السادس والخمسون الجزء الثاني

61.5K 3.9K 1.3K
                                    

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل السادس والخمسون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
يبدو أن أحدهم تأخر كثيرا أو ربما ضل الطريق وربما لم يفعل وهو فقط ينتظر اللحظة المناسبة كالليث يتربص بفريسته الحمقاء فريسة ظنت نفسها ذكية لتلاعب أسدي عائلة الشريف ...
عصف دوار حاد برأس الصغيرة صبا ... تشعر بجسدها يرتخي وكأن جسدها نائم تماما يغرق في ثبات عميق وعقلها فقط هو المستيقظ حتي صحتوه مشوشة ثقيلة عينيها زائعة لسانها ثقيل كأنه جبل من حجارة ... سقط الكوب من يدها أرضا ليتهشم الي بقايا وينكسب منه ما بقي من العصير ... لتسمع في تلك اللحظة صوت ضحكات مراد العالية ... ضحكات مخيفة شرسة وكأنها قادمة من جوف الجحيم الأسود ...وجهت مقلتيها إليه بصعوبة بالغة لتراه يقف هناك علي الناحية الاخري من الطاولة ينظر لها يعقد ذراعيه امام صدره يتأملها ... يميل برأسه قليلا لليمين يخترزها بعينيه ... ابتسامة سوداء قاتمة تعلو جانب ثغره ... سمعته يتأتأ ليردف بعدها بنبرة سوداء ساخرة :
- تؤتؤتؤ ... هي ماما ما قالتكيش ما تشربيش حاجة من ايد حد غريب ... طب ماما ما قالتلكيش اوعي يا صبا حد يضحك عليكي ويقولك تعالي اوديكي لماما وتروحي معاه

ختم كلامه بضحكة عالية مجلجلة ... بعثت فيها رجفة سقيع خائفة كعصفور ينظر لقط شرس ذو أنياب يتلاعب بها يمينا ويسارا .... بالكاد خرج صوتها الضعيف من بين شفتيها :
- اااا ... ااانت .... بتعمل كدة ليه ... أنت ... بتحبني ...

لم تزده كلماتها إلا ضحكا وكأنها تخبره بطرفة ظريفة قديمة مضحكة للغاية ... هدأت ضحكاته لتبقي ابتسامة واسعة تسحق شفتيه تظهر أنيابه الغاصبة ... مال بجزعه العلوي ناحيتها يستند بكفيه علي سطح الطاولة قتمت عينيه يتمتم ساخرا :
- أنا بحبك ... يا حرام ... انتي عارفة ايه مشكلتك يا صبا أنك طيبة اوي وبريئة اوي وساذجة أوي اوي ... انتي عيلة في أولي ثانوي يا صبا ... ايه اللي ممكن يكون يشد أي حد ليكي ...غير عبطك يا صبا

ازدادت قطرات دموعها شيئا فشئ مع كلمة سامة تخرج من بين شفتيه إلي أن كسح طوفان دموعها وجهها ... تبكي دون تنظر له فزعة مذعورة كارهة ليس هذا هو مراد الذي عرفته واحبته بقلبها الساذج البرئ كما قال ... بل شيطان تلبسه .... ارتجف قلبها فزعا ... خاصة حين لمعت عينيها يكمل بنبرة سوداء قاسية :
- أما بقي أنا عايز منك إيه ... عايزك تبقي الشوكة اللي هغرزها في ضهر جاسر ... عشان يفضل صباعه تحت ضرسي ... يمشي مكسور مذلول ما يقدرش يرفع وشه فيا ... والا هفضحه ...

تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة مذعورة ارتجف جسدها يرتعش بلا توقف ارتجفت شفتيها اضطربت عينيها ... هي فقط جملة صغيرة التي خرجت من بين شفتيها المرتجفة :
- دا صاحبك !!!

جملة صغيرة كانت كفتيل نار أشعل غضبه قتمت عينيه زيادة ... حتي باتت سوداء كاليل مخيفة اعتدل واقفا ينظر لها بشراسة عروقه تنفر بعنف ... يصرخ بغضب أعمي يخرج كل ما في قلبه الأسود من كره وحقد :
- صاحبي ... هو احسن طول عمره أحسن في الدراسة في حياته في كل حاااااجة ... هو عند أهل يحبوه ويخافوا عليه وأنا لاء ... آخر مرة شوفت فيها أبويا وامي كنت عيل صغير عندي اربع سنين وبعدها رموني كأني كيس زبالة مش عيزينه في حياتهم ... هو معاه فلوس فلوس كتير ... وأنا شحات فقير ... زيه زي كلب السكك بيلقط فلوس من هنا وهنا ... هو خد كل حاجة حلوة في الدنيا ... وأنا ادتني الدنيا علي وشي من وأنا عيل صغير ... عيل مالوش ذنب في اي حاجة ... هو مش احسن مني أنا أحسن منه ... جه الوقت اللي اعيش مذلول مكسور وانتي يا صبا ... سهلتي دا سهيلته اوي

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن