدها تسأله بقلق : مالك يا إبنى؟
تنهد بضيق : حياه هتجننى
- تانى ما كانت عقلت
- مهو دا اللى هيجننى
- مش فاهمه حاجه
- أما كانت لسعه وبلاويها مبتخلصش كانت مزعجه بس كنت اتعودت
رفعت حاجبيها : اتعودت إيه يا إبنى دا إنتو كنتو كل يوم مشكله وتزعل منها
- آه بس بنرجع نتصالح وتتهطل تانى وأدينا عايشين لكن نوبة العقل والهدوء اللى جتلها دى مشيلانى ذنبها
- أنا معدتش فاهمه حاجه يعنى إنت زعلان إنها عقلت
تنهد بضيق : ماهيا أما كانت معتوهه كانت بتنفجر ف اللى يزعلها وتديله على دماغه ولا هيا محكتلكيش اللى عملته ف حمات رضوى أختى
- هههههه حكتلى وحكتلى عاللى إنت عملته معاها بعدها يعنى كل غلطه تعملها مكنتش بتفوتهالها زعلان ليه بقى دلوقتى أدى مشاكلها خلصت
- ايوه خلصت وأنا ندمت كانت مزعجه بس كانت بتحتاجلى كانت تخبى عليا وتندم كنت بجيبلها حقها كنت حاسس إن ليا لازمه وأنا شايل مسؤليتها لكن دلوقتى بقت عاقله زياده عن اللزوم مبقتش تعتمد عليا ف أى حاجه بقت تتصرف من دماغها بس صح مش محتاجه إنى أطلح حاجه وراها مبقاش ليه أى قيمه هيا بتدبر أمورها بنفسها
- بس دا مش معناه إنها مستغنيه عنك دى ياقلبى كل ما تفتكر غيابك عنها إنت والولاد بتقعد تعيط
- غياب الولاد بس إنما أنا غيابى حضورى مكنش هيفرق صدقينى
- طب أنا راضيه ذمتك يعنى العيال أغلى ولا إنت وهيا مفيش أغلى من الضنا يا إبنى
- عارف بس أنا
قاطعته سريعا ً: إنت إيه تكونشى هملاك هديها على دماغها
- بالعكس بس حاسسها بتنفذ واجب ومفيش أى إنفعال منها نهائى بتنظم وقتها وحاضر وطيب ومبتناقشنيش زى الأول ولا تعترض على حاجه أنا مش عاوز آله ولا خدامه ليا وداده لولادى عاوز زوجه تتفاعل معايا أحس إنى بتعامل مع حد ممكن يغلط ويحتاجنى حد يحسننى إن
ثم تنهد بضيق وأردف بنبره حزينه : إن ليا قيمه ف الدنيا
- ومين قال إن ملكش قيمه دى حياه بتعشقك
- كانت
ثم تنهد مجدداً : أنا قسيت عليها لما بعدت العيال عنها بس كان لازم تفهم إن اللى عملته معاهم ميعديش بالساهل لازم تحافظ عليهم بس للأسف الظاهر إن كل اللى فهمته إنها تخدمنا وبس تبقى مطيعه لكن ميته بارده أنا تعبت
أدركت أن هناك ماحدث ولاتعلم به : هو إيه اللى حصل
- ماما كان معاد مرات أخويا تزورها وتهتم بيها اتصلت بأخويا وقالتله ميخليش مراته تيجى لأنها هتقضى اليوم عند واحده قريبتها وقفلت معاه واتصلت بحياه تقولها إن مرات رامى تعبانه ومهتجيلهاش وهتتصل بيا أجى أتعشا معاها
- إيه ده هيا مش قالت إنها هتزور صاحبتها
- دا فيلم عشان حياه متعملش حسابى عالأكل واما أرجع البيت ألاقيها معملتش أكل ونتخانق
- وليه امك تعملك مشاكل
- غيره هبله مع إنى مش مقصر مع ماما ف حاجه ومرات أخويا بومه ومع إنه بقى يمشيها برأيه بس لسه غلاويه وغبيه ورغم كده واكله دماغ ماما ومقوماها على حياه والمشكله اللى كانت هتحصل لرضوى بسبب كلام حياه ماما مش نسياها
- كلام إيه ده يا إبنى دا على حد علمى المشكله دى جت ف المصلحه
- فعلا حياه كلامها شعلل دماغ حما رضوى والراجل بيربى مراته من أول وجديد ورضوى جوزها خدها وسافر وعايشه ف هنا بعيد عن ارف حماتها اللى ماشيه على الصراط المستقيم بعد سفر إبنها مش لاقيه اللى يخاف منها ويمشى كلامها
- طب أهوه مهى الحكايه جت ف الصالح
- دا كلام حضرتك لكن الكارثه مرات رامى فضلت تودود لماما ودخلت ف دماغها إن حياه كانت قاصده خراب بيت رضوى بس ربنا ستر
- أعوذ بالله هيا مش جوزها مأدبها
- آه لكن لسانها بيبخ سم ف ودن ماما عشان تنكد على حياه عيشتها ازاى تبقى هيا متكدره لوحده
- طب ماهيا اللى مش مالى عينها حاجه
- أهو أرف والسلام
- طب انت إيه اللى عرفك إن مامتك إتصلت بأخوك
- بالصدفه كنت مع رامى ساعتها جاتلى مكالمه شغل مهمه روحت أرد عليها وأنا راجع لقيت رامى بيقولها عالتليفون مع السلامه ياماما وقفل ومن غير ما أسأله لقيته بيتصل بمراته يبلغها وكله كان قودامى بس اللى ماما معملتش حسابه إن حياه اتغيرت واتصلت بيا تبلغنى إنها هتروح لماما مادامت مرات رامى مش موجوده هتروح هيا تشوف طلبتها وتطبخ عشان متتعبهاش على ما اجى عالعشا ولقيتنى شبه الأطرش ف الزفه واما سألتها قالتلى اللى حصل فوافقت واستنيت ماما تتصل أبدا وعلى آخر النهار لما خلاص كنت هروح لقيت حياه بتقولى إنها وصلت هنا لو هتعشا عند ماما العشا هناك جاهز لو هرجع اتعشى معاهم العشا جاهز فمجيبش اكل وانا جاى
- ها وبعدين
- ولا قبلين رجعت البيت واتعشيت مع حياه وتانى يوم كان المفروض رضوى تروحلها بس من يوم ما رضوى سافرت وماما قررت إن حياه اللى تاخد دور رضوى وبدل ما تروحلها مره تبقى اتنين
- الله طب ما أختك بحياه من غيرها كانت هتساقر مع جوزها
- هيا تلاكيك انا اما جيت اتدخل لقيت حياه بتوافق وترحب قوى وتقولها دا حتى العيال بينبسطوا لما بيشوفوا حضرتك مقدرتش أتكلم أنا بقى
- امم طيب وبعدبن
- ولا قبلين قضينا اليوم ولقيت ماما عماله تلف وتدور عاوزه تعرف حصل إيه خطتها نجحت ولا لأ الصراحه أنا كنت تعبان من الشغل وزهقان ومش فايق للأرف ده كله فعملت روحى مش فاهم لحد ما روحنا
- وحياه عملت إيه؟
- منتطقتش بحرف وماما كانت تقريبا كده بتدخن عشان موصلتش لحاجه
- اقولك يا إبنى أمك دى مفتريه دا البنت راحت خدمتها وهيا كانت بتخطط لأذيتها وبدل ما تشكرها ولا تتقى ربنا وتقتصر عن أذاها لسه بتدور على مشاكل لها
- أوووف أنا مش عارف أعمل إيه رامى عداه العيب وازح اما شكيتله من عمايل مراته مرمطها وعلمها الأدب بس اللى فيه طبع مبيغيروش بقت تدحلب لماما من تحت لتحت ف الخباثه ومفيش دليل يثبت وأنا مقدرش أروح أقول لأخويا انا شاكك ولا متخليش مراتك تكلم ماما
- مامتك اللى بتديها الفرصه لتوقيع مامتك أصلا كارهه حياه
- أيوه عشان أنا اصريت عليها اما رفضتها من قبل ما تشوفها بسبب كلام مرات رامى ولما آن الاوان ارتبط رسمى بحياه ماما رفضت وأنا عاندت قصادها وكنت مستعد انى اقاطعها كمان
- آه اه فإفتكرت إن حياه هتخطفك منها وبتقويك عليها
- للأسف أيوه ومش مقتنعه بغير كده خصوصا إنها كانت عوزانى أتجوز معاها ف شقتها وأنا رفضت
- واشمعنى إنت اللى تتجوز معاها ف شقتها على ما أذكر إنت كنت شارى الشقه دى من زمان من قبل حتى ما تخطب حياه
- أيوه مش بقول لحضرتك تلاكيك كل ده بسبب الحيزبونه اللى واكله عقلها
- طب ما تتكلم مع مامتك
- للأسف مفيش فايده حتى لو إقتنعت مرات رامى تأثيرها عليها قوى بتعرف تمثل عليها كويس وتخدعها ورامى عند ماما غالى أوى
- ياسلام وهيا مشافتش عمايل مراته فيه قبل سابق
- لا مهيا كانت مسيطره عليه وبتعرف تاكل عقله وماما اللى يهمها إنه مبسوط مع إن بسبب العقربه دى كان عاوز ينتحر وبعدها بقى زى الشبشب ف رجلها
- طب والحل
- مش عارف أنا غلبت مع ماما بس مقدرش اقف قصادها دى امى برضو انا اللى قالقنى حياه تفتكرى سكوتها المره دى تكون بتخزنلى وناويالى على مصيبه
- ههههه الظاهر حياه كان عندها حق
- ف إيه
- كانت بتقولى أنا من ساعة ما عقلت كل اللى حواليا اتجننو
- يعنى إيه؟
- يعنى سلمها لله تسلم وأمك لما تلاقى عمايلها مع حياه مش جايبه همها هتبطل
- تفتكرى
- قول يارب
- يارب
مسد جبينه بإصباعيه ثم تنهد بضيق فأحست سناء بالشفقه عليه : بقولك إيه مش هيا عقلت
أوما بصمت فتابعت سناء بغمزه مرحه : خلاص إتهبل إنت
- أفندم
- إيه مش مراتك عيش معاها اللى معشتهوش العمر قصير يا إبنى إتمتعو بدنيتكم وإدلعلكم يومين
- إلا ما إدلعت وأنا صغير هدلع دلوقتى
- محدش بيكبر عالحنيه ياابنى جرب منتش خسران حاجه بالعكس مش يمكن تنبسط
كاد يعترض حين وجد رحمه تقف إلى جواره فقضب جبينه متعجباً أليس من المفترض أنها نائمه
- خد تليفونك ثدعنا ين
أمسك الهاتف من يدها : أومال ماما فين
- بتنيم فايس قولت أجيبهولك ولا هيا هتطع نفثها يعنى
رفع حاجبيه ثم تنهد بيأس هل هى إبنته أم هو إبنها حقا لم يدرى
تابعها حتى عادت إلى الداخل مره أخرى ثم نظر إلى سناء التى رفعت له يديها مستسلمه فلا فائده ترجى من توقع تصرفات الأطفال هذه الأيام فإبتسم محركا رأسه لكلا الجانبين وإستأذن منها ليرى من يتصل به فأومات له ببسمه خفيفهبعد أن أنهى عز إتصاله جلس يتابع برنامج إخبارى لكنه لم ينتبه لأى شئ يقال به فقد كان تفكيره كله بإقتراح سناء لما لا؟ أليس من حقه أن يحيا وهى زوجته لذا فلا خطأ بأن بعبث معها قليلاً
ظل يفكر حتى وجد حياه تجلس بجواره صامته فنظر لها
- إزى يومك النهارده؟
نظرت له بتقضيبه خفيفه فليس من عادته أن يسألها عن يومها لكنها أجابته بهدوء : عادى زى كل يوم
- يعنى قضيته إزاى؟
- ف شغل البيت والجرى ورا العيال عشان ياكلوا وذاكرنا شويه وإتفرجنا عالتليفزيون شويه وأهو العادى بتاع كل يوم
أومأ بصمت ثم عاد ينظر إلى التلفاز بضيق ثم أعطاها جهاز التحكم : خودى شوفيلنا حاجه حلوه نتفرج عليها سوا
نظرت له وكأنه ذو رأسين : إنت فى حاجه تعباك
- لأ ليه؟
- أصلها مش عادتك يعنى دا حتى إنت بتحب البرنامج ده
- زهقت منه وحابب نقضى وقت نستمتع بحاجه مع بعض
- بس عارفه إنك مش هتبقى مبسوط لو فوت حلقة البرنامج وأنا مش هأتبسط وإنت مش مبسوط
إزداد ضيقه فهى لا تريد مسايرته كما تبديه هلى نفسها : يولع البرنامج عالتليفزيون سوا أنا عاوز أقضى وقت حلو معاكى عاوز حياه حبيبتى اللى يوم ما عقلت إعتبرت حبها ليا جنون وشاتلنى من قلبها
تهدج صوته بنبره متألمه جعلتها تنظر له بحزن : كلام إيه ده ياعز دا عمر حبك ما أشيله من قلبى حتى لو روحى طلعت
- بعد الشر عنك
تورد وجهها مع بسمه خجوله جعلت قلب عز ينبض بقوه وعيناه تشع عشقاً لها وقضيا معاً وقتاً رائعاً إشتاق له عز كثيراًكان اليوم التالى عطله فقرر عز أن ينزه أسرته ويستمتع معهم ويجن قليلاً كما نصحته سناء فأخذهم إلى حديقة واسعه حين ركض مع الطفلين بينما ظلت حياه تتابعهم ببسمه سعيده مندهشه لتغير عز لكنها فوجئت بعز يجذبها معهم ولعبوا الكره معاً حين إقتسما كفريقين فقد إختار عز رحمه شريكته فتذمرت حياه لأن فريقها ضعيف فهى لا تفقه شئ بالكره وفارس صغير وحركته ليست سريعه لكن عز لاعب جيد ورحمه سريعه وذكيه
أسعد عز تذمرها فها هى تتفاعل معه من جديد ولعبوا كثيراً حتى أرهقهم التعب ثم دعاهم لتناول الطعام بأحد المطاعم ثم أخذهم إلى مدينة الألعاب وقضوا وقتاً ممتعا بين الألعاب وخاصه العربات الكهربائيه حين ركب عز مع فارس إحداها بينما ركبت حياه ورحمه واحده أخرى وبدأ التنافس وتوالت الصدامات وتعالت ضحكاتهم حتى أنهوا اللعبه وإنتقلوا منها لركوب الألعاب السريعه العاليه والألعاب الدواره وتزحلقوا كثيراً حتى وصلوا إلى بيت الرعب ولم يعانى منه سوى حياه فقط فعز يعلم جيداً أنها أشياء مصطنعه والطفلين منفتحان على العالم أكثر لكن حياه تخاف من أقل تخيل وقد فقدت صوتها من كثرة الصراخ رغم أنها لك ترى شئ فقد أحفضت رأسها بالعربه وظلت تصرخ وحين سألها عز عن سبب صراخها
- الله ماكلو كان بيصرخ إشمعنى أنا
رفع حاجبه : نعم لهو إنتى كنتى بتصرخى بس عشان الناس بتصرخ
- لأ مهى الضلمه جوه ترعب الدنيا عتمه أوى والخضه لما حاجه تدهرلى فجأه بتخوف حتى لو ماشوفتش اللى ظهر
- حياه متتحججيش بالضلمه يعنى لو نور وحاجه طلعتلك فجأه مش هتخافى
زوت جانب فمها بضيق ثم أسرعت الخطى لتهرب من سخريته
كان يوماً لن ينسوه أبداً وأحس عز بالندم لإضاعته الوقت والكثير من الفرص للإستمتاع لذا قرر من الآن فصاعداً سيستمتع بكل عطله برفقة أسرته يضحكون ويمرحون ويبنون ذكريات لهم سوياً حتى لو بالمنزل فلن يمهله الزمن الوقت الكافى سيعمل جاهداً ليقلل أى مسافات بينهم ويزيد الود والثقه كما أن حياه بدأ يستعيدها ولن يسمح بإبتعادها مجدداًالحياة قصيره فلا تؤجل فرحا منتظراًً ولا تترك حزناً عالقاً ولا تهتم لرأى الآخرين مادمت على صواب فمهما فعلت لن تنال رضاهم ولن تتجنب سخطهم
لا تنسوا التصويت والتعليقإيمى عبده
أنت تقرأ
مامتى مجنونه
General Fictionمواقف متعدده منها الدراميه ومنها المضحكة تحكى مشاكل المرأه مع أسرتها