[ ما الذِي فعلتهُ بقلبِي حتى إستجَاب ؟ ] .
الليلُ كان باردًا ، و مشيتُ لوحدِي تحت الثلوج التي تساقطَت قاصدًا المنزِل ، عقلِي كان مُثقلٌ بأفكارِي التي لا تكادُ تنجَلِي لذَا عجلت .
دلفتُ إلى المنزِل متلمسًا الدِفئ الذي يحويِه على الرغم من برودتهِ الدائمة ، المنزلُ حتمًا دافئ و لو كان باردًا .
فتحتُ سترتِي و وضعتهَا على الشماعة التي تستقرُ بجانب الباب ثم مددتُ يدي الذي أعياهُ التعب و مشيتُ نحو الداخِل .
كان المنزِلُ مرتبًا جدًا ، يبدو أنك من فعلتَ ذلك و رائحةُ الطعامِ تملأُ المكان ، و يبدو لي أنكَ طبختَ أيضًا .
جلستُ على المائدةِ ألتهمُ الطعام بدون أن اغيرَ
ملابسي و بدون أن أغسلَ يداي ، كنتُ جائعًا جدًا ، و فَرحًا لأننِي شعرتُ بالجوعِ لفترةٍ طويلة ." مرحبًا بعودتِك "
قلتها ثم جلستَ أمامِي و وضعتَ الكتابَ الذي كان بيدكَ على الطاولة ، ثم أسندتَ وجهكَ على كفيكَ و تأملتنِي بإبتسامَة ." يبدُو أننِي أطبخُ جيدًا "
قلتهَا فأردفتٌ بنعَم بصوتٍ غير مفهوم إثر الطعام المحشورَ بفاهِي ثم اكملتُ طعامِي .بلعتُ ما بجوفِ فمِي ثم أشرتُ إلى الكتاب الذي
وضعتهُ مسبقًا على الطاولة سائلاً سؤالاً يبعِدُ الصمت الذي إكتسحَ الجو فأصبحَ لهُ لونًا .
" ما الذي يقولهُ الفلسفِي هنَا ؟ "لمعتْ عيناك بحماسةٍ ثم بدأت تقصُ عليّ
" كتابُ جنوب الحدود ، شرق الشمس كتابٌ رائعٌ جدًا رائعٌ للحد الذي يجعلنِي أقرأهُ مرارًا و تكرارًا بدونِ سأم
هناك جملةٌ أثرت بي كثيرًا ، و هو
' أحيانًا حينمَا أنظرُ إليك ، أشعر بأنني أنظُر إلى نجمةٍ ساطعةٍ بعيدَة ، الضوءُ المنبعثُ منه منذُ عشرة سنينٍ مضَت ، و ربمَا النجمةُ ليسَت موجودةٌ الآن ، و لكِن أحيانًا يبدو لي هذا الضوء حقيقيًا أكثر من أي شئ ' "نظرتُ إليكَ بصمتٍ مستمتعًا بالكلمات التي قلتها لي ، لا أنكر أنني كنت متأثرًا بالكلمات لكنني لم ارِد قولها وقتها
نظرتَ إليّ تلك النظرة التي تسألنِي عن رأيي فأجبتُك
" لا أحبُ الفلسفة "تعالت ملامحُ الخيبة على وجهك ثم تنهدت و رحلتَ عني مرمقًا إيايّ بنظراتٍ ساخرة ، لكنك سرعان ما عدتَ إليّ لتتحدَث .
" إذًا من هو كاتبُك المفضل؟ ما الذي تحبُ قرآته؟ "
صمتتُ فترة ثم نظرتُ إليك " إنسى الامر ، ستسخرُ مني إن أخبرتُك "
" لن أفعل لذا أرجوك أخبرني " توسلتَ إليّ بملامحٍ عابسة فلم يكُن مني إلا أن أخبرك .
" أحِبُ الكُتاب الغربيون ، كتبهُم تتصفُ بالمنطقية عكس الكتاب المحليين ، أحِبُ .. حسنًا أنا أحِبُ كتب أجاثَا كريستي وَ آرثَر كونان دويل "
نظرت إليّ نظرةً جامدَة و ثبتتَ أعينكَ بأعينِي بجدية مخيفة ، فجعدتُ حاجبايَ بغير فهم .
" جونغ كوك هل هنالكَ أمر ؟ " سألتُ متمنيًا توضيحُك إلا أنك صمتتَ وذلك اخافني أكثر ." تَاي هيونغ ، أتسمحُ لي بالضحك ؟ " قلت و تحولت ملامحك لملامحٍ شبه ضاحكَة فأدركتُ انك لستَ بقادر على حبسِ ضحككَ أكثر .
تنهدتُ ثم صفعتُ الهواء أمامي لافظًا " حسَن "
إعتلَت صوت ضحكاتك عاليًا و أخذت تقهقهُ كمَن يدغدغُ أحدهم بطنهِ ، أمَا أنا فأنهيتُ طعامِي آخذًا
آخر اللقماتَ إلى فمِي ." إذًا تُحِب التحقِيق ، و الجرائم؟ "
سألت بعدما شَبِعت من الضحك العالي ." أفعلُ و كثيرًا " نبستُ و وقفت بغية أخذ الأطباق إلى حوض الغسيل .
لحقتنِي ثم سألت " أتستطيعُ توصيتِي بكتابٍ تحبهُ ؟ "
غسلتُ الأطباق القليلة ثم وضعتها في مكانها المخصص و خرجتُ من المطبخِ متجهًا إلى غرفتي ، و لحقتنِي أنت .
" جيبٌ ملئٌ بالحُبوب ، الكتاب الذي جعلنِي ابدَأُ بالقرآءة عليك قرآئتها " قلتها و أنا منشغلٌ بترتيبِ سريري .
" سآخذُ من القهوة التي شريتها مسبقًا ، و سأنهِي الكتاب الليلة " قلتها و ركضت إلى خارج غرفتي بحماس شديد ، فإبتسَمت .
أغلقتُ البابَ ثم قللتُ من الإضاءة ، و جلستُ على سريري مُرخيًا ظهري عليه .
الحديثُ معَك بمثابةِ حمَّال ، يحملُ عن صدرِي الغمَ و يرسلهُ بعيدًا .
نظرت إلى المُذكرة الصغيرة التي دونتُ بها كل الأمور التي بحثتُ عنها اليوم ، كنتُ أنوي مراجعتها الا أن الكتاب الذي خبئتهُ داخِل ملابسي لم يدعنِي .
أخرجتُ الكتاب من داخل ردائي ثم وضعتهاَ أمامي تأملتها عدة مرَات قبلَ ان أفتح اول صفحةٍ فيها و الذي كُتِب بهِ [جنوبِ الحدود ، شرق الشمس للكاتِب هاروكِي موراكِي ] .
كانت ليلةٌ طويلة ، لكنني قضيتهَا مستمتعًا .
.....
نمطُ شخصيةُ جونغكوك : INFP
و شخصيةُ تايهيونغ : ISTPتحِبُون أجاثا كريستي؟
- كتابها جيبٌ ملئٌ بالحبوب كان أول كتابٍ دفعنِي
للقرآءة .
أنت تقرأ
هارُوكَا | تايكوك .
Ciencia Ficciónكُل ما تركتهُ خلفَك أصبحَ كُلِي و كُلَ ما أملُك . [ رسّامٌ بائِس ، و عازفُ غيتَار يلتقيانِ بصدفةٍ غير متوقعة ] - غلافُ ديكلان . all rights reserved. copyright © 2021 Haruka for venom .