الشطر الرَابع عشَر : إيجَاد .

1.6K 181 56
                                    

كان النهارُ طويلاً كالليلِ الغير مُنجلِي .

حينمَا جلستُ على مقعدِ السيارةِ برفقةِ الفتى المليِح إستمرتْ السيارةُ بالمشي دونَ توقُف ، وجهتنَا كانت بعيدةٌ جدًا ، و لربمَا خُيّل لي ذلك لأنَنِي كنتُ منتظِرًا .

المبانِي الشاهقةُ في طوكيُو إستمرَت بالمرور أمام عيناي حينما كنتُ أحدِقُ إلى الخارِج عبر نافذة سيارة الأجرة .

إلى أن توقفَت السيارةُ عن المشيّ ، و إرتدَ جسدِي من وقوفهِ المُفاجِئ و إصتدمَ بالمقعَد بقوة ، فنزلَ الفتى المليح من السيارة ، و بقيتُ أنا قاطبٌ لحاجبَاي منزعجًا من الوقوف المفاجئ للسيارة .

نظرتُ إلى الخارج فكانَ المكانُ خاويًا ، و لا تحوِي المباني الشاهقَة التي إعتادَت أن تملئ طوكيُو ، ترجلتُ من السيارةَ وَ وقفتُ أتأملُ المكان الذي يبدو كمخفرٍ سري لأحد العصابات .

" آسفٌ لتوريطُكْ ، لكِن علينَا أن نقصد البابَ الخلفِي للمشفى و ذلكَ لأنَّ المستشفَى لم تُرد الإحتفاظَ بجونغكوك لكِنَ المال أجبرهُم على فعل ذلك "
قالها كانغ لِيمشي تحتَ أشعةِ الشمسِ حاجبًا ضوء الشمس عن وجههِ بيده .

فلحقتهُ بسرعةٍ و دخلنَا المشفَى ، و بعدَ سيرٍ طويل و أدراجٍ طويلة وصلتُ إلى الغرفة التي يزعمُ كانغ أنك بهَا

كنتُ خائفًا نوعًا ما حينما أمسكتُ بمقبضِ الباب
لكِنني دخلتُ إلى الغرفة على أيّ حال .

كنتَ مضطجعًا هناك على سريرٍ أبيض اللون ، و جهازُ التنفسِ لا يبارحُ وجهُك ، بينمَا الإبر المغذية تملأُ يديك ، و خلفت تلك الإبر بقعًا قرمزية عليها .

نظرتُ إليكَ طويلاً ، و تنهدتُ طاردًا كل ما يجولُ في خاطري ، ثم أشرتُ إلى كانغ أن يتركنِي لوحدِي معك ، فلم يكُن منهُ إلا أن يُلبِي ما أقول .

جلستُ بمقعدٍ كان قُرب سريرُك ، و قربتهَا أكثر لأتمكن من إحتضان إحدى يديكَ بين يداي ، ثم همستُ بعض الكلمات الغير مفهومة ، حتى أنا لم أفهمها !

كنت كمَن فقد قريبًا ، مكسور القلبِ مجروحًا
كان ذلك الشعور مبهمًا لي ، أن يكون قلبي مفطورًا لأجلك و أنا بالكادِ أعرفك .

شعرتُ بأنني أعرفكَ منذ زمَن ، رأيتكَ في مكانٍ ما ، أو لربما حظينَا بحديثٍ طويل ، شعرتُ بألفةٍ شديدة و أنا أجلس بقربِك .

أخبرنِي كانغ أنهُ لا أمل لأن تنجو إلا بمعجزة ، لكنني رغم ذلك شعرتُ بأنك عائدٌ قريبًا ، لا أعلم إن كانت شعورٌ خالجني أم أننِي إخترعتهُ لأنني كنت بحاجة إليك .

تلوتُ صلواتِ الإله و يدكَ مسجونٌ بينَ يدّي
دعوتُ المسيحَ بأن يردُكَ إلى الحياة ، لكننِي كنتُ
خجلاً منهُ ، فقد هجرتُ المسيحَ منذُ زمن و عدتُ
لهُ الآن حينما أضحيتُ بحاجتِه .  

حالمَا ختمتُ الصلواتَ حررتُ يديك ، و أرحتُ ظهري على المقعد ثمَ أخذتُ أحدِقُ بوجهك .

ثمةُ أمرٍ مألوف في وجهك يشعرنِي بأننِي أعرفُك .

" أريدُ أن أساعدِكْ ، أريدُ أن أعرف لما أنت هنا "
قلتُ تلك الكلمات بهمس و أنا أحدقُ في وجهك .

لم ترد ، لذا تنهدتُ و إستقمتُ من المقعد نيةَ الرحيل ، كنتُ مخذولاً بشكل ما ، فلقد تركتُ دروسي و جئتُ لزيارتكَ ظنًا مني أنني سأجدُ شيئًا عندك ، لكننِي كنتُ أعود خالي الوفاضِ كجندِي نجَا من حربٍ خسرتْ فيه دولتِه .

و قبيلَ أن ألف مقبض الباب صدح ذلك الصوت عاليًا ،
و إقشعرَ جسدِي و تصلبتْ أطرافِي ، إلتفتُ إلى الخلفِ بسرعة الضوءِ لأرى ما الذي يحدث تحديدًا .

كان هنالك إثنانٌ منك ، واحدٌ نائم بوداعَةٍ على السرير ، و الآخر يجلسُ على الأريكة التي كانت مركونةٌ في إحدَى زوايا الغرفة .

" هَل أنتَ واثقٌ بأنكَ تريدُ مساعدتِي ؟ " .

....

كيف تفسرون وجود إثنان من جونغكوك ؟    

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن