الفصل 33

27.5K 808 133
                                    

الكلمات قد تكذب و لكن التّصرفات دائمًا تقول الحقيقة، شكرا للمواقف التي تُظهر لنا حقائق البشر !.

بقي ينظر لها بأعين حمراء لشدة عضبهِ إضافة إلى أنفاسهِ الحادة و رأسه الذي بدأ يثقل فجأة ،
أيقتلُها أم يدفنها حيةً؟ مالذي سيفعل بها الآن؟

كانت تنام بعمق كالطفل و كم تمنى أن يهجُم عليها الآن لفعلتها التي لا تُغتفر .

لكنه غير قادر على أذيتها ليس و هي تحمل ثمرة حبّهما داخل أحشائها، أو لنقل حبّه لا حبّها !
سحب نفسًا عميقا ليزفرهُ ببرود و عينيه لا تبصُر الآن إلا القتل و سيل الدماء، إتجه بخطوات سريعة ناحية الخزانة الصغيرة ليفتحها ساحبا منها مسدسه واضعا إياه في خصرهِ ثم ألقى نظرة أخيرة عليها قبل أن يخرج الغرفة ليليها خروجه من المنزل راكبا سيارته ليقودها بسرعة و شيئ واحد يشغل عقله الآن و هو قتله بأسوء الطرق .
و لم ينتبه لطول الطريق إلا حين وصل للمكان المقصود ليضغط على مكابح السيارة ثم نزل يتجه ناحية المبنى بخطواته الواثقة و ملامح وجهه المُميتة .
صعد للطابق الرابع تزامنا مع سحبهِ للمسدس ثم ضغط على جرس الشقة ينتظر بفارغ صبرٍ فتح الباب .
أما عن جان فكان نائما بعمق يسبح بين أحلامه بعد ليلته الصاخبة في الملهى،
ليسمع صوت الجرس مخترقا الهدوء ليفتح عينه بإنزعاج مع ألم حاد برأسه،
وقف خلف الباب ليقول بنبرة نعسة :

- من الطارق؟

و بنبرة باردة خالية من أي مشاعر أجابهُ إدوارد بكلمة كانت كافية لزرع الخوف داخل قلب الآخر :

- عِزرائيل .

ألقى كلمته تلك و هو يمرر أصابعه الخشنة على فوهة المسدس و يتخيل ردة فعل الآخر خلف الباب، و الذي عاد بخطوات مرتبكة للخلف هو يجهل أصلا هويّة القادم الغريب و ماذا يقصد بكلمته تلك لكنه شعر بأن تيفاني في هذه القصة،
سمع إدوارد بخطوات سريعة من الداخل ليبتسم بشرّ و ملامحه لا تبشّر خيرا فقال بنبرة مُرعبة :

- سألتجئ لحلٍّ آخر إذا .

تزامنا مع إطلاقه الرصاصة مخترقةً قفل الباب، ليضع يده اليمنى داخل جيبه و اليسرى تحمل المسدس، لتقع أنظارهُ على جان الذي كان يقف في الشرفة ينظر للأسفل بنية القفز  و بحركة سريعة أمسكه إدوارد من ياقة قميصه من الخلف ليُديره ناحيتهُ ثم دفعه على حافة الشرفة رأسه و نصف جسده في الهواء ضربة واحدة و سيقع جثة خائرة بسبب الإرتفاع، ليتكلم إدوارد بصوت أشبه لفحيح الأفعى:
- للأسف يا فأر لن تهرب مني .

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن