الفصل السّابع

92.2K 1.5K 100
                                    

فتحت باب غرفتها بهدوء لتجدها تجلس على كرسيّها المتحرك و تقرأ كتابا .. كعادتها جميلة و كأنها لوحة يونانية رُسمت من قبل فنان ماهر ..
إبتسمت بوجع ثم وقفت تتأمّلها ، لقد تذكّرت كيف كانت صغيرة عندما كانت تقتحم غرفة والدتها و ترتمي بأحضانها لتبدأ الأخرى بالمسح على شعرها و تسرد لها أحجية أو تقرأ لها كتابا خياليّ ، لكن كانت تيفاني دوما ما تنزعج عندما ترى بعض الأمهات كيف يلعبن مع صغارهم و والدتها تلازم كرسيّها ، و مرّت الأيام و فهمت كلّ شيئ ..

أخذت تتقدّم منها بخطواتها الثابتة و دموعها تنزل بغزارة على وجنتيها الجميلتان  سمعت السيّدة "جولي " وقع خطوات خلفها لتستدير بكرسيّها لتبتسم بإتساع و هي ترى إبنتها الجميلة لتفتح لها ذراعيها بمعنى تعالي لحظن والدتك ،، جرت الأخرى نحوها لتقع على ركبتيها واضعة رأسها بحضن أمها ..
قبّلت السيّدة جولي جبين إبنتها قائلة :

- يا روح أمّكِ ، يا عروستي الجميلة كيف حالك صغيرتي ؟

رفعت تيفاني رأسها و مسحت دموعها بكف يدها ثم إبتسمت و قبّلت يد والدتها مجيبتًا :

- بخير يا قمري .. إن الزّواج أمرٌ رائع .

إبتمست لها السيّدة جولي ثم كوّرت وجه تيفاني بيديها مردفتا :

- المهمّ هو أنكِ مرتاحة و سعيدة ، لمَ أتّصل بكِ و لا تردّين عليّ ؟

- ماذا ، هل نسيتي أنني عروس جديدة و في شهر عسلي ؟

أنهت كلامها لتقهقه بخفّة لكن هناك وجع كبير بدااخلها ، العذاب الذي عاشته ينهش كل جزء من جسدها ..
بقي يضحكان لتدخل ليندا شقيقة تيفاني عليهما و عندما رأت أختها شهقت بسعادة ..
فتوأمها و نصفها الآخر رأتها أخيرا !

تلئلئت عينها بالدموع لتركض نحوها ثم إحتظنتها بكلّ قوّتها ..

كانت تجلس جانبها و هي تمسك بيديها و تنظر لتيفاني كيف تتحدث مع والدتهما ، إنّها قلقة عليها كثيرا ، فمنذ أن إتصلت بها لم تستطع النّوم و لو لساعة واحدة .

- أمّي ، هيا لقد حان وقت دوائك يجب عليك تناوله .

تكلّمت ليندا بصوتها الرقيق لتجيبها السيّدة جولي :

- لا عليكِ ، سأذهب أنا .. أما أنت فأبقي لجانب أختك فأنا أعلم مدى شوقك لها .

غادرت الغرفة تاركتا تيفاني و ليندا بمفردهما ، لتنظر ليندا لعيني تيفاني ثم قالت بلهفة و قلق :

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن