الشطرُ الثانِي عشَر : مَاضِي .

1.7K 174 57
                                    

[ ماذَا لو لم نكُن نملكُ ماضيًا ، لكان الأمرُ أكثر تعاسة ]

أمامَ الجهازُ الكبير الذي يحوِي الكثير من المشروبات
وقفَ ذلكَ الفتى الحسَن و إشترى عبوتان .

مشَى نحوِي حتى وقفَ حيثُ وقفتُ و مدَ بأحدِ العبوتانِ إليّ ، فأخذتهَا منهُ برحابةِ صدر .

كنتُ أحدقُ بعبوتِي إلى أن قطعَ صوتهُ حدقانِي بالعبوة ، و سرقَ نظريِ إليه .
" لما تبحثُ عن جيون جونغكوك ؟ "

" معذرَة ؟ "

" أليسَ سؤالي واضحًا ؟ ، لما تبحثُ عنه ؟ "
قالهَا الفتَى ، و فقهتُ من محيَاه الغضب .

" قد أسأتَ فهمِي ، إننِي لم اعُد أبحثُ عنه الآن ، كنت أبحثُ عنه امسًا و لسببٍ ما ، إطمئِن إننِي لا أريدُ المعرفة عنه الآن "
قلتهَا و حدقتُ في وجهِه الذي كساهُ ثوب الغَّم .

" يبدو أنكَ إستسلمت ، مثل غيرُك "
قالها و الحزنُ يفتكُ بمحياهُ الحسنَة ، و بقيتُ أفكر فيما قالهُ لأنني لم أفهمُ حديثهُ منذ ان بدأ بالحديث .

" أنت تتكلمُ بالألغاز أتُدرِك ذلك ؟
هلاَ أخبرتني عن إسمك ؟ ، ثم شرحت لي كل ما يحصل بالتفصيل؟ ، لكي أفهم مقصدك جيدًا "

أشارَ نحوَ الكرسي العام الذي كان بالقربِ مِنَا
" لنتخذَ مجلسًا "

أرحتُ جسدِي على الكرسي ، و اتبعني الفتى بالجلوس
فتحَ ما بيدِه من مشروب ، ثمَ إرتشفَ قدرًا كبيرًا منه .

" إسمِي سونغ كانغ ، أنا مُتخصصٌ في الآلات الحديثة مثل جونغكوك "

توقفَ بعدما عرّف عن نفسهِ ، فحثتهُ على الإستمرار ، لكنهُ فتح فاههُ بحديثٍ أخرسنِي .

" ألا بأس أن أبكِي حينما أتحدَث ؟ ، إن البُكاء يغلبني كلما أردتُ الحديث فأعذرنِي "

إبتسمتُ له مهدئًا ، و أومئتُ برأسي لهُ لكِي يستمر .

" أنا كوريّ الجنسية ، أظن أنك فقهتَ ذلِكَ من إسمِي ألست؟ " نبسَ هُو و رأسهُ مُطأطأٌ للأسفل .

" لستُ شخصًا يلاحظُ هذهِ الأمورَ فعلاً ، لكننِي علمتُ ذلكَ الآن ، أكمِل حديثك "

" حدثَ ذلِك في الصيفِ الماضِي ، حيثُ أقيمَت أول حفلةٍ موسيقيّة جامعيِة "

    

العَام الخامِس عشَر بعد الألفيِن
طوكيُو _ جامعةُ طوكيو للفنون .

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن