الشطرُ السادِس : رؤيَة

2.1K 195 40
                                    

[ حينما أراك أشعُر بالإنتصَار ، ليسَ ذنبِي أنني مهزومٌ و أنت كل إنتصاراتِي ]

كنتَ في ذلكَ المكَان بشعركَ الحالِك الطويِل
و بيدكَ ذاتَ الغيتارَ الذي رأيتهُ أمسًا .

كنتَ مُنغمسًا في العزفِ لدرجةَ أنكَ لم تُلاحِظ
أننِي دخلتُ عليكَ ملوثًا صفاءَ خلوتكْ .

و لَم أتجَرأ أن أوقفكَ عن العزف ، فبقيتُ في مكانِي مُتسمرًا ، أرقبُكَ بعيناي ، و أسمعكَ بقلبِي .

كنتُ أفكِر ..
أنَى لغيتارةٍ أن تُخرِجَ ذاكَ اللحنُ الصاخِب الهادِئ .

أنهيتَ العزَف ، فمددتَ يدكَ إلى أمامِكَ تُمدِدُ جسدكَ الذي أصابَ بِالكَلل .

كنتَ منغمسٌ في ذاتِكَ و في ذاكَ الغيتَار لدرجَةِ أنكَ لم تلقِي بالاً لما يحُيطك ، و لم تُلقِي بالاً لِي أيضًا .

إلى أن حدَثت مُعجِزَة ، و تلاقَت بعينَاي بعينَاك
فرجُوت مِن الرِب و إن كان لي ربٌ أن يُثبتنِي .

كيفَ أصفُ رجفتِي و خوفِي حينمَا تصادَمت غيناك السوداء بعينَاي ؟ .

بقيتُ أنظُر إليكَ و أنا أكصُ الكَلِم
تهربُ منِي الكلماتُ كلهَا ، و أنَا أحاوِلُ عبثًا جمعُهَا .

و لعلّكَ حينهَا رأيتَ بِي سوء الحَالِ فإبتسَمت
و بذلِك صُب عليّ سكينةٌ مِن السماء فلَم أعُد ضائعًا .

وددتُ لو أننِي أبدَأ بالحديِث حينهَا ، لكنكَ فتحتَ فاهِك بسؤالٍ أخرسنِي رُغمَ أنَ الإجابَة كانت في قمةِ البساطَة

" أترانِي ؟ "

....

لديكُم توقعَات للمُستقبَل ؟

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن