تُفرّقنا المسافة .. و تربطُنا دقات قلوبنا .
***
أوقف سيّارته السّوداء اللاّمعة أمام منزل إريكا،
أطفئ سيجارته ثم بقي ينظر من النافذة و هو غارقٌ داخل أفكاره .. دوما ما تُريد تيفاني معرفة الحقيقة بأيّ ثمن لكن قرائتها لرسائل هاتفه أغضبته و كثيرا، فهو لا يُريد أي كائن يتدخّل في أعماله أو أسراره حتى لو كانت تيفاني نفسها .تنهّد بخفّة ثم نزل متّجها ناحية منزل إريكا ليقف أمام الباب طارقاً إيّاه .
ثوانٍ لتفتح له إريكا الباب سامحةً له بالدّخول، وقفت أمام الشّرفة ليقول إدوارد بعد ما جلس على الكُرسيّ خلفها :- كيف حالكِ ؟
و بصوت متعبٍ أجابته :
- متعبة كثيرا يا إدوارد، حقا أريد الموت لأرتاح .
- ماذا عن إبنكِ، ألم تقولي أنه سيرمونهم إذا ما حصل لكِ شيئا؟
صمتت و هي تفكّر لتفتح عينها حين سماع إدوارد يقُول :
- هيّا جهّزي نفسكِ سنذهب لإحضاره، فمكانه بجانبك و بعدها لتتحدّثي مع نايت لأنه خرج بالفعل .
إستدارت له لتجيب بحدّة و عينها ممتلئة بالدموع :
- إيّاكَ يا إدوارد إيّاكَ! لا تكرّر كلامكَ هذا ثانيةً .
إستقام من مكانه بملامح جامدة ليقف أمامها لا يفصلها سوى بعض إنشات ليهدر بصوته الرجوليّ :
- لا تحذّريني أولاً، ثانياً أنا سأنتظرك بالأسفل كي تغيّري ثيابكِ و سنذهب لإحضار إبنكِ .. تبّا لكِ منذ متى و أنتِ بهذا الضعف؟ أنظري لنفسكِ بالمرآة و كأنكِ إمرأة بالخمسينات، أزيلي هذه الهلات و هذا الشحوب فهو لا يُناسبك و أستعيدي إبنكِ و عودي قويّة كما عهدتكِ .
دُموعها نزلت بحرقة على وجنتيها وهي تنظر لإدوارد لترتمي في أحضانه باكيةً، هي بالفعل تحتاط لحضن و لشخص يواسيها و ينسيها همومها، بادلها إدوارد العناق قائلا :
- أنتِ صديقتي و أختاً لي يا إريكا و لا أريد رؤيتكِ بهذا الشّكل، إعلمي أني سأكون معكِ دوماً مهما كانت الحياة قاسية معي يا رفيقة ظُلمتي .
صوتُ شهقاتها المكتومة في صدر إدوارد تعلو شيئا فشيئا إلى أن هدأت أبعدت رأسها لتنظر له بإمتنان شديد ليردف إدوارد ممازحاً :
- لو كانت تيفاني هنا لقتلتنا الآن، إحم يا إمرأة إبتعدي أنا لا أخون زوجتي .
أنت تقرأ
جـحيـم الـجسـد
Actionوسيم ،، مغرور ،، متكبّر ،، سادي ،، قاتل ،.. يظنّ أن أرواح البشر بمثابة أرواح الذباب ،.. قاسي و الأكثر من هذا هو متملّك ،.. في الواقع جميع هذه الصفات غير كافية لوصفه . لكن هذا ليس خطأه ،!! بل الماضي هو من جعله وحشا لا يرحم .. في الحقيقة هي من جعلته ي...