إتسعت عينا سناء حين وجدت أن من يجلس بالشرفه هذه المره يتمتم بغضب هو عز
- جرى إيه يا ابنى ما كنت بعقلك
- وهو اللى يعرف اللى جوه دى يعرف عقل
- ليه بس
كما توقعت حياه سبب غضبه أو لنقل هى ترسله بالبطئ إلى الجنون
- خالتها جالها كرورنا
قضبت جبينها بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله بس سمعت انهم لقو علاج
- لقو ولا ملقوش مش دى المشكله
رفعت حاجبيها متعجبه : الله اومال إيه
- الهانم عاوزه تروح تزورها
- تزور مين؟
- خالتها دا عيالها نفسها مراحوش والهبله بتاعتى عاوزه تروح من ساعة ما الكورونا ظهرت وهيا مغرقانا كلور ناقص نشربه ودلوقتى عاوزه تروح للموت برجليها طب هيا مستغنيه عن نفسها مش خايفه عليا ولا على عالعيال
حاولت سناء التخفيف من غضبه رغم يقينها أن هذا الجنون بعينه : معلش ياعز يا ابنى بالهداوه
- هداوة مين دى انهطلت
- معلش أنا هكلمها
- آه وتقتنع وترجع الحيه بنت خالها تكلمها وتولع تانى
- بنت خالها مالها ومال الحكايه دى
- مهيا اللى بلغتها ولما حياه خافت تروح قعدت تعاتبها وازاى تستندل كده لازم تزورها وتبقى تتعقم كويس زى ما هيا عملت و
- استنا عندك قصدك تقول إن بنت خالها زارت خالتها اللى عندها كرونا
قاطعته سناء لتحاول إستيعاب ما يقوله
- آه
- آه إيه يا ابنى اللى عنده كرونا ملوش زيارات
إتسعت عينا عز حين إنتبه للأمر : تصدقى آه فعلا أنا ازاى تاهت عنى دى بنت الملعونه أنا عارف انها بتغير من حياه بس مش لدرجة تحدفها لموتها
قضبت سناء جبينها تتذكر : مش دى اللى كنت قولتلى انها كان عينها منك
زوى جانب فمه ساخرا : آه كانت مخطوبه لواحد وأول ما خطبت حياه إدته سِكه واستلمتنى غيرت نمرة التليفون وبقيت اكلم حياه من الشارع بسببها وكل ما ازورها الاقى العفريته دى عندهم عودت قولت لحياه لو جيت لقيتها تانى مش جايلك خالص فبطلت تعرفها انى جاى استلمتها بقى نصايح تودى ف داهيه وانتى عارفه حياه هبله وبتصدق ولولا انى عارفها كويس كنت شكيت فيها واحد غيرى كان فركش الخطوبه واخر ما قرفت قولت لابو حياه وامها عشان اخلص من القرف ده مكنتش حابب اعمل مشاكل بس اضطريت وابو البت اما عرف بدل ما يربى بنته اتقمص وقاطعهم فتره طويله وسمعت انها اتزفتت اتجوزت بس معمرتش واطلقت وقاعده للأرف بقى
- لا حول ولا قوة إلا بالله طب إستهدى بالله
- أعمل إيه والنبى ف الجنان ده
صمتت لوهله تفكر بالأمر ثم نظرت له : سيبها تزورها
نظر لها بذهول فأردفت موضحه : لما تروح هيمنوعها من الدخول عشان الزياره ممنوعه ساعتها هتفهم ان بنت خالها كدابه ولو منتبهتش نبهها انت خليها تبطل تصدقها ف حاجه
- هيا فكره بس انا خايف تلقط من اى حد هناك عدوى
- لا مهما االى عندهم حاجه بيتحجزوا
- مش مطمن برضو
صمت يفكر بتردد واضح لكنها لحظات ووجد حياه تصرخ بالداخل فركض إليها ليجدها تبكى وتصرخ بإسم خالتها وبيدها الهاتف فأمسك بالهاتف ليجد أن والدتها من تحادثها وتخبرها أن خالتها قد توفت فعلى ما يبدو تم إكتشاف حالتها بمرحله متأخره من المرض لذا لم يمر يومان على إحتجازها وها هى قد توفت
- لا إله إلا الله الله يرحمها ويغفر لها
بعد أن أنهى المكالمه تفاجئ بحياه تصرخ به
- منك لله مخلتنيش أشوفها مش مسمحاك عمرى كله منك لله
كان عز بذهول مما يراه مر معها بالكثير وتوقع من طيشها الأهوال لكنه عشقها ولم يأتى بباله يوما أن تقف أمامه تدعو عليه بهذا الكم من الغضب والكراهية لذا حين ركضت إلى غرفتها تبدل ثيابها بأخرى سوداء وخرجت من المنزل لم يمنعها وحين أتى إليه صغيريه خائفين من هيئة والدتهما الغاضبه احتضنهما وأخب هما أنها بخير وأخذهما إلى غرفتهما وجلس يلاعبهما حتى ناما ودثرهما جيدا بفراشهما ثم جلس بغرفته يفكر هل تحمله لجنونها جعلها لا تهتم لمشاعره أم أنه أخطأ بخوفه عليها هل كرهته فعلا أم هى فقط تمر بنوبة غضب وحتى لو كانت كذلك لا يحق لها فعل ما فعلته
________________
أنت تقرأ
مامتى مجنونه
General Fictionمواقف متعدده منها الدراميه ومنها المضحكة تحكى مشاكل المرأه مع أسرتها