الحلقة الخاصة

44.8K 3K 482
                                    

حلقة خاصة 5
الجزء الأول
للعشق قيوده الخاصة
الجزء الرابع من أسير عينيها
¤¤¤¤¤¤¤¤
ها هي هنا بعد أن جمعت شتات نفسها وقررت أن تتركه بعد ما اكتشف الحقيقة وأنه ليس سوي أحمق لا عقل له يلقي في وجهها قنبلة صعقتها ، حامل في داخل احشائها طفل منه صدمة الخبر جعلتها تتسمر مكانها التفتت تنظر له مذهولة فكها يكاد يتدلي من الصدمة رمشت بعينيها عدة مرات أما هو ففي لحظات معدودة كان يضب ثيابه في حقيبة أخري حمل الحقيبة ليقترب منها ليحمل حقيبتها هي الأخري يحادثها مبتسما :
- يلا يا حبيبتي كلهم مستنينا في الساحل
وها هي تجلس جواره في سيارته التي تنطلق بهم إلي منزل الساحل حيث الجميع تجلس صامتة واجمة تبسط كفها علي بطنها تحاول أن تشعر بالنطفة الصغيرة داخلها تنهدت بعمق غضبها من حسام بدد فرحتها بخبر حملها ... حتي هو لم يُظهر اي مظهر من مظاهر السعادة فقط قال لها الخبر وأسرع يضب ثيايه وكأنه يلقي عليها معلومة عابرة لا قيمة لها ... اجفلت علي صوته يسألها :
- جوعتي تحب نقف في أي إستراحة

لم ترد لم تنظر ناحيته حتي فقط استندت برأسها إلي الشرفة المغلقة جوارها تغمض عينيها تصطنع النوم ليزفر أنفاسه حانقا من ثقته الزائدة بخالته التي أوقعت به في ذلك الفخ ... أحمق صدق لعبة غبية ويستحق ما يستحق من عقاب ستوقعه عليها سارة لن تسامحه بسهولة أبدا ...توقف بسيارته عند أحد محال بيع المأكولات السريعة ... نزل من السيارة غاب لبضع دقائق زاد عن العشر قبل أن يعود من جديد يحمل بين يديه حقيبة من الورق بها شطائر اللحم وعلبة من البطاطا المقلية وبالطبع لم ينسِ المشروبات الغازية
دخل إلي السيارة يمد يده لها بالحقيبة :
- اتفضلي يا ستي أنا عارف أنك بتحبي ماك وجبتلك الصوص اللي أنتِ بتحبيه امسكِ بقي يا سارة كلي يا حبيبتي الأكل مالوش دعوة بالزعل

نظرت له بجانب عينيها لتشيح بوجهها بعيدا من جديد تغمض جفنيها ترفض الحديث أو الاستماع حتي ، وضع الحقيبة علي قدميها علها تفتحها فما كان منها إلا أنها امسكتها ووضعتها علي الأريكة الخلفية وعادت لوضعيتها كما كانت مما جعل حسام يزفر أنفاسه حانقا يصيح فيها :
- سارة وبعدين معاكِ يا ستي أنتِ زعلانة مني دا ماله ومال الأكل المشوار قدامنا طويل وأنتِ ما كلتيش حاجة من امبارح لو سمحتي كلي

ظل ينتظرها لأكثر من عشر دقائق كاملة وهي حتي لم تفتح عينيها ليزفر أنفاسها بحرقة مد يده يبسطها برفق علي كتفها لتتسع عينيه في دهشة حين انتفضت تبعد يده عنها تصيح فيه :
- ايدك ما تتحطش عليا خالص ولا في كلام بيني وبينك أبدا لما نروح عمي هو اللي هيجبلي حقي منك

ظل ينظر لها مدهوشا للحظات طويلة قبل أن يتنهد حزينا يتمتم نادما :
- ماشي يا سارة اللي أنتِ عايزاه أنا هعملهولك لما نوصل
اعطاها ابتسامة باهتة قبل أن يدير محرك السيارة يسابق بها الرياح علي الطريق
_______________
علي جانب آخر في شالية العائلة القديم وصلوا جميعا مع خيوط الفجر الأولي بالكاد ادخلوا حقائبهم إلي المنزل ليأخذ كل منهم زوجته وأطفاله يتوجه إلي غرفته غط الجميع في النوم عداها ... بالكاد زار النوم جفنيها لساعات قليلة خاصة أن الغرفة التي تنام فيها بصحبته الغرفة الوحيدة التي لم يتغير شكلها يبدو أنه حرص علي أن تظل علي حالها القديم فقط نُظف عنها الغبار والاوساخ ... الاثاث في الغرفة جديد يأخذ شكل اثاث الغرفة القديم فتحت عينيها تنظر له وهو ينام جوارها لترتسم ابتسامة صغيرة عذبة علي شفتيه مدت يدها تمسح بخفة علي خصلات شعره وهو نائم وخاصة تلك الخصلات البيضاء لا تعرف أهي من الزمن أم من قسوة ما لقاه في حياته إن كان من قسوة حياته فعلي شعرها كله أن يكن أبيض كخاصته فحياتها السابقة لم تكن وردية أبدا ... تنهدت بعمق تلثم جبينه بقبلة خاطفة قبل أن تبتعد عنه بخفة حتي لا توقظه خرجت إلي الشرفة تمسك سور الشرفة بين كفيها تغمض عينيها تشعر بنسمات الهواء الممتزجة برائحة البحر تهفو إليها تتراقص حولها ارتسمت ابتسامة بسيطة صافية تعلو ثغرها تتمتم ضاحكة :
- البحر يشتاق إلي فعلا

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن