الشطرِ الثامِن عشَر : مُضِيّ .

1.3K 139 16
                                    

كنتُ أنظر بدهشةٍ إلى المنزِل الكبير الذي يقبعُ
أمامِي ، على الرغم من أنني كنتُ من العوائل الثرية
التي كانت تملك الكثير ، إلا أن ذلك المنزلَ كان كبيرًا جدًا .

إقتربتُ من المنزِل و إنحنيتُ للرجل الذي كان جالسًا في الغرفة الصغيرة جانب المنزِل ، فسألنِي عن هويتِي

" أنا كيم تاي هيونغ ، طالبٌ في جامعة الفنون ، أريد أن ألتقِي بآنسة هاتشِي لكتابةِ مقالة "
كذبتُ لأنه كان لابُد لي من مقابلتهَا ، فأمرنِي الحارسُ بالإنتظارِ ريثمَا يتصلُ بها لكِي يتأكد .

" الآنسةُ تسألُ عمن أرسلك "
كان سؤال الحارس قد أربكنِي و كاد أن ينفضحَ أمري لولا تذكرِي لمَا حكَى عنهُ سونغ كانغ الفتى ذو الوجهِ الحسن ، حينئذٍ نبستُ بإسمِ الفتى الذي إعتادَ أن يحسدك " ناتسويَا "  .

لم يأخذ الأمر وقتًا طويلاً ، و إستقبلنِي أحد الخدمِ ليقودنِي إلى ذلك المنزل الضخم و الذي يشبهُ القصور .

ظللتُ جالسًا لفترةٍ أرتشفُ الشَاي إلى أن تحضر
لكن حضورهَا جعلنِي أترك الشاي مكانهُ و أقفُ من هولِ الصدمَه .

حالما دخلت الغرفة طردَت الخدَم و أغلقت الباب
و صرخت بوجهِي " أخبر جُو ناتسويَا أنني لن أفعل ما يطلبَ مني ، لقد إكتفيتُ منه و لن أرضخ لهُ ثانيةً "
همَت بالرحيِل بعدمَا صرخت عليّ ، فإستوقفتهَا بحديثِي " أعتذرُ عن إختلاقِي لحجةٍ كاذبَة ، لكننِي لستُ من قِبَل ناتسويَا ، بل من قِبَل جونغ كوك "

حالمَا نطقتُ إسمك وقفت عن المشي و إسترخَى
كتفهَا الصلب ، و لانَت ملامحهَا ، فمشَت إليّ و
جلست على الكنبة التي كانت تقابلنِي .

أشارت لي بالجلوسِ فجلست ثم تنهدتْ و صبتْ لنفسهَا كوبًا من الشاي و إرتشفَت منها ما يكفيها قبل أن تقول
" كيف حالهُ إذًا ؟ "

" حسَن ، كما تعلميِن هو في غيبوبةٍ طويلة و لكنهُ
بخير ، أظن ذلك "

" و ما الذي جاءَ بكَ إلى هنا ؟ " سألتْ

تنفستُ عميقًا قبل أن اردِف " انتِ تعلميِنَ أن ما حصل مع جونغكوك كان خاطئًا ، أريدُ أن أمنحهُ حقهُ و إن كان في غيبوبة أو ميتٌ دماغيًا كما يقولون ، لذا أريدكِ أن تحكي لي كل ما تعرفين "

وضعت كوب الشاي على الطاولة و شبكَت يديهَا
" يا فتى إن الحياة ليست كما تظُن ، و إن علمتَ كل تفاصيل ما حدثَ لصديقكَ أراهنُ أنكَ ستستطِيعُ مساعدتهُ ، فكما ترى أن الأغنياء متورطيِنَ بهذا الأمر "

" أنا لا أهتم ، أشعر فقط لمعرفة الحقيقة لكي لا أندم "
نبستُ واثقًا ، فَقصَت عليّ ما تعرفهُ .

" لربمَا لم يعرف أحدًا في الجامعة أنَنِي إبنة الطبيب ساياتُو فوجيوكا الذي كان يعمل في الجامعَة كطبيبٍ في مشفاهَا أردتُ دائمًا إخفاء الأمر عن الناس كِيلاَ يظنوا أننِي أدرس في تلك الجامعة بفضل أبِي ، لكِن لم يدم الامرُ سرًا لفترة طويلة ، فقد عرفَ المدير و بعضٌ من أقربائهُ بالأمر " أنهَت حديثهَا ثم إرتشفت القليل من الماء الذي كان على الطاولة .

" ناتسويَا هو إبن عضو البرلمَان ، و جامعةُ طوكيو للفنون تدينُ لعضو البرلمانِ كثيرًا ، لذا حينما إلتحقَ ناتسويا للجامعة عاشَ كالأمير هنالك ، كان يحظي بالمعاملة الجيدة و الإحترام من الجميع ، لا أنكر أنهُ كان يسئُ إستخدام سلطتهِ فكان يتنمر ، و يسئّ التصرف كثيرًا " إلتقطت أنفاسها و أكملت .

" لأكن صادِقة أبي يدينُ كثيرًا لوالد ناتسويَا ! ، فقد ماتَ احدُهم بسببٍ ابي و ذلك لخطأٍ طُبي ، لكن عضو البرلمان وصل إلى تسوية مع أهل الميت و وظفَ أبي في الجامعة لذا كان على أبي طاعة أيٌّ ما يقول له عضو البرلمان ، و يومًا ما أُمِر أبي بأن يمنع جونغ كوك من الوصول للحفلة الجامعية و ذلك بأي وسيلة لكي يُضمَن فوز ناتسويَا ، فأخبرني أبي أن أتقربَ من جونغ كوك و أتظاهرُ بالمرض في يوم الحفلة لكي يردعهُ من المشاركة لكن الميازيِن إنقلبَت فجأةً قبل أيامٍ من الحفلة ، حيثُ أن أحدهم إتصلَ بي و هددَنِي بقتل أبي و أخبرني أن أنفصل عن جونغكوك ، و فعلت ذلك تحت التهديد ثمَ مرضتُ بشدة و عرفتُ فيمَا بعد أن جونغكوك إنتحرَ بعدما أصاب باليأسِ الشديد .. كان خبرًا غير قابل للتصديق فأنا أعرف جونغ كوك جيدًا و هو لن يقدِمَ بفعلٍ كذلك أبدًا ! "
أنهَت حديثهَا و أخذت كأس الماء من على الطاولة التي كانت أمامها و أفرغتها بداخل جوفها ثم تنفست الصعداء .

" هل هناك شئٌ آخر تريد معرفتهُ " سألتنِي فهززتُ رأسي بنعَم .

" هل فاز ناتسويَا في المسابقة ؟ أعني هل كان رابحًا في الحفلة ؟ " سألت و رأيتُ ملامحها التي تغيرت و تحولت إلى ملامحٍ آسفه .

" لا أعلم ماذا أقول لكِن .. أعني إكتشفت فيما بعد أن ناتسويَا يكنِي لي مشاعرًا ، فلما مرضتُ عكفَ على خدمتي و لم يشارك في المسابقة الجامعية " .

إبتسمتُ لها ثم سألتها سؤالاً آخرًا
" هل أنتما تتواعدان الآن ؟ "

رفعت حاجبيهَا بغير فهم " سؤالك عن أمرٍ شخصي ليس محببٌ لي ، لكن لا بأس سأخبرك أننا لسنا سويًا "

" أعتذر إن تطفلتُ على أمورك الشخصية ، كنت فقط أريد سؤالكِ عن سبيلٍ للقائهِ ، فكما تعلمين هو إبن عضو البرلمان و أنا شخصٌ عادِي و لا يمكنني الإلتقاء بهِ بدون موعدٍ هام " بررتُ لها موقفي فإبتسمتْ ، حينها عرفتُ جيدًا لما كنتَ واقعًا لها .

" دون رقمكَ هنا ، سأحصل لكَ على موعدٍ معه "
قالتها و مدت ورقةً نحوي فدونتُ عليها رقمي ، و إنحنيتُ لها إحترامًا ، ثمَ هممتُ بالرحيل .

و قبيل أن أغادر سألتها سؤالاً أخيرًا
" هل كنتِ تملكينَ أيٌ من المشاعر تجاه جونغ كوك؟ "

.....

هل تظنون أن ناتسويَا هو ( راس البلا )؟


هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن