الشطر الحادِي و العشرون : أغنيَة .

1.2K 137 34
                                    

[ هنالِكَ أغنيةٌ مجهولةٌ في رأسي ، ليسَ لها كلمَات ]

عقلِي كان على وشكِ الإنفجَار و أنا أفكرُ بمَن قد يكونُ خلفَ سقوطِك من أعلى السطح .

على الرغمِ من أن الأمور كانت واضحةٌ امامَ عينِي فلاَ تفسير إلا أن ناتسويَا أمرَ المديرَ بأن يتخلصَ منك فأمر المديرَ والدُ هاتشِي بدفعِك من أعلى السطح .

لكِنَ الحدَس أمرٌ مُضحِك حينما يجعلُ الأشياء في مسارهَا الصحيح .

لا يمكِنُ أن يكون الأمر بهذهِ السهولة بعدَ إنكَار ناتسويَا للأمور ، ثمةُ شئٍ يختبئُ و لستُ قادرٌ على إكتشافهُ .

أصابنِي الكللُ و أنا قاعدٌ في مكانِي فترجلتُ من على سريرِي للترفيهِ عن نفسي .

الرسمُ كان ملاذًا لكِن المرءَ لا يشتهِي أن يكون في ملاذهِ دومًا ، ثمةُ شئٍ في المرءِ يٍحُب أن يعيشَ الشقاء

لم اكُن جائعًا ، و لم أكن اشتهِي فعل شئ
و كشخصٍ نمطِي لم أكن احِبُ إكتشافَ شئٍ جديد أبدًا

لذا إكتفيتُ بالمشِي داخل منزلِي أدندِنُ أغنيةَ في رأسِي
لطالما كانت هنالك أغنيةٌ في رأسي ، ليسَ لها كلمات و ليسَ لها لحن ، مُجردُ صوتٍ يذكرنِي بشئٍ لا أعرفُه .

ذكرياتٌ مضمحلةٌ داهمتنِي حينما بدأتُ أدندِنُ اللحن .

لمحتُكَ على كنبتِي الذي استقرت في ردهة منزلي ، تداعِبُ أوتار الغيتار بيديكَ و سماعةٌ على رأسك تمنعنِي من الإستماعِ إلَى ما تعزفُه .

جلستُ بجانبِك ، اثرتُ ملاحظتِكَ ففتحتَ السماعةَ ناظرًا إليّ بإبتسامةٍ إعتدتهَا ، يشبهُ ضوء تلكَ النجمة التي لم تعُد موجودة لكن ضوءهَا لازالَ موجودًا كالذي وصفها هاروكِي موراكِي .

" ما الذي تفعَله ؟ " سألتُك كسؤالٍ يكسرُ مللِي .

تنهدتَ واضعًا الغيتار جانبًا و ملامحكَ تحمِلُ عبوسًا
" أحاول تأليف أغنية ، لكن رأسي فارغٌ تمامًا "

هززتُ رأسي متفهمًا ، لكن ثمةُ شئٍ كانَ يغزوني فإستسلمتُ و تحدثتْ 
" لدَيّ أغنيةٌ مَا هل تحِبُ سماعهَا ؟ "

إبتسمتَ موافقًا و عدلتَ جلستكَ لتكونَ مقابلاً لي تمامًا
و فتحتُ أنا فمِي مُرتلاً لحن تلكَ الأغنية .

أنهيتُ ما كنت أفعلهُ فإعتلَى لمعانٌ في عينيك ، و إنشلتَ آلتُك من مكانها واضعًا اياها في حُضنِك .

" شكرًا لكَ تاي هيونغ ، بفضلك إستلهمتُ أغنية "
لم تترِك مجالاً للحدِيث و داعبتَ الأوتار بيديكَ صانعًا لحنًا مختلفًا عما دندنتهُ لكن دافئًا .

لحنٌ يشعرنِي أننِي بالمنزِل ، و تحفنِي أربعةُ جدران .

أغمضتُ عينيّ لكِي يتنسَى لي سماع صوت الغيتار بشكلٍ أفضل ، لكن سرعَان ما أخذت الذكرياتُ تتوضَح
تلكَ الأشياء المغبشةُ صارت تصفُو .

و أظنُ أننِي عرفتُ شيئًا وقتها ، شيئًا مُهمًا .

' أنا سعيدٌ الآن ، حتى لو كنتُ متعبًا
أنت بقربِي و ذلك يكفِيني
على الرغمِ من أن النهاية قريبة ،
و الأبديةُ أوهنُ وعد 
أرجوك إبقى لفترةٍ أطول ' 
-

الغيتَار أم البيانُو ؟

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن