الثالث والخمسون

58.4K 3.5K 682
                                    

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الثالث والخمسون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
- أنا آسف
جملة قصيرة حادة كصخرة قوية سقطت علي قلب الجبل ففتته ... هوي قلب حمزة أرضا ينظر للطبيب مذعورا ... ينفي برأسه فكرة أن يكن صغيره أصيب بأذي .... أدهم حي ... أدهم بخير ... ترنح جسده بعنف ليشعر بيده خالد يشد عضده بقوة ... ليكمل الطبيب سريعا :
- الرصاصة دخلت في صدره ... ما جاتش ناحية القلب ودا شئ كويس ... بس سببت إصابة خطيرة ... أنا آسف المريض دخل في غيبوبة غير معلومة المدة ... ممكن يفوق بعد يوم او اتنين ... وممكن يقعد شهور وممكن سنين ... وممكن للأسف قلبه يقف في اي لحظة ... أنا حبيت اشرح لحضرتكوا الحالة كاملة عشان نبقي مدركين لأي تبعيات

ما بين صرخات ابنته التي بدأت تعم المكان .... وصوت أخيه الذي يصدح يحادثه خائفا قلقا يأمره بالثبات ... كان قلبه وعقله في مكان آخر ... هناك عند المرة الأولي التي رآها فيها أدهم طفلا صغير سرق قلبه منذ اللحظة الأولي ... أدهم طفله الذي شب يوما بعد يوم أمام عينيه ... من طفل لشاب لرجل يستند عليه ...  أخطأ ومن لم يخطئ هو نفسه أخطأ قديما ... لما لم يسامحه ... لما أبعده عن أحضانه ... وهو الآن لا يرغب سوي أن يضمه بين ذراعيه .... رأي ابنته تتحرك ناحيته وقفت أمامه تصرخ بحرقة قلبها الملتاع :
- أدهم لو جراله حاجة يبقي أنت السبب ... فاهم أنت السبب 

لولا أن خالد يمسك به جيدا لكان سقط ارضا قديمه لم تعد قادرة علي حمله ... بعد لحظات خرج خرج سريري طبي من غرفة العمليات يتحرك جواره الاطباء والممرضات متوجهين سريعا ناحية أحدي الغرف .... صاحت مايا باسم أدهم بلوعة لتهرول خلفهم ... ووقف هو يراقب جسده طفله وهو مسطح على فراش من الحديد ساكن يغمض عينيه ... جزعه العاري يلتف بضدمات كبيرة تغطيه .... انسابت دموعه دون أن يدري .... ينظر لطفله الذي يختفي أمام عينيه شيئا فشئ .... ويحل مكانه ذكري قديمة تحققت الآن
Flash back
اخرج أدهم وجهه من تحت سطح الماء لينفض رأسه بعنف يبعد المياه عن وجهه وخصلات شعره ... تحرك يخرج من المياة ناحية أحدي المقاعد الخشبية المسطحة التي يتمدد ابيه علي أحدهم .. خلع حمزة نظراته الشمسية ... ينظر لادهم الذي يقترب منه ليتمتم ساخرا :
- توم كروز خارج من الماية ... حاسب عشان بتوقع قلوب العذراي يالا

ضحك أدهم عاليا ليجلس علي المقعد المجاوى لأبيه التقط منشفة كبيرة يجفف بها جسده وخصلات شعره يردف مبتسما بغرور :
- أنا احلي طبعا ...

ضحك حمزة عاليا ليقف من مكانه نظر لادهم يردف ساخرا :
- طب قوم يلا يا أحلي إنت ... نطلع نشوف اختك زمانها صحيت عشان نروح نتغدا

التقط أدهم نظارته الشمسية يضعها علي عينيه ليتحرك جوار أبيه متجهين ناحية الفندق ... في طريقهم تأوه حمزة متألما نظر أدهم مفزوعا لما حدث ... ليجد كرة من كرات تنس الطاولة الصغيرة اصطدمت بظهره ... التقط أدهم الكرة ينظر بأعين حمراء تشع جمرا يبحث عن الفاعل ليجد شاب تقريبا في مثل عمره يقترب منهم حمحم يتمتم معتذرا :
- أنا آسف جداا علي اللي حصل ما كنش اقصد والله

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن