الشطرُ السابِع : حدِيث

2.1K 206 39
                                    



هربَت الكلماتُ منِي مرةً أخرى و أنا أحاوِل إستوعَاب سؤالِك الذِي كان عليّ إجابتهُ بنَعم .

سؤالُكَ كان غريبًا جدًا ، فمَن ذا الذِي يسألُ غيرهُ إن كان يرَاهُ أم لاَ .

هرشَت شعركَ بإحرَاج ، ثمَ إبتسمتَ مرةً أخرَى
مُردِفًا في وجهِي .
" أتيتَ لتناوُل الغدَاء هنَا ؟ "

كانَ كيسُ الطعامِ بيدِي ، و ذلك ما أوحَى إليكَ بأننِي قدمتُ إلى سطحِ الجامعةِ لكي أتناوَل الطعام
هززتُ رأسِي مُؤيدًا ، فأفسحتَ و وضعت لِي بجانبك
مكانًا أجلِسُ بهِ .

" إذًا شاركنِي "

لَم أكُن أملكُ خيارًا غير أن أنصاعَ لكَ ، فمشيتُ تجاهكَ و جلست بجانبُكَ .

أخرجتَ علبةَ مشروبٍ من الحقيبة التِي كانت بجانبِك
و قدمتهَا لِي ، شعرت بالإحراجِ من فعلتُك ، لكننِي أخذتُ ذلكَ مِنك .

" جيون جُونغ كوك ، و أنت ؟ "

" كيِم تَاي هيُونغ "

غلفَ الصمتُ الجوَ بعد نُطقِي بِإسمِي ، و على الرُغم
من أنَ رأسي كان مَلِئٌ بأسئلةٍ فضوليةٌ عَنك إلا أننِي صمتتُ و بدونِ سبَب .

" إشرَبه ، و إلا سيفقُد برودتِه "
نبستَ بهَا بعد صمتٍ طويِل مُشيرًا إلى المشروب
الذي ناولتنِي إيَاه .

" و ماذَا عنك ، ألن تشربَ شيئًا ؟ "
قُلتهَا ، عليّ بذلكَ أكسرُ الجوَ الدَاج الذب كان يُحِيط بِنا

حينهًا سحبتَ حقيبتُك ، فتحتَها
و وجهتهَا إليّ لأرَى ما بِهَا ، فرأيتُ بداخلهَا عشراتُ العلَب التِي تحتوِي مشروباتٌ أخرَى مُشابهه للذِي أعطيتنِي إيَاه .

" أنَا مهووسٌ بالمُرطبَات ، و شربتُ واحدةً
قبلَ أن تأتِي "

إبتسمتُ بوجهِك ، لأننِي لم أكُن أعلمُ ما الذِي عليّ فعلهُ ثم فتحتُ العلبةَ و إرتشفتُ ما بهَا .

فضولِي كان يزيدُ ثانيةً بعد الأخرَى ، لذا لم أستطِع كَف نفسِي عن ملئ فضولي بسؤالِك .

" ذاكَ الغيتَار .. "

" نَعم ، ما بِه ؟ "

" كيفَ تعزِفُ بهِ ذاكَ اللحن ؟ "

سؤالِي أنبتَ في فيّكَ بسمَة ، لعلَ السؤالَ كان تافهًا فأضحَكك .

" الكُل ينتقدُ عزفِي ، لربمَا أنت مِنهُم أيضًا "

رفعتُ يداي في وجهِكَ أنفِي مَا ظننتهُ بِي
" لا ، و ألفُ لاَ ! ، إن عزفكَ أسرنِي منذُ الوهلة الأولىَ التِي سمعتهُ بهَا ، إنهُ مُختلفٌ جدًا ، و جَمِيل "

" أحقًا ما تقوُل ؟ ، أخبرنِي أستاذِي أننِي أدنِسُ المُوسيقَى ! "

" ظلمَك بقولهِ ذلِك ، بل إن الموسيقى لا تحلُو إلا بعزفك"
مسكتُ لسانِي و صمتتُ بعدهَا لعلِي تماديتُ بوصفِ شعورِي حتى بِتَ ترانِي عابثًا .

لكِنكَ إنفجرتَ بضحكةٍ صاخبَه
" كان ذلِك لطيفًا ، تَاي هِيونغ "

صمتتَ لبُرهةٍ من الزمنِ و مسحتَ دموعكَ التي
إنسابَت إثرَ ضحكِكَ
" و ما الآلة التِي تعزفهَا أنتَ تاي هِيُونغ ؟ "

" آلَة؟ ، لستُ مُتخصصًا في الموسيقَى "

" و ما تخصصُك ؟ "

" الرَسم "

" إذًا ما الذِي تفعلهُ في قسمِ المُوسيقَى ؟ "
كان سؤالك بمحلهِ ، و طرحتُ على ذاتِي نفس السؤال
لكِن الإجابةَ كانت مجهُولَة .
" كُنتَ أبحثُ عن أحدهِم "

كنتَ على وشكِ قولِ شئٍ مَا ، لكن هاتفِي رنَ عاليًا

و ركضتُ أنا مودعًا إياكَ بعجلَة .

" أراكَ غدًا جونغ كوك ! "
 

....


[ مساحةٌ لكُم ]

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن