كان النهارُ طويلاً كالليلِ الغير مُنجلِي .
حينمَا جلستُ على مقعدِ السيارةِ برفقةِ الفتى المليِح إستمرتْ السيارةُ بالمشي دونَ توقُف ، وجهتنَا كانت بعيدةٌ جدًا ، و لربمَا خُيّل لي ذلك لأنَنِي كنتُ منتظِرًا .
المبانِي الشاهقةُ في طوكيُو إستمرَت بالمرور أمام عيناي حينما كنتُ أحدِقُ إلى الخارِج عبر نافذة سيارة الأجرة .
إلى أن توقفَت السيارةُ عن المشيّ ، و إرتدَ جسدِي من وقوفهِ المُفاجِئ و إصتدمَ بالمقعَد بقوة ، فنزلَ الفتى المليح من السيارة ، و بقيتُ أنا قاطبٌ لحاجبَاي منزعجًا من الوقوف المفاجئ للسيارة .
نظرتُ إلى الخارج فكانَ المكانُ خاويًا ، و لا تحوِي المباني الشاهقَة التي إعتادَت أن تملئ طوكيُو ، ترجلتُ من السيارةَ وَ وقفتُ أتأملُ المكان الذي يبدو كمخفرٍ سري لأحد العصابات .
" آسفٌ لتوريطُكْ ، لكِن علينَا أن نقصد البابَ الخلفِي للمشفى و ذلكَ لأنَّ المستشفَى لم تُرد الإحتفاظَ بجونغكوك لكِنَ المال أجبرهُم على فعل ذلك "
قالها كانغ لِيمشي تحتَ أشعةِ الشمسِ حاجبًا ضوء الشمس عن وجههِ بيده .فلحقتهُ بسرعةٍ و دخلنَا المشفَى ، و بعدَ سيرٍ طويل و أدراجٍ طويلة وصلتُ إلى الغرفة التي يزعمُ كانغ أنك بهَا
كنتُ خائفًا نوعًا ما حينما أمسكتُ بمقبضِ الباب
لكِنني دخلتُ إلى الغرفة على أيّ حال .كنتَ مضطجعًا هناك على سريرٍ أبيض اللون ، و جهازُ التنفسِ لا يبارحُ وجهُك ، بينمَا الإبر المغذية تملأُ يديك ، و خلفت تلك الإبر بقعًا قرمزية عليها .
نظرتُ إليكَ طويلاً ، و تنهدتُ طاردًا كل ما يجولُ في خاطري ، ثم أشرتُ إلى كانغ أن يتركنِي لوحدِي معك ، فلم يكُن منهُ إلا أن يُلبِي ما أقول .
جلستُ بمقعدٍ كان قُرب سريرُك ، و قربتهَا أكثر لأتمكن من إحتضان إحدى يديكَ بين يداي ، ثم همستُ بعض الكلمات الغير مفهومة ، حتى أنا لم أفهمها !
كنت كمَن فقد قريبًا ، مكسور القلبِ مجروحًا
كان ذلك الشعور مبهمًا لي ، أن يكون قلبي مفطورًا لأجلك و أنا بالكادِ أعرفك .شعرتُ بأنني أعرفكَ منذ زمَن ، رأيتكَ في مكانٍ ما ، أو لربما حظينَا بحديثٍ طويل ، شعرتُ بألفةٍ شديدة و أنا أجلس بقربِك .
أخبرنِي كانغ أنهُ لا أمل لأن تنجو إلا بمعجزة ، لكنني رغم ذلك شعرتُ بأنك عائدٌ قريبًا ، لا أعلم إن كانت شعورٌ خالجني أم أننِي إخترعتهُ لأنني كنت بحاجة إليك .
تلوتُ صلواتِ الإله و يدكَ مسجونٌ بينَ يدّي
دعوتُ المسيحَ بأن يردُكَ إلى الحياة ، لكننِي كنتُ
خجلاً منهُ ، فقد هجرتُ المسيحَ منذُ زمن و عدتُ
لهُ الآن حينما أضحيتُ بحاجتِه .حالمَا ختمتُ الصلواتَ حررتُ يديك ، و أرحتُ ظهري على المقعد ثمَ أخذتُ أحدِقُ بوجهك .
ثمةُ أمرٍ مألوف في وجهك يشعرنِي بأننِي أعرفُك .
" أريدُ أن أساعدِكْ ، أريدُ أن أعرف لما أنت هنا "
قلتُ تلك الكلمات بهمس و أنا أحدقُ في وجهك .لم ترد ، لذا تنهدتُ و إستقمتُ من المقعد نيةَ الرحيل ، كنتُ مخذولاً بشكل ما ، فلقد تركتُ دروسي و جئتُ لزيارتكَ ظنًا مني أنني سأجدُ شيئًا عندك ، لكننِي كنتُ أعود خالي الوفاضِ كجندِي نجَا من حربٍ خسرتْ فيه دولتِه .
و قبيلَ أن ألف مقبض الباب صدح ذلك الصوت عاليًا ،
و إقشعرَ جسدِي و تصلبتْ أطرافِي ، إلتفتُ إلى الخلفِ بسرعة الضوءِ لأرى ما الذي يحدث تحديدًا .كان هنالك إثنانٌ منك ، واحدٌ نائم بوداعَةٍ على السرير ، و الآخر يجلسُ على الأريكة التي كانت مركونةٌ في إحدَى زوايا الغرفة .
" هَل أنتَ واثقٌ بأنكَ تريدُ مساعدتِي ؟ " .
....
كيف تفسرون وجود إثنان من جونغكوك ؟
أنت تقرأ
هارُوكَا | تايكوك .
Science Fictionكُل ما تركتهُ خلفَك أصبحَ كُلِي و كُلَ ما أملُك . [ رسّامٌ بائِس ، و عازفُ غيتَار يلتقيانِ بصدفةٍ غير متوقعة ] - غلافُ ديكلان . all rights reserved. copyright © 2021 Haruka for venom .