السابع والخمسون

65K 3.9K 1.3K
                                    

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل السابع والخمسون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في مدينة أسيوط ... في حديقة منزل رشيد الشريف .... وقفت سيارة جاسر في الحديقة ... أطفأ المحرك يقبض بيده علي المقبض للحظات طويلة قبل أن يلتفت برأسه لتلك الجالسة علي الأريكة الخلفية تبكي في صمت ... دموع شقيقته الغالية تحرق قلبه تفتته تسلخ روحه .. ولكن خطأها الفادح سيظل شوكة عالقة في قلبه لن يتخلص من ألمها قريبا ... تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة ... قبل أن يلتفت برأسه لشقيقته ينظر لوجهها الاحمر عينيها القاتمة الباكية الحزينة شفتيها المرتجفة ...صبا ليست سوي طفلة ساذجة سقطت في شباك صياد ماهر ... كم أراد أن يطوقها بذراعيه يخبئها في صدره يخبرها إلا تخف ولا تحزن هو جوارها ولن يتركها ابدا .. تنهد يمسك زمام أعصابه يشد علي أسنانه بعنف حين تمتم بجفاء :
- امسحي دموعك واياكي تعيطي جوا ... أنا قولتلهم إني كنت عايز اغير جو فخدتك انتي وغيث وكنا بنتفسح ... مفهوم

ارتعش جسدها بعنف أثر نبرة أخيها الغاضبة الجافة لتحرك رأسها إيجابا سريعا ...تمسح وجهها بكفي يدها بدت كطفلة صغيرة حزينة تحاول إخفاء دموعها ...مسح جاسر وجهه بكف يده بعنف ليلتف ناحية غيث الجالس جواره ملامح وجه الأخير غامضة خاوية من اي مشاعر ... وربما كثرة ما بها من مشاعر جعلها صعبة القراءة .... حمحم يهمس له بخفوت :
- هات الحاجة من شنطة العربية

حرك غيث رأسه إيجابا في آلية تامة ... نزل غيث من السيارة تحرك يفتح صندوقها ليخرج منها عدة بالونات كبيرة الحجم ومعها دمية علي شكل ارنب كبير وعدة حقائب بها قطع حلوي كثيرة اخرجهم من الصندوق يتحرك بهم ناحية جاسر الذي نزل توا هو الآخر ... التقط منه تلك الأشياء ليفتح الباب المجاور لصبا مال بجسده يعطيه ما في يده دون حتي أن يبتسم يتمتم بقسوة :
- امسكي دول ... هدايا من اخوكي يا حبيبة اخوكي ... يلا انزلي ...وعلي الله يا صبا عينيك تنزل دمعة واحدة جوا فاهمة

ارتعش جسدها بعنف تحرك رأسها بالإيجاب بلا توقف ... مدت يدها المرتعشة تمسك بتلك الهدايا من يده ... نزلت تسير أمام الإثنين قدميها بالكاد تحملها ... تقدمت تدق الباب لحظات وفتحت لهم أحدي الخادمات ليخطو جميعا إلي الداخل ... ما إن دخلوا بدأت ضحكات جاسر وغيث تعلو بشكل مرح للغاية يتحادثان بطلاقة وكأنهم كانوا حقا في نزهة :
- بس كان يوم عظمة
- جامد جداا ... أنا اول مرة اعرف أن بلدكوا حلوة كدة
- اومال ايه يا عم ... أم الدنيا
ومن ثم بدآ يضحكان من جديد في لحظة قدوم شروق ناحيتهم اجبرت صبا شفتيها علي الابتسام ... ابتسامة صغيرة اخذت جهد شاق لتخرج للنور ... توسعت ابتسامة شروق تتقدم ناحيتهم وقفت جوار صبا تحادثهم ببهجة :
- دا لو الفسحة هترجعكوا مبسوطين كدة ... دا انتوا تخرجوا تتفسحوا كل يوم

تعالت ضحكات الشباب من جديد ... نظرت شروق لولدها للحظات تقطب جبينها في حيرة تسأله :
- جاسر مش دا القميص اللي إنت كنت لابسه الصبح وأنت خارج

الجزء الثالث + الرابع من رواية أسير عينيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن