الفصل 30

34.5K 1.2K 216
                                    

أغلقت باب سيّارة حبيب قلبها، بعد أن أوصلها إلى الجامعة التي تدرس بها شقيقتها .
تقدمت بخطواتها الأُنثوية الثابتة إلى مدخل الجامعة و هي تبحث عن جسد أختها من بين الطلّاب، لتتجه ناحية الحديقة علّها تجد أثرًا لها ،
لتلمحها أخيرا تجلس في زاوية منعزلة واضعةً الساماعات بأذنها و تنظر بشرود،
لتُسرع ناحيتها فملامحها لا تُبشر بالخيرا!

وقفت أمامها ليظهر التعب على وجه ليندا، لتعقف تيفاني حاجبيها بقلق جالسةً بجانب الأخرى تُسمك بيدها بحنان أُخويّ، فهي سندها و من تقاسمت معها ألم الحياة و أسرارها، أختها شقيقة روحها تجد الراحة إلا بحضنها و النعيم في رائحتها، تحزن لحزنها و تتعب مع تعبها .
أدارت ليندا وجهها لتيفاني بعد أن لاحظت وجودها جانبها لتتجمّع الدموع بأعينها مسبّبة حمرة لعدم البكاء، ضغطت تيفاني على يدها بخفّة لتتكلّم بصوت حنون :

- يا روح قلبي، ليندا .

و مع كلامها إنسابت دموع ليندا بحريّة على وجنتيها تشعر بألم يعتصر قلبها، بفراغ يملئ دواخلها، بالخذلان الذي مزّق روحها إرباً.
تريد الإرتماء بأحضانِ تيفاني و تبكي كالطفلة بين ذراعيها و تشتكي لها همومها و أحزانها، لتُخبرها بأنّ روحها قد ذبُلتْ و يئِستْ من الحياة .
عادت للواقع على همس تيفاني :

- ليندا، ما بكِ ؟ ها أنتِ بخير أخبريني ما يحدث معكِ و مالّذي يُتعب روحك أريد مساعدتك و تخفيف همومك عنكِ، أنا أُختكِ شاركيني مشاكلك .

نظرتْ لها ليندا لتسخر على كلامها ممّا صدم الأخرى :

- أُختك هه؟ ألا تعلمين أن والديكِ أحضراني من الميتم كي أؤنسكِ؟ كي لا تكبرين بدون إخوة لأنهم ليس بمقدارهم الإنجاب ثانيةً بعد حادث أمّكِ؟

توسّعت زمرّدتيْ تيفاني فارجةً شفتيها بصدمة، لم تُهضّم ما قالتهُ ليندا، و لم تُصدق طريقة كلامها معها و سُخريتها؟ و لا طريقة كلامها عن والديها!
هي تعلم فعلاً بالأمر أنها ليست أختها الشرعيّة بل مُستبنية من الميتم لكن لك يتجرّأ أحد على تركها تشعر بالنّقض أو بِعدم الإنتماء لهم !
حاولت تيفاني التماسك لتنظر لعيني ليندا الباكية مجيبةً :

- ليندا لا أعلم ما يجري معكِ حقّا ! أنتِ أختي و نصف روحي و لم أفكّر بهذه الطريقة أبدا، تذكّري طفولتنا و كل ما عشناه معا إلى أن أصبحنا إمرأتان ناضجتان، تذكري كم ساندنا بعضنا البعض و بكم مررنا بالصّعاب، لكن كلامك هذا صدمني كثيراً .

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن