الثامن والأربعون الجزء الثاني

63.8K 3.5K 919
                                    

«للعشق قيوده الخاصة»
«الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الثامن والأربعون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
جلطة !!!!

ما إن خرجت تلك الكلمات من فم الطبيب تلاها لحظة صمت طويلة ... فزع سيطر علي الجميع ... الجم ألسنتهم جمد الدماء في عروقهم ... لم يكمل الطبيب جملته اوقفه صوت صرخة قوية صدرت من لينا باسم زوجها تبعها صوت ارتطام قوي ... نظر الجميع فزعا لما سقط ... ليصرخ زيدان باسم لينا هرع يحملها بين ذراعيه صاح حمزة في الطبيب .. هرولوا جميعا الي أحدي الغرف الفارغة زيدان يحمل لينا ومعه حمزة .... وبقيت هي .... قدميها لم تعد لها القدرة علي تحمل ما يحدث جسدها ينتفض وكأن كهربا ضربته ... والدها اولا والآن والدتها ...جسدها وكأنه التصق في المقعد تبكي فقط تبكي تتسابق دموعها في الانهمار ... تنظر لغرفة والدها ..... بجهد شاق رفعت جسدها من فوق المقعد تجر ساقيها إلي غرفته ...وقفت جوار الباب الغرفة الشبة مغلق فقط شق صغير رأت من خلاله حسام أخيه يجلس ارضا علي ركبتيه جوار فراش والدها يبكي يمسك بيد والده يقبلها بين حين وآخر سمعت صوته الضعيف احست نبرته الخائفة المرتعشة :
- كدة يا حج ... كدة توقع قلبي عليك .... تتعب وتخوفني .... مين هيشتمني ويقولي يا حيوان ... وهما 200 جنية ما فيش غيرهم ... عارف لو تعبت تاني هتجوز البت سارة غصب عنها ... هخطفها واتجوزها

لحظات ورأت دموعه تتسابق ليميل براسه يضع رأسه علي الفراش يحتضن ذراع ابيه يبكي بعنف يجهش في البكاء :
- أنا آسف لو في يوم زعلتك ... قوم أنت بس بالسلامة وأنا مش هزعلك تاني ... أنا بحبك اوي يا بابا ... والله إنت اغلي حاجة عندي في الدنيا

وقفت تنظر لحالة أخيها تبكي علي حاله وحال والدها ... تحركت عينيها تتوجه الي جسد أبيها المسطح علي الفراش يتصل به كل الكثير من الأجهزة الطبية ... يغلق عينيه جسده ساكن يستسلم لحالة سكون مخيفة لم تعهدها منه قبلا .... حركت ساقيها تدخل إلي الغرفة ليرفع حسام وجهه ينظر لمن أتي لا يهمه أن رآها أحد هكذا لا يهم إن عرفوا من يكون كل ما يهمه الآن هو ذلك الساكن علي الفراش بلا حول ولا قوة ... كسي الحزن عينيه ينظر لشقيقته متألما
ينظر لخطواتها البطيئة تجر جسدها ناحية فراش والدهم اقتربت من الفراش لتميل بجسدها تسند رأسها الي كتفه اغمضت عينيها تهمس له بصوت خفيض مختنق خائف :
- بابا ... أنا عارفة انك سامعني ... أنا آسفة .. آسفة لو في يوم زعلتك ... والله ما كنش بيبقي قصدي أنا بس ... كنت مقهورة اوي لما عرفت أن اللي عملتوه كان لعبة ... قلبي اتوجع من اللي هو عمله ومن اللي عرفت انكوا عملتوه ... ما تزعلش مني ... وقوم عشان خاطري أنا عمري ما اتخيلت ابداا اني اشوفك كدا .....

في مكان آخر ... مكان استراح فيه جسده وتوقف عقله قليلا عن التفكير في كل مشاغل العائلة .... مشهد من عقله الباطن ربما .... يجلس هو علي أرض خضراء اعشابها كثيفة يستند بظهره الي جزع شجرة كبيرة يغمض عينيه يستريح ... يتنفس هواء بارد يغزو كيانه يربت علي روحه الملتاعة .... صوت بكاء صغير جعله يفتح عينيه ينظر حوله متعجبا ليجد طفل رضيع يبكي موضوع جواره أرضا علي العشب ... رفعه بين ذراعيه ينظر له مبتسما .. لينتفض علي يد وضعت علي كتفه نظر جواره سريعا ليجد زيدان صديقه يجلس جواره يحمل هو الآخر طفل صغير بين ذراعيه توسعت عينيه مدهوشا ينظر لصديقه الجالس جواره يبتسم في هدوء ... ليمد زيدان يده له بالطفل الآخر فحمل الطفلين كل منهما علي ذراع ابتسم له يقول بهدوء :
- ولاد خالد

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن