الفصل إحدى عشر

74.9K 1.3K 93
                                    

- الكثير من الجروح والكدمات في أماكن مختلفة ، سأكتب لكَ إسم المرهم المناسب ، يجب عليها أن تأخذ قسطا من الرّاحة ، و لا ننسى الرعاية النفسيّة فهي مهمّة لها ، فليس من السّهل أن تتجاوز ما حدث لها ، فلقد أُغتصبت بكلّ وحشيّة و عنف .. أتمنى أن يظهر الحقّ قريبا .

أنهت الطبيبة كلامها ليتنهّد إدوارد بقلق ليجيبها :

- شكرا لك أيتها الدكتورة ، سأخبر الشرطة بما حصل .

أخذ منها ورقة الدواء ، لتومأ له ثم غادرت الغرفة ..

أغلق الباب خلفها ، و مرّر أصابعه داخل شعره الفحميّ بتوتّر .. تنهّد لألف مرّة ثم صعد السّلم و دلف لغرفة نومها بعد تردّد كبير .

لقد كذب على الطبيبة و أخبرها بأنه وجدها فاقدة للوعي داخل الغابة هناك أشخاص إعتدوا عليها ، لو علمت أنه هو زوجها من قام بالفعل لإشتكت به للسلطات الأمريكيّة .

نظر لها بتأسّف و ندم ، كانت تستلقي على السرير مغمضة العينين ، وجهها شاحب كثيرا .

بدأ يقترب منها ببطئ تزامنا بفتح الأخرى عينها  ، لم تستطع التحرّك من شدّة الألم لتسحب الغطاء نحوها و قامت بتغطية وجهها ، لم ترد النظر إليه بعد ما فعله بها .
سمع صوت شهقاتها ليتنهد بألم ثم جلس على حافة السرير لجانبها .. حاول إنزاع الغطاء عنها إلا أنها لم تتركه و لا زالت تتشبّث به  .

- تيفاني ، سأذهب لشراء المرهم لك ..

تكلّم بصوته العميق المخدّر ، ثم إستقام و غادر الغرفة مغلقا الباب خلفه .

~~~~~~~~~~

عاد من الصيدليّة ، و إتجه مسرعا نحو غرفتها لكنّه لم يجدها ، أخذ يمشي ذهابا و إيابا بالغرفة فيا ترى إلى أين ذهبت ؟

كان سيغادر لكنّه توقّف عندما سمع صوت باب الحمام يفتح ، لتخرج تيفاني و وجهها مبلّل فمن الواضح أنها قامت بغسله .

أنزلت تيفاني رأسها ثم أخذت تعود بخطواتها للوراء برعب كبير ، لتستدير ثم ركضت ناحية الحمام مجددا و أغلقت الباب خلفها .
إستندت بجسدها على الباب ثم وضعت يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها .
إقترب ادوارد من الباب ثم طرقه بخفّة ليهدر بصوت خافت :

- تيفاني .. فلتخرجي .

إزدادت نوبة بكائها لتعلو صوت شهقاتها لتجيب بصوت عالٍ بنبرة باكية :

- أرجووك إبتعد ..

- لن أفعل لكِ شيئا فقط أخرجي أرجوكي . أقسم أنني لم أكن بوعيي في ذلك الوقت ، أنا نادم على ما فعلته معكِ فقط أخرجي أرجوكي .. أخرجي أو لن أفارق مكاني أبدا .

شعرت الأخرى بالخوف لكنّها تشجّعت لتفتح الباب و تخرج أخيرا بعد تردد كبير ، أنزلت رأسها للأسفل و نبضات قلبها تتسارع .

إقترب منها إدوارد ببطئ ثم أمسك يدها بلطف ثم سحبها إلى حضنه و أخذ يلعب بخصلات شعرها بهدوء بغاية تهدئتها ، أما الأخرى كانت تتخبط بين ذراعيه لتقول بصوت ضعيف متعب :

- أتركني .. أترك .

بقي محافظ على هدوئه ، ليضع قبلاته الحنونة على أنحاء رقبتها بكلّ حب إلى أن شعر بإسترخائها .
إبتعد عنها قليلا ثم كوّر وجهها بين يديه ينظر الى عينيها الامعة بسبب الدموع .
بحركة تلقائية هربت الأخرى إلى زاوية الغرفة خائفتا من أن يفعل لهل شيئا ما .
تنهد بعمق ، ثم بقي ينظر لها بألم كبير ، ليضع المرهم فوق الطاولة ثم خرج  ..


...







جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن