الفصل الخامس

112K 1.7K 191
                                    


واشنطن،، السّاعة 7:30 Am..

إستيقظت بصعوبة ، إتجهت نحو الحمام بخطوات ثقيلة لتغتسل ثم نزلت للمطبخ ، شغّلت آلة القهوة كي تريح أعصابها قليلا ، تنهّدت ثم سرحت بعقلها بعيدا ، تبحر في أفكارها أكثر فأكثر ، كيف ستكمل حياتها معه ؟ تريد أن تسأله ما هو هدفه ؟ هل يريد تعذيبها للموت؟ هل يريد قتلها ؟ هل غايته جعلها تندم على حياتها اللعينة ؟

سمعت صوت خطواته ، لترتعب كثيرا ، إبتلعت رمقها و إستدارت ببطئ ، دلف المطبخ و هو يقفل أزرار قميصه الذي جعل من عضلات بطنه و أكتافه العريضة تبرز ..

سكبت قهوتها بالكأس ، ليرفع الآخر رأسه و نظر لها ، و أخذ يترقّب حركاتها لكن لم يهتم لأمرها ؛ وقف ورائها و مدّ يده كي يسحب الكأس لتنتفض الأخرى من مكانها و ابتعدت عنه بسرعة ليستغرب من حركتها تلك !
تنهّد بعمق لتزداد دقات قلب تيفاني ، أول مرّة تشعر بالخوف منه هكذا !
نظر لها ببرود و شغّل الآلة من جديد كي يملئ كأسه .
مسحت على شعرها الناعم الطويل و بقيت تسرق النظر له .
اللعنة كم هو وسيم .!

إستدار لها ليقول :

- لن أعود هذا المساء الى المنزل ، هل تستطعين الإعتماد على نفسك ؟

أخيرا ، سترتاح الليلة من عذابه ، أومأت له بنعم ليأخذ قهوته ثم صعد لغرفته .

إستلقت على الأريكة بإرتياح و تنفّست الصعداء ..
عند إدوارد اللذي كان يضع ملابسه داخل حقيبته و وضع دوائه كي لا ينساه ، ثم حملها و نزل .

وقف أمامها لترفع بصرها نحوه ليقول :

- لن أمكث لوقت طويل ، فقط ليلة واحدة و أعود .

- ح.. حسنا .

خرج و أغلق الباب خلفه بالمفتاح ، ركب سيّارته و غادر ..

ركضت نحو النّافذة فلم تجده يعني هو غادر ، لتهرول الى غرفتها ، وضعت جميع ملابسها في الحقيبة ، ثم إرتدت قميص شتويّ و جينز أزرق و وضعت معطفها كي لا تشعر ببرودة الطّقس .
أضافت القليل من مساحيق التجميل ثم نزلت بسرعة .
أدارت مقبض الباب لتجده مغلق !!

- اللعنة ، اللعنة .

ركضت نحو المطبخ كي تخرج من الباب الخلفيّ للقصر لتجده مغلق أيضا !
لتتنهّد بعمق ، لم تجد شيئ لتفعله سوى رمي الحقيبة أرضا ، ثم إرتمت هي الأخرى لجانبها لتضمّ ساقيها لصدرها ، إنها متوتّرة و خائفة .
لا يوجد مهرب لها الآن سوى الرضوخ لأمر الواقع .
إستيقظت من مكانها و نزعت معطفها ثم إتجهت نحو حوض الإستحمام .
جرّدت نفسها من ثيابها و ملئت الحوض بالماء الدافئ و الشامبو ثم جلست فيه .
كان الماء يحرق كامل جسدها ، لتتذكر لمساته العنيفة ، هل لهذه الدرجة يريد الإنتقام منها ؟

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن