الشطرِ العشرون : كِتَاب .

1.2K 142 37
                                    

[ ما الذِي فعلتهُ بقلبِي حتى إستجَاب ؟ ] .

الليلُ كان باردًا ، و مشيتُ لوحدِي تحت الثلوج التي تساقطَت قاصدًا المنزِل ، عقلِي كان مُثقلٌ بأفكارِي التي لا تكادُ تنجَلِي لذَا عجلت .

دلفتُ إلى المنزِل متلمسًا الدِفئ الذي يحويِه على الرغم من برودتهِ الدائمة ، المنزلُ حتمًا دافئ و لو كان باردًا .

فتحتُ سترتِي و وضعتهَا على الشماعة التي تستقرُ بجانب الباب ثم مددتُ يدي الذي أعياهُ التعب و مشيتُ نحو الداخِل .

كان المنزِلُ مرتبًا جدًا ، يبدو أنك من فعلتَ ذلك و رائحةُ الطعامِ تملأُ المكان ، و يبدو لي أنكَ طبختَ أيضًا .

جلستُ على المائدةِ ألتهمُ الطعام بدون أن اغيرَ
ملابسي و بدون أن أغسلَ يداي ، كنتُ جائعًا جدًا ، و فَرحًا لأننِي شعرتُ بالجوعِ لفترةٍ طويلة .

" مرحبًا بعودتِك "
قلتها ثم جلستَ أمامِي و وضعتَ الكتابَ الذي كان بيدكَ على الطاولة ، ثم أسندتَ وجهكَ على كفيكَ و تأملتنِي بإبتسامَة .

" يبدُو أننِي أطبخُ جيدًا "
قلتهَا فأردفتٌ بنعَم بصوتٍ غير مفهوم إثر الطعام المحشورَ بفاهِي ثم اكملتُ طعامِي .

بلعتُ ما بجوفِ فمِي ثم أشرتُ إلى الكتاب الذي
وضعتهُ مسبقًا على الطاولة سائلاً سؤالاً يبعِدُ الصمت الذي إكتسحَ الجو فأصبحَ لهُ لونًا .
" ما الذي يقولهُ الفلسفِي هنَا ؟ "

لمعتْ عيناك بحماسةٍ ثم بدأت تقصُ عليّ
" كتابُ جنوب الحدود ، شرق الشمس كتابٌ رائعٌ جدًا رائعٌ للحد الذي يجعلنِي أقرأهُ مرارًا و تكرارًا بدونِ سأم
هناك جملةٌ أثرت بي كثيرًا ، و هو
' أحيانًا حينمَا أنظرُ إليك ، أشعر بأنني أنظُر إلى نجمةٍ ساطعةٍ بعيدَة ، الضوءُ المنبعثُ منه منذُ عشرة سنينٍ مضَت ، و ربمَا النجمةُ ليسَت موجودةٌ الآن ، و لكِن أحيانًا يبدو لي هذا الضوء حقيقيًا أكثر من أي شئ ' "

نظرتُ إليكَ بصمتٍ مستمتعًا بالكلمات التي قلتها لي ، لا أنكر أنني كنت متأثرًا بالكلمات لكنني لم ارِد قولها وقتها

نظرتَ إليّ تلك النظرة التي تسألنِي عن رأيي فأجبتُك
" لا أحبُ الفلسفة "

تعالت ملامحُ الخيبة على وجهك ثم تنهدت و رحلتَ عني مرمقًا إيايّ بنظراتٍ ساخرة ، لكنك سرعان ما عدتَ إليّ لتتحدَث .

" إذًا من هو كاتبُك المفضل؟ ما الذي تحبُ قرآته؟ "

صمتتُ فترة ثم نظرتُ إليك " إنسى الامر ، ستسخرُ مني إن أخبرتُك "

" لن أفعل لذا أرجوك أخبرني " توسلتَ إليّ بملامحٍ عابسة فلم يكُن مني إلا أن أخبرك .

" أحِبُ الكُتاب الغربيون ، كتبهُم تتصفُ بالمنطقية عكس الكتاب المحليين ، أحِبُ .. حسنًا أنا أحِبُ كتب أجاثَا كريستي وَ آرثَر كونان دويل "

نظرت إليّ نظرةً جامدَة و ثبتتَ أعينكَ بأعينِي بجدية مخيفة ، فجعدتُ حاجبايَ بغير فهم .
" جونغ كوك هل هنالكَ أمر ؟ " سألتُ متمنيًا توضيحُك إلا أنك صمتتَ وذلك اخافني أكثر .

" تَاي هيونغ ، أتسمحُ لي بالضحك ؟ " قلت و تحولت ملامحك لملامحٍ شبه ضاحكَة فأدركتُ انك لستَ بقادر على حبسِ ضحككَ أكثر .

تنهدتُ ثم صفعتُ الهواء أمامي لافظًا " حسَن "

إعتلَت صوت ضحكاتك عاليًا و أخذت تقهقهُ كمَن يدغدغُ أحدهم بطنهِ ، أمَا أنا فأنهيتُ طعامِي آخذًا
آخر اللقماتَ إلى فمِي .

" إذًا تُحِب التحقِيق ، و الجرائم؟ "
سألت بعدما شَبِعت من الضحك العالي .

" أفعلُ و كثيرًا " نبستُ و وقفت بغية أخذ الأطباق إلى حوض الغسيل .

لحقتنِي ثم سألت " أتستطيعُ توصيتِي بكتابٍ تحبهُ ؟ "

غسلتُ الأطباق القليلة ثم وضعتها في مكانها المخصص و خرجتُ من المطبخِ متجهًا إلى غرفتي ، و لحقتنِي أنت .

" جيبٌ ملئٌ بالحُبوب ، الكتاب الذي جعلنِي ابدَأُ بالقرآءة عليك قرآئتها " قلتها و أنا منشغلٌ بترتيبِ سريري .

" سآخذُ من القهوة التي شريتها مسبقًا ، و سأنهِي الكتاب الليلة " قلتها و ركضت إلى خارج غرفتي بحماس شديد ، فإبتسَمت .

أغلقتُ البابَ ثم قللتُ من الإضاءة ، و جلستُ على سريري مُرخيًا ظهري عليه .

الحديثُ معَك بمثابةِ حمَّال ، يحملُ عن صدرِي الغمَ و يرسلهُ بعيدًا .

نظرت إلى المُذكرة الصغيرة التي دونتُ بها كل الأمور التي بحثتُ عنها اليوم ، كنتُ أنوي مراجعتها الا أن الكتاب الذي خبئتهُ داخِل ملابسي لم يدعنِي .

أخرجتُ الكتاب من داخل ردائي ثم وضعتهاَ أمامي تأملتها عدة مرَات قبلَ ان أفتح اول صفحةٍ فيها و الذي كُتِب بهِ [جنوبِ الحدود ، شرق الشمس للكاتِب هاروكِي موراكِي ] .

كانت ليلةٌ طويلة ، لكنني قضيتهَا مستمتعًا .     

.....

نمطُ شخصيةُ جونغكوك : INFP
و شخصيةُ تايهيونغ : ISTP

تحِبُون أجاثا كريستي؟
- كتابها جيبٌ ملئٌ بالحبوب كان أول كتابٍ دفعنِي
للقرآءة .

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن