الفصل الثاني والأربعون

63.7K 3.3K 1.1K
                                    

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الثاني والأربعون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في فيلا خالد السويسي .... تحديدا في غرفة بدور

كلماته افزعتها زعزعت ثباتها المزعزع من الأساس كشجرة صغيرة في مهب ريح صلصال عاتية لا تقدر علي مجابهتها ... جف لعابها تسارعت أنفاسها وضعت يدها علي فمها تكتم صوت بكائها ... فكرة العودة إليه هي أسوء ما يمكن أن يحدث ... تكرهه تمقته بعد كل ما فعل بها يريد أن يعيدها ليكمل حلقة تعذيبه لها ..... ارتجف نابضها خاصة حين سمعت صوته البغيض :
- شيلي من دماغك فكرة أنك تتجوزي واحد غيري .... ماشي يا بيدو

في تلك اللحظات شعر بدمائها تفور تغلي من الغضب .... مر امام عينيها شريط طويل سريع لحياة بائسة خاوية حتي من المودة ... الحب ... تهدجت أنفاسها تشد أسنانها تهمس بشراسة :
- أنت ايه يا أخي شيطان عايز مني ايه تاني ... ما كفش اللي عملته فيا سنين وجاي دلوقتي تهددني ..... أنا عندي اموت نفسي ولا ارجع علي ذمتك تاني

تعالت ضحكاته الساخرة .... شعرت بأنه يستخف بكلامها يلقيه بعيدا في القمامة .... ضحكاته كانت كسوط مشتغل يجلد روحها المنطفئة .... لحظات وسمعته يهمس متلذذا :
- الله .... دا احنا كبيرنا وصوتنا بقي بيعلي وبنهدد ... اسمعي بقي يا بيدو .... لو اتجوزتي هاخد عيالي حقي .... المحكمة هتحكملي بيهم .... وساعتها مش هخليكي تشوفيهم تاني لآخر يوم في عمرك

توسعت عينيها ذعرا تسارعت دقات قلبها تشعر بجسدها تجمد من الخوف من مجرد فكرة أن يبتعد عنها الأطفال صمت هو للحظات قصيرة ليعاود همسه الخبيث :
- بس لو عوزاني ما اخدهمش وما اردكيش لعصمتي .... انا عايز فلوس ... خالد باشا ما خلاش حيلتي حاجة ... مش باقي غير اني اشحت في الشوارع .... فشخللي جيوب الباشا وهاتلي 250 ألف جنية ... دول يعتبر فكة عنده .... معاكي أسبوع قبل ما العدة تخلص لو الفلوس ما جتش هردك يا بدور واطلبك في بيت الطاعة .... وهاخد العيال واحرمك منهم صدقيني أنا اقدر ااذيكي بأبشع الطرق فخلينا حلوين ... وهاتي الفلوس أحسن .... سلام يا يبدو

اغلق معها الخط لتتهاوي جالسة علي الفراش تنظر امامها فزعة مرتعدة ... من أين ستحضر له كل تلك الأموال ... تعود إليه يأخذ طفليها .. لالا لن يحدث .... خالد هل تطلب منه تلك الأموال بأي سبب ستبرر له أنها تريد ذلك المبلغ الضخم .... انسابت دموعها ترثي حالها ... تشعر بأنفاسها تختنق .... توجهت الي شرفة غرفتها عل هواء الليل العليل يسكن تلك النيران .... لحظات وبدأت تسمع صوت بكاء خفيض قطبت جبينها متعجبة التفتت حولها لتري تلك الفتاة ابنه حمزة مايا .... تجلس علي أرض الشرفة المجاورة تنظر للحديقة تحديدا الي باب المنزل المغلق ... نظراتها متلهفة حزينة معذبة كأنها بانتظار أحد ما .... وقفت تنظر لها تشعر بالشفقة قلبها يؤلمها ... لما تبكي تلك الفتاة ... حمحمت بصوت خفيض تجذب انتباهها ... التفتت مايا برأسها تنظر لبدور للحظات لتتحرك من مكانها تدخل الي غرفتها دون أن تنطق حرف واحد ... وقفت بدور في حيرة من أمرها .... أتتغاضي عن الأمر فقط وكأنها لم تري شيئا فيكفي ما بها علي أي حال .... أم ربما تلك هي عاطفة الأمومة التي جعلتها تخرج من غرفتها متوجه الي غرفة مايا .... وقفت أمام باب غرفتها حائرة مترددة تنهدت .... رفعت يدها تدق الباب عدة دقات خفيفة متتالية لم تحصل علي اجابة ... لينخر القلق قلبها من أن يكن أصاب الفتاة مكروها .... حركت مقبض الباب برفق أطلت برأسها لتراها هناك تجلس علي الفراش تضم ركبتيها لصدرها تبكي .... دخلت بدور الي الغرفة تغلق الباب خلفها بهدوء .... العجيب لم تنظر ناحيتها حتي ... توجهت بدور ناحية فراش مايا ... وقفت جوار فراشها للحظات بلعت لعابها تسألها :
- مايا أنتِ كويسة

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن