الفصل 28

38.6K 2K 204
                                    

- التصنُّع...
لا يزيدُ الشخص إلاّ قُبحاً.

***

بدأ يفتح عينه بصعوبة، يشعر بصداع طفيف داخل رأسه، ليفتح عينه أخيرا ليقابله سقفٌ أبيض ليتوضّح له أنهُ بالمشفى .

رؤيته تتّضح شيئا فشيئا ليجد تيفاني تنظر له بقلق واضح من عينها و ملامحها لترتسم إبتسامة جميلة على ثغره ، تنهّدت تيفاني بحزن لترفع كفّ يده و تقبّلها بحنان و بصوتٍ منخفضٍ هدرتْ :

- هل جلبتَ لي الشكلاطة؟

ضحكَ إدوارد بصوتٍ مرتفع، ليؤلمه الجرح قليلا لكن ماذا عساه أن يفعل! السّعادة هزِمت الألم ..
ضحكت الأخرى معه لتحتضنه تاركتاً دموعها تنساب على وجنتيها ليصل إلى مسامعهِ صوت شهقاتها المكتُومة ليحيطها بذراعيهِ الضّخمة ثم قبّلها جانب رأسِها مستنشقاً عبق شعرها.

هي آخر شيئ ثمين بقي في حياته، هي دقّات قلبه، هي الهواء الذي يتنفّسهُ، هي الشيئ الثابت في عالمه الغامض!

***

ذهبت إلى الحمام ثم عادت للغرفة التي يرقد بها لتجدَ ممرّضة شقراء تعقّم جرحهُ و بين الحين و الأخرى تسترق النظر إليه، على كلّ حال لا نلومها فإدوارد جذّاب كالمغنطيس حين يجذبُ الحديد!
نظرت لها تيفاني ببرود لتعقف كلتا يديها إلى صدرها تراقب حركاتها بدقّة، رفع إدوارد نظره لتيفاني ليبتسم بخبث مانعاً نفسه من الضحك، فالغيرة واضحة من عسليتيها!

- أتمنّى أن تكون بخير سيّدي .

تكلّمت تلك الممرّضة بصوت رقيق بعدما انتهت من عملها لتنتفض فزعاً من صوت تيفاني البارد وهي تقول :

- شكرا .

إبتسمت لها الممرّضة لتهرول للخارج قبل أن يُقام شجارا بينهما!

- لقد أخفتِها !

أردف إدوارد و كأنه لا يهتم لغيرتها لتنظر له تيفاني بسخط مجيبتًا :

- متى تُغادر من هذا المشفى؟

هزّ الآخر كتفيه بمعنى لا أعلم، ليقول بخبث:

- هم ماذا هل صغيرتي إشتاقت إليّ؟

حمحت تيفاني لتجلس على الأريكة الرّمادية المُجاورة للسرير لتهدر :

- إحم، من قال أني إشتقتُ لك؟

- عينك من قالت هذا، و أيضا لماذا تجلسين هناك؟ مكانكِ هنا.

جـحيـم الـجسـد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن