الشَطر الخامِس عشَر : تصدِيق .

1.6K 160 59
                                    

كنتُ سعيدًا ، و لربمَا حائرًا .

كونكَ تجلسُ على كرسي بيتِي تحدِقُ باللوحاتِ التي رسمتهَا هناك ، جعلنِي سعيدًا و حائرًا أيضًا .

على حسب ما قلتهُ لِي فإنكَ وعيُّ جيون جونغ كوك الذي سيختفِي ما إن يستيقِظ ، و لكن كشخصٍ لا يؤمنُ إلا بالحقائق كنت في مرحلةٍ غريبة تجعلنِي لا أصدِقُ ما أراه .

كنت أقفُ على مبعدةٍ مِنك ، خارج غرفتي التي تقبعُ فيها ، كنت أسخِنُ المَاء بعدما مررتُ ببقالةِ الحَيّ و إشتريتُ منها القهوة ، لكننِي كنتُ أحدِقُ بك خلسة .

مددتَ يدك بفضولٍ نحو كراسةٍ كانت بجانِبك و حالمَا فتحتها إفحجَت عيناك ، كنتُ سعيدًا بقرآءةِ ملامحك التي كانت تعتليهَا الصدمة .

رفعتَ ببصركَ نحوِي فأبعدتُ ناظِريّ عنك و شرعتُ بخلطِ القهوة بالماء ، لكنك كنتَ تحدِقُ بي بملامحٍ متأثِرَة ، ضحكتُ بداخلي ألف مرة سائلاً نفسي منذُ متى وَ الوعيُّ له مشاعر؟

" هل أنتَ من رسمتَ هذا ؟ "
سألتَ فإرتدَ جسدِي إلى الخلفِ و أوشكَت إبريقُ القهوة على الوقوع ، كنتَ تقفُ خلفِي تمامًا ، لم أسمع صوتًا أثناء مجيئك لذا خفتُ وقتها .

إبتعدتُ بجسدِي ، و إستمريتُ بالإبتعَاد
كنتُ خائفٌ مِنك ، فكرة أنكَ وعِي و التراهَات التي حكيتها لِي لم أصدقها أبدًا ، كان منافيًا لعقلِي تمامًا .

إبتعدتَ أنت بدوركَ مبتسمًا ، كنت قد فقهتَ أننِي
 خائفٌ مِنك .

رجعتُ بذاكرتِي إلى الماضِي حيثُ كنتُ مُدللٌ بين عائلتِي و تذكرتُ أمِي و هي تتلُو الصلوات .

مددتُ يدِي إلى عنقِي الذي كان يحوِي سلسالاً فضيًا معلقٌ بهِ صليبٌ صغيِر ، و وجهتها نحوك و بدأتُ بالإقترابِ منك و لسانِي يرددُ ما قد حفظتُ من
الإنجيِل ، صوتِي كان يهتزُ فأغمضتُ عينَيّ .

" بإسمِ الإلهِ و الإبنِ و الروحِ المقدسَة
أعتزمُ النيةِ و أنا مترسخُ الإيمانِ بالإله أنهُ منجدنَا مما نحنُ فيِه ، أيها الإلهُ أمدنِي بالقوة الكافية ... "
وقفتُ عن تريد الكلمات و المشِي حينما تخبطتْ قدمِي بِباب غرفتِي ففتحتُ عينَاي و إلتفتُ إلى الخلفِ لأراكَ واقفٌ حيثمَا كنت تحدِقُ بي بغرابة .

" ما الذي كنتَ تفعلهُ منذ قليل "
سألتَ فإعتدلتُ بجسدِي مُحرجًا ، ثم مشيتُ نحو القهوة التي تركتهَا تغلِي .

" هل أنتَ مسيحِي ؟ "
سألتَ مجددًا ، فتنهدتُ و أنا أصبّ القهوة في أكوابها .

" كلاً ، بل عائلتِي كانت مسيحية "
حركتَ رأسك بتفهُم ، ثمّ نظرتَ إليّ سائلاً مرةً أخرى

" و ما ديانتُك "

تنهدتُ و انا أضعُ أكواب القهوة على الصينيِة ، ثم فتحتُ الكيسَ الذي تركتها على طاولتِي لأخرِج منها بعضٌ من الوجبات الخفيفه .

" ليسَت لدَي "
شكلتَ ملامحًا متفهمَه لكنني لمحتُ فيها عدم رضائكَ بما أقولُ ، لكنني صمَتتُ رغم ذلِك .

" حينما كنتُ في كوريا كانت قريتِي كلها بوذيّة ، فكنتُ بوذيًا معهم ، و حينما كبرتُ إعتنقتُ البوذيةَ بكل رضَا ، شعرتُ بأنّ الإلهَ حقيقي "
أضحكنِي قولك ، فضحكتُ

" و لما شعَرت أنّ الإلهَ حقيقي ؟ "
سألتّ و حملتُ الصينية بيدِي و أغلقتُ مصباح المطبخِ لأتوجهَ إلى غرفتي الفوضويَة فتبعتنِي و أنت تتحدث .

" كنتُ فتًا قرويًا عاشقًا للموسيقَى ، فمَن الإلهُ عليّ و جعلنِي ألتحقُ بأكبر جامعةٍ موسيقية في آسيَا ، أليس ذلكَ يدعُو إلى الإيمانِ بالإله ؟ "
مددتُ قدحًا من القهوة إليك ، ثم رافقتهَا ببعض الوجبات الخفيفه .

" إذًا أنت تؤمن بالإلهِ لأنهُ وهبكَ ما لم تتوقعُه ، ماذا لو لم يهبَك الإلهُ ما تريد هل كنتَ ستؤمِنُ بهِ وقتها؟ "
أخرستُكَ بسؤالِي و قرأتُ الحيرة في وجهِك .

إرتشفتَ قدرًا كبيرًا من قدحِك ثم نظرت إليّ
" سأجيبُك يومًا ما "

إبتسمتُ مرتشفًا ما بكوبِي ثم نظرتُ إليك
" إذًا أخبرنِي عمّا حصلَ لك مسبقًا "



.....

الوعِي المستيقِظ حالةٌ تصيبُ الأشخاص النائمون في غيبوبةٍ طويلة ، حيثُ أن الوعِي يتجولُ في أماكِن إعتاد النائمُ أن يزورهَا ، أو أنهُ يلتقِي بالأشخاص المهمة
و تمرُ كل ما يراهُ الوعِي على النائم كَحُلم ، فتجِدُ أن بعض الناس حينما يستيقظُ من غيبوبتهِ يعرفُ الكثير من الأشياء التي حصلت أثناء نومهِ و ذلك لأن وعيهُ يعرف تلك الأشياء .

الروايةُ بهَا تشويهٌ للحقيقة العلمية ، فالوعِي المستيقظ لا يُرَى أبدًا ، و لا يأكل و لا يشرب عكس ما كُتِبَ بالرواية ، و لا يكون له المقدرةُ بحمل الأشياءِ و تحريكهَا ، الروايةُ خيَالٌ علمِي .

الرواية و بشكلٍ عام لا تناقش فكرة الوعي المستيقظ لكن جونغكوك أخبر تايهيونغ هنا انه وعي !
إذًا بظنكُم ما هو جونغكوك ؟

سؤال ؛ فلسفةُ الديانات التي ذُكرت في الجزء أدلِي بموقفكَ إن سُئلتَ نفس الأسئلة .

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن