الشطرُ الحادِي عشِر : فوضَى .

1.8K 178 50
                                    





يدِي تحمِل مشروباتٌ مُختلفَة ، قَد تُحبهَا
أتقدمُ إليكَ بذاتَ الطريقة التِي إعتدتُ أن أفعَل .

لَم تكُن منشغلاً بالغيتَار هذه المرَة
بل كان هُنالِك شئٌ آخرٌ يُشغلكَ للحد الذِي أهملتَ
كل مَا بجانبكَ لأجلهَا .

كان كِتابًا ، و لربمَا روايةٌ مَا .

لم أكن هاويًا للقرآءة كثيرًا ، أقرأ مرة او مرات و لكنَ الفضول غزتنِي لقرآءةِ
الكتاب الذِي سرقكَ مِن عالمنَا ، و رماكَ في أخرَى .

جلستُ بجانبكَ و لم تشعر بِي
وضبتُ هِندامِي و مددتُ يدِي نحوَ فخذكَ لأعلمكَ
بوجودِي ، لكِن رنةَ الهاتف العاليَة التي علت فجأةً لم
يسمح لِي بذلك ، و إنتشلكَ مِن إنشغالِك .

" أتيتَ تايهيونغ ؟ "
قلتهَا بإبتسامةٍ على ثغرِك ، لم أفهُم معناهَا .

أشرتُ إلى هاتفك حينما رأيتُ تجاهلك له ، بينما إستمرَ هو بالرنيِن
" ألن تُجِيب ؟ "

" ليسَ إتصالاً إنهُ منبِه "

إعتدلتُ في جلستِي بجانبك ثم نظرتُ إلى وجهِك مُتسائلاً
" مُنبِه ؟ "

" إنهُ وقتكَ المُحدَد ، أنتَ تأتِي هُنا الساعَة الحاديةَ عشر يوميًا ، لا تتأخرَ دقيقةً و لا تتقدَم "

مددتُ إليكَ كِيسَ المشروب بينما إبتسمتُ بخفَة
" أنتَ دقيقٌ جدًا ، جونغ كوك "

" الموسيقون دومًا دقيقون "
وضعتَ الكتاب الذي كان يحويهِ حضنكَ جانبًا
لتستبدلهَا بِالغيتَار .

" ما الآلة التي تعزفُ عليهَا تايهيونغ "

كان سؤالاً مكررًا ، على الرغمِ من أننِي كنتُ أستطيع
الإجابةَ بكلماتٍ بسيطَه إلا أننِي فضلتُ النظر إلى محياكَ مُطولاً ، لسببٍ مجهول .

" لا أدرسُ الموسيقى "
نطقتُ بعد وهلةٍ مِن الزمَن .

" و ما الذِي تفعلهُ هنا إذًا "
كان سؤالك مكررًا مرةً أخرى .

" أبحثُ عن شئٍ مَا "
نبستُ بهَا فحلَ الصمتُ بيننَا ، و طفقَ الكُل هادئًا ينتظر من الآخرِ أن يبادرَ بالحديِث .

إلى أن لطختَ بياضَ الهدوء بصوتكَ الهادِئ
" أيمكننِي مُساعدتك؟ "

على الرغمِ من بساطةِ حديثكَ ذاك إلا أننِي شعرتُ
بعظمةٍ شديدَة حينهَا .

" تايهيونغ أينَ تهت ؟ ، أيمكننِي مُساعدتكَ
في بحثك ؟ "

" نعَم ، عرفنِي عليك "
كلمتِي تلكَ أخرست فاهك ، لكنكَ لم تلبث إلا ثانيتَانِ حتى إنفجرتَ ضاحكًا .

" يا إلهِي ... أنت تغيرُ الموضوع بشكلٍ جيد جدًا "
قلتهَا ثم شرعتَ في الإرتشافِ من عبوتِك و كأنك تتهربُ من حديثي .

" ما الذي قد تريدُ معرفتهُ عنِي ؟ "
قلتها و انتَ تنظرُ إليّ بثبَات ، مما جعلنِي أتوترُ بشكلٍ ملحوظ .

" إسمُك ، عمرك ، و أشياءٌ من هذا القبيل "
كذبتٌ بشأنِ سؤالِي ، لأننِي كنتُ أودُ معرفةَ كل شئٍ
عنك ، بتفاصيلهِ المملَه ، و بدون سبب !
فقط كنتُ أشعر بالفضول بكُلِ ما يخصُك .

" جيوُن جونغ كوك ، عمرِي إثنانِ و عشروُن
طالبٌ في الموسيقىَ ، تخصُص الآلات الحديثَة "
قلتهَا ثُمَ نظرتَ إليّ بإبتسامةٍ حلوة ، و مِلتَ برأسِكَ
قليلاً " أمِن شئٍ آخر ؟ "

" إسمُك .. "

" لقد نسيت ، أنا لستُ من ذاتِ جنسيتُك ، أنا كورِي "

توضيحُكَ لي ، جعل منِي أدرك أن خلفَ توضيحُك أمرٌ لا أفقههُ و لا أعلمُه ، لذا سألتُكَ حينما لم استطِع كبحَ فضولِي الجامِح تُجاهك .
" لمَا وضحتَ لي جنسيتُك ؟ "

" أولستَ كنتَ ستسألُ عنهَا ؟ "

" كنتُ أودُ قول أن إسمُكَ جميل "

إبتسمَ جونغكوك لِحديثِ الآخر ثم فتحَ فاههُ ليتحدّث
لكِنَ الباب الموصدُ فتحَ و ظهرَ منهُ فتًا حسنُ الوجهِ
و لطيفُ المحيَا ، ثُمَ فحصَ المكانِ بعينيه ليتوقفَ
على تايهيونغ .

إقترَب بضعةُ خطواتٍ من تايهيونغ ثم تنفسَ عميقًا
قبل أن يردُف
" أيمكننَا الحديثُ قليلاً ؟ "

نظرَ تايهيونغ حيثُ جونغكوك مُستأذنًا
فأشار جونغكوك بعينهِ لهُ ، آمرًا إياهُ بالرحِيل .

إستقامَ تايهيونغ من مكانهُ متجهًا إلى الخارجِ
لكنهُ تصنمَ واقفًا حينمَا نبس الفتى الحسَن
" لما تبحثُ عن جونغ كوك "

....

توقعاتِكُم ؟

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن