الشطرِ الرابع العشرون : مُبهم .

1K 124 28
                                    

" هل تقولُ أن سونغ كانغ كان من تُواعدهُ تلك الفترة؟ هل أنت جاد؟ " صرختُ بكلماتِي و بدونِ سببٍ على ناتسويَا المسكين الذي لفَ يمنةً و يُسرةً لأن من في المقهى أصبحوا ينظرونَ إليهِ بسببِ صرختِي .

" تاي هيونغ ، إجلس و دعنا نأخذ الأمور بروية ! "
نبسَ ناتسويَا بغضبٍ طفيف من ردة فعلي الغير مُبررة فتنفستُ الصعدَاء لكِي أجلسَ على الكرسي بِقُوة ، كان كُل شئ يبدُو حقيقيًا ، لكنني فقط كُنت أمثِل .

منذ فترةٍ طويلة و أنا أشعر بعدمِ الأمانِ لسونغ كَانغ ، و ها كل الأدلة تشير إلى أن حدسِي صحيح ، قمتُ من محلِي غاضبًا و مشيتُ إلى خارج المقهى الخانق ذو اللونِ الأخضر ، لم أكن غاضبًا كنتُ أمثِل .

على الرغم مِن كونِ ناتسويا فتًا لعوبًا إلا أنّ التأثير عليهِ سهلٌ و جدًا ، لا يمتلكُ أيّ إصرارٍ على مبادئهِ ، يتغيرُ كما تغيرُ الحرباءُ لونها ، لذا كانت الأمور تمشي على ما يُرامْ لدّي .

مشيتُ إلى المقهى البسيط الذي يقبعُ في حيٍّ قريب من الجامعة ، ثم طلبتُ مشروبًا خاليًا من الكافيين ، و جلستُ ارتشفهُ لحتى وصول الفتاة التي كان لدّي موعدٌ معها .

تحدثتُ معها عبر بوابة الجامعة الإلكترونية و أخبرتني ان لديها معلوماتٍ عن جونغ كوك ، و لم أرِد تفويتَ شئٍ لذا حددت موعدًا لأقابلهَا .

حينما دخلت المقهى عرفتُ من هيأتهَا أنها مَن أقصدها ، لم تكن كما تخيلتهَا أبدًا ، كانت ذو شعرٍ قصير مصبوغٌ بإهمَال ، بدينةُ الجسد ، و طلاءُ أظافرهَا مشقورٌ و مهمَل ، ترتدِي الأقراط الطويلة علمًا بأن ذلك لا يليقُ
بها و الأهم ، لا تُنسِق الألوان جيدًا .

كان رؤيتها لوحدها يعذبنِي ، فما بالكَ حينما تخبطَتْ بالطاولة المجاورة أثناء مشيها ، و حينما وضعت حقيبتها الكبيرة على الطاولة أوقعتْ مشروبي ، ثم حينما حاولتْ مساعدتِي بتنظِيف المشروب المسكوب وضعت المنادِيل على الكعكة التي ابتعتها .

تنفستُ عميقًا ، و اخفيت عقدة حاجبي و إبتسمتُ لها مرددًا لا بأس ، لكن كان هنالكَ الكثير من البأس .  

أخرجت من حقيبتها الضخمة أوراقٌ مكرمشَة ، بعضها سقط عليها الماء فسالَ حبرها ، ثم صففتهُم أمامي لكي أنظر إليها .

كان مُفرحًا كونها تملك الكثير من المعلومَات ، و على ما يبدو انها كانت تَتتبعُ كُل صغيرة و كبيرة عن جونغكوك .

كانت مُهتمَة بما حصلت لهُ و جمعَت تحليلاتْ نفسية أيضًا لسلوكياتْ الأفراد المحاطين بجونغكوك . 

اخذت الأوراق و حدقتُ بها و قرأتها بسرعة ، أردتُ معرفة كُل ما تلُم بهِ تلك الفتاة ، كنتُ منشغلاً بالقراءة لكن صوتُ الأكوابِ و هِي ترتطمُ بالطاولة أخذت إنتباهِي إليها وقتئذٍ أدركتُ أنني نسيتُ وجودها و إنشغلتُ بالأوراق .

هارُوكَا | تايكوك .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن