الفصل 26

46.9K 978 150
                                    

أوقف سيارته أمام قصره ، نزل ثم فتح الباب ليدخل و هو ينادي بإسمها لكنه لم يجد أي ردّ !

لم يسمع صوتها و لا ضجيجها ، عقف حاجبيه بإستغراب تقدّم نحو الصالون ليسمع صوت خافت إستدار ليجد التلفاز مفتوح ، لتتوسّع عينه بصدمة ..
ماهذا!!!

نبضاته إزدادت ليغلق التلفاز خوفا من أن يحدث لها شيئا ، عضّ شفته السفلية ليصعد لغرفته بسرعة صارخا بإسمها :

- تيفااااني ،،، تيفاااني ..

سمع صوت شهاقاتها التي تعلو شيئا فشيئا ، تنهّد بعمق ليفتح الباب ببطئ ثم أسرع لها و عانقها لتزداد تيفاني في نوبة بكائها و هي مختبئة في حضنه .

مسّح على شعرها البندقيّ ، يحاول تهدأتها ثم قبّل جبينها بدفئ لينطق ببحّته :

- ششش إهدئي صغيرتي انا معك ، أنا هنا .

لا يستطيع أبقائها هكذا ، خائف عليها كثيرا فالمشهد الذي رأته يرعب االنفوس ،يمزّق القلب ..
حملها بين ذراعيه لترتخي هي ثم غابت عن وعيها ..

وضعها في سيارته في المقاعد الخلفية ثم قاد بإتجاه المستشفى ..

***

في مكان آخر ، بالتحديد منزل إريكا ..

تلك المرأة المعروفة بقوتها و صلابتها إلا أنها الأضعف بينهم ..

كانت تجلس على الأرض ، تضمّ ساقيها لصدرها ، تشاهد الفيديو الذي أمامها
دموعها تنزل على وجنتيها بهدوء مخيف ، رفعت يدها نحو الطاولة لتمسك بكأس نبيذ و شربته دفعة واحدة ، أخذت حبة كوكايين و بدأت تمتصها بهدوء كي تحاول نسيان ألامها ..
سمعت صوت هاتفها يرنّ ، نظرت له و يدها مخدّرة لا تستطيع أن تحركها ..

أسندت رأسها على الحائط ، رؤيتها أصبحت ضبابية
الكوكايين أعطى مفعوله ، جسدها تخدّر بالكامل ، لتشعر بدوار شديد ، أغمضت عينها لتنزل دمعة حارة تسرد كل ما عانته في ماضيها ..

في المشفى ، عند إدوارد ..

أغلق هاتفه بعصبية، لما لا تجيب إريكا على اتصالاته؟
أخذ يمشي ذهابا و إيابا بالرواق بتوتّر و خوف على تيفاني .
خرجت الطبيبة ليهرول نحولها ، ينظر لها بلهفة كي تطمئنه عن حالها و حال الصغير ليقول بنبرة قلقة :

- زوجتي و طفلي بخير صحيح؟

صمتت قليلا ثم نطقت بصوت واضح و متّزن :

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن