الشطرِ السادِس عشَر : هدَف .

1.5K 158 33
                                    

كنتُ أستمعُ إليكَ بكل حواسِي و أنتَ تحكِي ما حَل بك
على الرغمِ من أن المنطِقَ كان أبعدُ ما يمكِن فيمَا أعيشهُ و لكننِي أحسستُ بصدقِ كلماتِك .

" كنتُ معجبٌ بفتاةٍ في الجامعَة ، أتبعهَا حيثُمَا ذهبَت
و أودُ أن أبوحُ لها بكل ما أشعُر ، لَكنني كنتُ خائفٌ منها فهِي يابانيةٌ ثريّة تدرسُ في أكبر جامعةٍ موسيقيّة في آسيَا و أنا مُجرد طالبُ منحَة

حينمَا قررتُ أن أبوحَ بمشاعرِي لهَا كانت الجامعةُ قد أعلنَت مسابقتهَا الكبرى ، فإنشغلتُ بالتدريبَات و وضعتُ مشاعِري لها جانبًا ، ناهيكَ عن أننَا كنا خصومًا في المسابقة ، فكنتُ أنا عازفٌ بالآلاتِ الحديثة و هِي بالآلات القديمَة ، كنتُ أعزفُ غيتارًا و هي تعزِفُ الكمَان !

لكِن في ليلةٍ مَا ، حينمَا قضيتُ الليلة في التدريِب إلتقيتُ بها وجهًا لوجه ، كانت واقفةٌ أمام باب الغرفة التي أقبعُ بها تسترقُ السمعَ فلمَا لاحظتهَا خجلَت وَ دخلتْ عليّ ، قضينَا الليلة كلهَا بالتعارُفِ و هكذا صارتْ الليلةُ ليالِي و الليالِي إلى أيام ، و حينها إستجمعتُ قواي لأعترفُ لها بمشاعِري و فعَلت ، و كان الأمرُ
مُذهلاً حينمَا قُوبلتُ بمشاعرهَا أيضًا

إتفقنَا على موعدّ في اليوم التالِي ، كنتُ متحمسًا
و لم أتمكنُ ليلتهَا من النوم ، لكنني قابلتهَا صباحًا بوجهٍ دامِع و رفضتنِي قائلةً أنها لا تريد مواعدة رجلٍ فقير مثلي ، لم يؤذينِي رفضها بقدر ما أذتنِي دموعهَا ، و لم أتألم ودموعها بقدرِ ما تألمتُ حينما رمَت عليّ نقودًا قائلةً بأن الرجال مثلي يواعدون الفتيات للإستحواذِ على نقودهم .  

رحَلت عنِي فَبقيت واقفًا برهةً من الزمنِ أستوعبُ ما حصل فجأةً ، و هممتُ بالرحيل لأتدربَ على العزفِ فالمسابقة كانَت على الأبوابِ و انا كنتُ مشغولاً بِالحبِ و هُرائه ، إلتقطتُ ما رمَت و لكِنَ ورقةٌ بيضاء كانت ملصوقةٌ أسفلَ النقود بِلاصقٍ شفاف ، إنتزعتُ الورقة مُسرعًا لكي أقرأ ما بهَا فصدمنِي ما كتَبت .

إهرُب لأجلِ مصلحتِكَ جيون جونغ كوك

لَم أفهم شئٌ و لم يكن لدي متسعٌ من الوقتِ لكي أفهم ، و قضيتُ أيامًا أتدربُ على غيتَاري إلى أن أتى اليوم الذي يسبقُ المسابقة .

و بلغنِي أنها تريدُ مقابلتِي على سطح الكُليّة ، فهرولتُ إلى هناك و لكن السطحَ كانَ خاويًا ، و حينمَا أردتُ الرجوع إلى أدراجِي ضرب أحدهم رأسِي بشئٍ ثقيل و سقطتُ مغميًا عليّ و لا أتذكر بعدها شئ .

لكننِي أدركت فيمَا بعد أنَ التقارير تفيدُ بأنني كنتُ مكتئبًا ، و لذا إنتحرتُ من على سطح الجامعة " .

أنهيتَ حديثكَ ثم تنفستَ بعمقٍ و كأن الحديث الطويل قطعَ نفسُك ، ثم إلتقطَ كوب القهوةِ لكَي تشرب منها شيئًا يسيرًا .

بينمَا أنَا إبتسمتُ بشدَة ، و فردتُ يدَاي بسعادة ثم أردفتُ بصوتٍ عالي " أصبحتُ أمتلكُ هدفًا الآن " .

نظرتَ إليّ بإستغرَاب ثم سألت " أيُّ هدف؟ "

" الهدفُ هو أن أخرِجَ من سببَ في غيبوبتك " .

نظرت إليّ و أجحظَت عينَاك " ماذا ؟ "

....

أخبروني عن أهدافِكُم .

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن