الشطر الخَامس و العشرون : كِلانا .

1.2K 130 31
                                    

كَكل يومْ ، أختلسُ إليك النظراتْ من المطبخِ بحُجةِ إعداد الشاي ، و كأنهُ محرمٌ عليّ النظرُ إليك و لكنني طمّاعٌ بك .

لا أعلم متى سأتركُ لعبة الغميضةِ هذه و أجلسُ قبالتكَ و أحدِقُ في معالمكَ كرسامٍ طبيعي يودُ ان يحفظ تفاصيل رسمتهِ .

صوتُ غليانِ الشاي أخرجني من سرحاني بك فأغلقتُ
النار ثُمَ جعلتَها تهدأُ قليلاً ، أخرجتُ كوبينِ من الزجاجِ الشفافِ و ملئتهمَا ثلجًا ، وضعتُ في الأولى نصيبٌ من الخوخِ و الآخر من الحليب ، ثم الشاي الذي إعتدل حرارتهُ .

توجهتُ إليكَ بعدمَا أغلقت ضوء المطبخ و ناولتُكَ الشايُ البارد بالحليب ، و أخذت انا الأخرى .

كان الوقتُ عصرًا ، يومُ السَبت ، حينما كان الجَوُ يعطِي شعورًا دافئًا جدًا ، مع الشاي المُثلَج الذي يأخذكَ إلى عالمٍ آخر .

جلستُ معكَ و لو لم نكُن جالسين بجانِب بعض ، نظرت إليك و بادلتنِي ، كلانَا كان يودُ قول ذات الكلمة ، لكننا نودُ الآخر يُبادِر .

إستسلمتُ حينما طالت الفترة ، و نبستهَا أولاً
" أشعر بالمللِ ، لنرَى فلمًا "

أومئتَ بإبتسامَة ، و رضيتَ بأن أختار أنا الفلم .
و على الرغم من أنك تحِب الشاي بالحليب و أنا أحبها بدونها ، و أنت تحبُ العزف و أنا الرسِم ، على الرغم من أن القهوة تستهويكَ و الشاي يستهوينِي ، و أنا أحبُ القصص البوليسية بينما أنت تحبُ الرعب ، إلا أن ذاقئتناَ الفلميِة كانت متشابهة ، أفلامُ غموضٍ و إثارة .

ثوانٍ و بدَأ المشهد يتحركُ على التلفاز ، لحظاتٌ نحبسُ فيهِ أنفاسنَا و أخرى نغمضُ أعيننَا فيه ، لحظاتٌ نتشاجرُ فيها ، و أخرى نتفق .

هكذا بدأ الفلمُ يستمرُ حتى وصلَ إلى النهاية ، و الذي كان ممتعًا جدًا ، بوجودِك .

حينما إنتهى الفلم إكتسحَ الجو الملل ، مرةً أخرى فأخذنا ننظرُ إلى البعض في أملِ أن نفتحَ حديثًا ، و بادرتَ انت هذه المرة .

وضعتَ خدك على الكنبة ، و أرحتَ جسدك عليها
ثم سألتنِي " هل توصلت إلى المجرم شيرلوك ؟ "

تجاهلتُ سخريتك ، كنت بحاجةٍ إلى أن أدعك تعلمُ ما توصلت إليه .
" ما توصلتُ إليه هو ، ناتسويَا لم يفعَل شيئًا ، هو برئ
كل ما حصل كان سونغ كانغ صديقكَ سببهُ ، هو أراد أن يحظى بالشُهرة ، و الحبِ في حينما أنك انت و ناتسويَا كنتما تتشاجرَان ، هل فكرتَ يومًا أن ناتسويا لا يعدُ ندًا لك؟ لأنه يعزِفُ البيانُو و أنت الغيتار؟ ، في حينما ان سونغ كانغ يعد ندًا لك لأنه يعزف الغيتار مثلك ! ، و ملاحظةٌ أخرى ، أليس إسمُ كانغ إسمٌ كوري ؟ و أنت صرتَ صديقهُ لأنه كان كوريًا مثلك؟ عل فكرت يومًا لما كنتَ فريسةً لعنصريتهِم و هو لا ؟ ، ببساطة يا جونغ كوك لأنهُ إبنُ رجلٍ ثري ، و هو أهلٌ بأن يكون مشهورًا ، و لامعًا وسط جامعتهِ ، لكنك أنت حللتَ محلهُ فأزاحكَ في غفلةٍ منك " حادثتكَ بسرعةٍ و لمَا إنتهيتُ إلتقطتُ أنفاسي المنقطعة .

ملامحك كانت تحمِلُ شعورًا مبهمًا ، لم يكُن خيبة ، و لا ذهول ، كانت غير مفهومةٌ على الإطلاق .

" سعيدٌ لأنك علمتَ الحقيقة تاي هيونغ " جملةٌ نبستهَا و لم أفهمُ معناهَا وقتئذٍ .

نعستُ فجأةً ، و إستندتُ على الأريكة التي أقبعُ عليهَا مقلدًا إياك .

حينها ملامحكَ تبدلَت ، و صرتَ تبتسمُ بهدوء مبعثًا طمأنينةٌ شديدة إلى قلبي .

" هَل تعلمُ لما أنت وحدكَ من ترانِي تاي هيونغ؟ "
سألت .

هززتُ رأسي غير موافقًا ، لم أستطِعُ التحدث فالنومُ كان يغزونِي .

" لأننِي أنت ، و أنتَ أنا "

....

اوك كانغ طلع رأس البلا .

- كلمة جونغكوك في النهاية وش فهمتوا منها؟
 

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن