صباحٌ متأخر ، ذلك ما حظيتُ بهِ بعد أمسيةٌ طويلة .أكوابُ شايٍ مبعثرَة ، مشروبٌ منها إلى النصف ، و بطانيةٌ بعيدَة ، و ألمُ ظهرٍ لا يُطاق .
تعدلتُ جالسًا ، و حدقتُ بمَا يحيطنِي فلَم أجدُك ، و لم أجدَ شيئٌ يجذبنِي إليه .
فمددتُ يدِي مُريحًا مفاصلِي من الآلام التي داهمتهَا إثرَ النوم على الأريكَة .
ندهتُ بإسمِكَ مرارًا ، علّكَ تُجيبُ عليّ لأنني لا أعلمُ جيدًا ما الذي أفعلهُ هنا .
لَم تُجِب فرحتُ أراجعُ ذكريات الأمسِ و تذكرتُ ما فعلناهُ بالأمس ، مِن شربِ الشايِ و مشاهدة الأفلام .
مددتُ يدي إلى الهاتفِ لكي أرى الوقت ، كنتُ متأخرًا لكنهُ الأحد ، لذا ليس عليّ أن أقلَق .
رحتُ أجمع فضلات الطعامِ المُنتشرة ، و أضعها في القمامة ، لكِنني رأيتُ كأسَا الشايُّ البارِد ، مشروبةٌ إلى النصف تمامًا ، كلاهُمَا .
جعدتُ حاجبايّ بغير فهم ، كيفَ شرب كلانَا الشايّ نصفهُ ، و بنفس المقدار أيضًا ، رفعتُ كتفايّ متجاهلاً و وضعتُ ما بداخلهما في القمامةِ ثم توجهتُ إلى المطبخِ لأضع الكأسيِن في المِغسلة .
بحثتُ بعينَاي عنك ، لم يكُن بحثًا دقيقًا لأنني كنت اعلم أنك في مكانٍ ما من بالقُرب ، و لذا إستحممتُ حالما تعود ..
و لَم تَعُد .خِلتُ أنك مشغولٌ في مكانٍ ما ، لذا أخذتُ حقيبتِي و جمعتُ أغراضِي بها ، و توجهتُ إلى خارج المنزِل ، و لم أغلق الباب .
تأففتُ و أنا أركبُ الحافلة العامة ، لأنهُ عليّ بدءُ صباحِي بوجهِ ناتسويَا و المقهى ذو اللون الأخضر ، لكننِي سأتحمُل هذا لأجلك .
قررتُ بأن أُرِيّ ناتسويا اليوم كُلمَا جمعتهُ ، و أخبرهُ بالحقيقة ، لربما سيتخذُ خطوةٌ نحوَ تبرئةِ إسمهِ
فتُحقِقُ عدالتُك ، أكنِي لكَ مئةُ إعتذار ، لأنني لستُ بصاحِب نفود لكِي أحقق لك تلك العدالة .لطالمَا كرهتُ المشاويِر البعيدة ، و على الوسائل النقل العامة ، ذلك يُشعرِكَ بالهدوء و يجعلكَ تُفكِر في أشياء عديدة ، و أنا لا أحِبُ خوض الأحاديثِ مع نفسي .
فكرتُ في ليلةِ أمس ، كلمتكَ التي سمعتهَا و أنا شبهُ نائم ، الكلمةُ كانت تنغزُ رأسي منذ الصباح و أنا أتجاهلها مرارًا و تكرَارًا .
ما الذي يعنِيه " أنا انت و أنت أنا ؟ " .
هل كان ذلك إعترافُ حُب مثلاً ؟ إن كان كذلك فأنا مُضطرٌ لكي أرفضك ، لا أهوى المواعدة ، لا سيما إن كان ذلك مواعدة الفتيان !
لكن كلمتك كانت أقرب إلى شئٍ مبهم ، إعترافاتُ
الحبِ لا تكون غامضةٌ هكذا .فكرتُ و فكرت إلى أن توقفتْ الحافلة ، ترجلتُ منها و إتجهتُ إلى تلك المقهى الحانقَة ، كان ناتسويا كعادتهِ يجلسُ في طاولةٌ قرب النافذة .
توجهتُ إليهِ و بيدِي مشروبُ الليمُون ، لكي لا تزعجنَا النادلة ، إبتسمتُ في وجههِ و جلستُ أمامه .
لم أمهلهُ وقتًا لقولِ صباحُ الخير ، داهمتهُ بمجموعةٍ من الحقائق ، كانت الصدمة تعتري ملامحهُ و هو يُجيبُ بين الأوراق .
" هَل ستأخذ الأمر بجديه ؟ " سألت .
" هل تمزحُ معِي ، سأوكِلُ أفضلَ محامٍ في اليابان لكي يتخلصَ من إبن العاهرةِ " قال بغضبٍ و هو يُجمع الأوراق .
" ناتسويَا " همستُ بإسمه .
" نعم " رد عليّ بملامحٍ غير التي كانت قبلاً .
" هل يمكننِي قول شئ ؟ " هزَ برأسهِ موافقًا بعدمَا سمع سؤالي .
" شُكرًا لك ! "
تبدلَت ملامحهُ إلى ملامحٍ لينة ، و منصدمةٌ قليلاً
" و لما ؟ "" أنت تفعلُ شئٌ أردتُ فعلهُ دومًا ، تحقيقُ عدالة
جونغ كوك ، لذا شكرًا " لم أكُن متأثرًا ، كنت على علمٍ بأنه سيفعَل لأنني أرى نظراتُ إعجابهُ بي ، لكنّ التمثيل جيدٌ في بعض الأحيان ." عزيزي تاي هيونغ ، لا بأس بهذا " نبسَ بذلك ، كلمةُ عزيزي قد تبدُو طريفةٌ للبعض لكنها تُجلِب لي التقيؤ .
" عليّ الذهاب " قلتهَا و حزمتُ ما لِي ، و هممتُ بالرحيل إلا إن مناداةُ ناتسويا لي أوقفنِي .
وقفَ هو محلهُ " هل يمكننَا - "
" أنا آسفٌ جدًا ناتسويَا ، لكنني لستُ مُتاحًا "
كانت كذبةٌ جيدة للتخلصِ من شرهِ و شر مشاعرهِ ." لا بأس ، سأنتظِر "
خرجتُ من المقهى و مشيتُ تحت الشمس ، هذا اليوم يُذكرنِي بأولٍ يومٍ رأيتُك فيها ، حينما ركضتُ من الجامعة إلى المنزِل .
رفعتُ نظري الى الشمس الساطعة ، حجبتُ ضوئها بيدي قليلاً ، و إبتسمت .
كيف مرَت الأيام ، كيف وصلتُ إلى الخِتَام ، كيفَ تحقق حلمِي في إرجاعِ حقك لك ، كيف حصل كل شئ .
حقيقةً ، أحِبُ هاروكِي موراكِي قليلاً ، فأنت حتمًا نجمةٌ بعيدة ، لربمَا لست موجودًا الآن ، لكِنَ الضوء الذي وجدتهُ منك يبدو حقيقيًا جدًا .
مشيت إلى المنزِل ، و لَم تَعُد إلى المنزل على الرغم إن الوقتَ كان منتصفُ النهار .
...
أكواب الشاي ها ، أكواب الشاي ؛) .
- شعرتُم أحيانًا بتلكَ المشاعر التي تداهمنَا نهاية الأمور؟ كنهايةُ عامٌ دراسي مثلاً ، أو إختبار ؟ .
أنت تقرأ
هارُوكَا | تايكوك .
Science Fictionكُل ما تركتهُ خلفَك أصبحَ كُلِي و كُلَ ما أملُك . [ رسّامٌ بائِس ، و عازفُ غيتَار يلتقيانِ بصدفةٍ غير متوقعة ] - غلافُ ديكلان . all rights reserved. copyright © 2021 Haruka for venom .