الرابع والستون

61.5K 3.6K 820
                                    

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الرابع والستون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تأفتت حانقة للمرة الألف تقريبا ... زوجها المستفز يصر علي جعلها تفقد أعصابها ماذا يفعل لا شئ أبدا فقط يدور حولها وكأنه ذبابة مزعجة يتعمد الاصطدام بها في طريقه وكأنها بمحض الصدفة البحتة ... شدت علي أسنانها تنظر له مغتاظة  هل يظن بما يفعل أنها ستصفح عنه كما كانت قبلا ..... تلك المرة لا هي أحبته بكل ذرة فيه لم تخجل من أن تخبره بحبها ... تغاضت عن الكثير حين وافقت علي البقاء معه وهو متزوج باخري ... ولكن ما فعله بها ليس بالهين إطلاقا ... نعم نعم لم يكن يشعر بما يفعل كان مسحورا مجبرا علي فعل ... ولكنها كانت تعي تشعر تتألم .. هي من عانت ... زفرت أنفاسها الثقيلة قبل أن تمد يدها تلتقط فنجان القهوة ترتشف منه بضع رشفات تتابعه بعينيها وهو يتحدث مع أبيها بشأن الحديقة ... والدها يريد زراعة اشجار الفاكهة فيها ...ومن أفضل من يساعده في تلك الأمور .... سرحت مقلتيها في قسمات وجهه دائما ما تخونها عينيها حين تنظر إليه ... يبدأ قلبها بالتقافز وكأنها تراه للمرة الأولي ... تنظر له وهو يقف قامته الطويلة بشرته السمراء ... ابتسامته الرائعة ... خصلات شعره السوداء الكثيفة التي يتدلي القليل منها ليغطي غرته وهو يتحدث مع والدها بعملية شخص خبير في مجال عمله ... ارتبكت واحمرت وجنتيها تشيح بوجهها بعيدا عنه حين نظر لها خلسة يغمزها بطرف عينيه الوقح لازال يظن أن له تأثيرا عليها !!! .... حاولت أن تبدو طبيعة فرفعت الفنجام لفمها ترتشف منه عدة رشفات سريعة ... تري طيفه يقترب منها من بعيد ... تسارعت دقات قلبها حين انحني بجزعه العلوي منها يحاول اخذ الفنجان من يدها يتمتم قلقا :
- هي مش القهوة غلط علي الحوامل ولا أنا بيتهيئلي

ابعدت الفنجان عنه تنظر له محتدة في غيظ ... تبحث بعينيها عن والدها لتراه يتحرك لداخل المنزل ... تنهدت حانقة ترفع الفنجان لفمها ترتشف ما بقي فيه دفعة واحدة وضعته علي الطاولة تغمغم حانقة :
- مش شغلك ... غلط صح ... مش شغلك

كادت شهقة متفاجاة تخرج من بين شفتيها حين مد يده يمسك بطرف ذقنها برفق ... يدير وجهها إليه يأسر مقلتيها داخل عينيه ... تغوص في عتمة ليله المضئ ... اختفت أنفاسها حين خرج صوته الهامس الشغوف :
- اومال شغل مين يا سهيلة ... مين اللي يخاف علي مراتي حبيبتي أم ابني او بنتي .... أنتي عارفة اللي حصل كان غصب عني ... وعارفة كمان اني بحبك أوي ....

حسنا توقف توقف قبل أن تنهار مقاومتها الواهية وترتمي بين ذراعيه تبكي تخبره بأنها حقا اشتاقت له ... لم تحب غيره ولكنها غاضبة تتألم مما فعل ... تبدلت مشاعر الاشتياق بشعور قاسي بالألم عصف بأمعائها فجاءة .. ورغبة بشعة في التقئ .... رغبة لم تقاومها بل دفعت جاسر بعيدا عنها تميل بجسدها ناحية العشب أرضا تخرج كل ما تحوي امعائها وخاصة القهوة ... اندفع جاسر إليها يلف ذراعه حول كتفيها يحكم سيطرته علي جسدها كي لا تسقط أرضا ... يمسح بيده علي شعرها وطهرها يحدثها قلقا :
- خدي نفسك ... براحة يا حبيبتي

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن